معرف الأخبار : 99918
تاريخ الإفراج : 7/1/2022 8:03:08 PM
ايران تضع الكرة في ملعب أمريكا.. الضمانات تحسم كل شيء

ايران تضع الكرة في ملعب أمريكا.. الضمانات تحسم كل شيء

أجريت في 28 و29 يونيو/حزيران الماضي، جولة جديدة من مفاوضات "رفع الحظر" (مفاوضات إحياء الإتفاق النووي) بين ايران وامريكا (بشكل غير مباشر) عبر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري ومنسق شؤون المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة ومن دون مشاركة الأطراف الأخرى، بهدف الخروج من المأزق الذي آلت إليه جولات المحادثات التي عقدت على مدى 11 شهرا وتوقفت في مارس/آذار الماضي.

مخرجات الجولة الأولى والتصريحات التي أعقبتها من قبل جانبي التباحث تشير دون أي شك الى أن المفاوضات "مكانك راوح"، لم تحرز أي تقدّم ولا أي تراجع لا من قريب ولا من بعيد، فالموقف الأمريكي ما يزال يشكّل أكبر عائق أمام إحياء الإتفاق، خصوصا مع إصرار إدارة بايدن على عدم تقديم ضمانات إقتصادية للجمهورية الإسلامية بشأن انتفاعها من الإتفاق.

وبينما وصفت الخارجية الإيرانية المفاوضات بالجادة والاحترافية، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أمريكي توجيه مزاعم جديدة للجمهورية الإسلامية، مُدّعيا أن طهران تقوم بإثارة قضايا جديدة، وزعم المسؤول أن إدارة بايدن أبلغت طهران بإرادتها الجدية في التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل نهج سياسة الضغوط القصوى في الوقت ذاته.

تصريح المسؤول الأمريكي يشير بكل وضوح الى إصرار أمريكا على مواصلة سياسة "التعنّت والتسويف وإلقاء اللوم" على الطرف الآخر، وهذا رغم أن كل مُتابع مُنصف لمجريات المسألة على يقين كامل بأن الأزمة العالقة والتأجيج الكبير الحاصل هو نتيجة الأحادية الأمريكية.

بتعبير أدقّ، عدمَ التجاوب الأميركي مع الضمانات الاقتصادية التي تطالب بها الجمهورية الإسلامية السبب الرئيسي وراء فشل مفاوضات الدوحة في حلحلة القضايا الخلافية بين الجانبين، فالعقوبات الأميركية أرهقت الاقتصاد الإيراني خلال الأعوام الماضية، ولكنها لم تتمكّن من تدميره، لهذا تريد الجمهورية الإسلامية الانتفاع من إحياء الاتفاق النووي وإن لم تك تعتمد عليه بالمطلق في مواصلة مسار التقدّم الماضية فيه.

* أمريكا لا تلتزم بضرورات المفاوضات

النهج الأمريكي المعادي حتى في التفاوض مع ايران، أشار إليه رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي خلال تلقّيه اتصالاً هاتفياً مساء الخميس من امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث اعتبر اتهامات الغرب لإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي بالتزامن مع المفاوضات بانه يبيّن عدم إلتزام الغرب بضرورات المفاوضات الجادة والحقيقية.

السيد رئيسي أكد خلال الإتصال لأمير قطر الذي تستضيف بلاده "المفاوضات العالقة والشائكة" أن برنامج ايران النووي شفاف تماما ولم ينحرف أبدا عن المسار القانوني، وقال: ان طرح الاتهامات والمزاعم المتكررة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال المفاوضات يبين سعيهم لتحقيق اهداف سياسية من وراء عملية التفاوض.

وأوضح، ان الجمهورية الإسلامية تعتبر اجراءات الحظر أحادية الجانب بانها ظالمة وغير مشروعة وجائرة واكد عزم طهران  على الدفاع عن حقوقها، وقال: يجب مواصلة كل الجهود في اتجاه الرفع الكامل للحظر مع الضمانات اللازمة في هذا الصدد.

*عازمون على التفاوض

وفيما أبدت واشنطن تشاؤما مصطنعاً وربما مدروساً بشأن جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة وذلك لتحقيق مآرب سياسية تدفع ايران نحو تقديم تنازلات، اعتبر وزير الخارجية "حسين امير عبداللهيان" خلال اتصال هاتفي أجراه مساء أمس الخميس مع وزير الخارجية القطري "الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني"، ان الجولة الجديدة لمفاوضات رفع الحظر في الدوحة كانت إيجابية، وقال: نحن مصممون على استمرار المفاوضات وصولا الى اتفاق جيد ورصين ومستديم؛ وسيكون هذا الاتفاق في متناول اليد لو تحلت امريكا بالواقعية.

واعرب امير عبداللهيان في هذا الاتصال، عن تقديره لدولة قطر على استضافة مفاوضات رفع الحظر؛ مصرحا، ان "تقييمنا لهذه الجولة من المفاوضات ايجابي".

*المباحثات تدور في حلقة مُفرغة

ورغم أن المباحثات تدور على مايبدو في "حلقات مفرغة" منذ ان كانت تجري في "معقل الغرب" بالعاصمة النمساوية فيينا وحتى "جرجرتها" نحو الدوحة بقطر، إلاّ أن وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت في وقت سابق، إن مفاوضات الدوحة لم تنتهِ، وما تزال مستمرة.

وعلى خلفية مفاوضات الدوحة، شدّد الوسيط الأوروبي إنريكي مورا ضرورة التركيز على حل المسائل التي تعوق التوصل إلى اتفاق في فيينا.

وتدور الخلافات الرئيسية بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا حول تقديم ضمانات بأن الإدارات الأمريكية المستقبلية لن تنسحب من الصفقة مرة أخرى، وحول تقديم ضمانات إقتصادية للجمهورية الإسلامية تؤكد إنتفاعها من الإتفاق البعيد المنال على ما يبدو في حال التوصّل إليه.

*قضايا خارج دائرة الإتفاق

في السياق قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي: إن طهران تصرفت بجدية في محادثات الدوحة، وذكر السفير، أن طهران طلبت من واشنطن ضمانات موضوعية ويمكن التحقق منها، وقال إنه بمجرد وفاء الأطراف الأخرى بجميع التزاماتها بطريقة كاملة وفعالة سوف تتراجع بلاده على الفور عن جميع خطواتها التي اتخذتها بعد انسحاب واشنطن من خطة العمل المشتركة (الإتفاق النووي).

في السياق ذاته، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية محمد إسلامي: إن الطرف المقابل في المفاوضات النووية الأخيرة أعاد فتح ملف الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني مجددا، على الرغم من إغلاق الملف سابقا. وأضاف إسلامي -في كلمة له- أنه يأمل من الفريق الإيراني المفاوض بما يمتلك من حجج قوية بشأن أنشطة طهران النووية أن يتمكن من رفع العقوبات عن إيران ويضع البلاد على مسار التطور.

على الجانب الأوروبي، قال مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يجب إبرام الاتفاق النووي مع إيران في أسرع وقت ممكن. وأضاف بوريل -في تغريدة، أنه بعد أكثر من عام من المفاوضات، فإن ثمة مجازفة بعدم تجاوز ما وصفه بخط النهاية، ودعا إلى التنفيذ الكامل للاتفاق.

ويبقى أن ننتظر ظهور مبادرة أمريكية بنّاءة كانت منتظرة منذ عدّة أشهر للتوصل الى اتفاق في الدوحة، خلافاً لذلك ستواصل الجمهورية الإسلامية مسار تقدّمها بقوّة وعزم وبالإعتماد على القدرات الذاتية، مسار اتّبعته في ظلّ محاولات الغرب المكثّفة لإحباط الشعب ووضع العصي في عجلة تقدّم البلاد.


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك