معرف الأخبار : 93297
تاريخ الإفراج : 4/10/2022 10:56:06 AM
"الايرانوفوبيا" في أفغانستان و"الأفغانوفوبيا" في ايران

"الايرانوفوبيا" في أفغانستان و"الأفغانوفوبيا" في ايران

يكشف هذا السيل الهائل من الأخبار الذي اجتاح الفضاء الالكتروني على مدى الأسابيع الأخيرة لدق اسفين في العلاقات بين طهران وكابول، حقيقة المؤامرة التي تُدبّر في مقرّ واحد للتأثير على الرأي العام المحلي، خصوصاً فيما يتعلق بالمخاطر الأخلاقية والأمنية والاقتصادية والسياسية لوجود اللاجئين الأفغان في إيران.

نورنيوز- شهدت العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد الايرانية، يوم الثلاثاء المنصرم، عملاً إرهابياً ضد ثلاثة علماء دين في قلب المرقد المقدّس، أدى للأسف إلى استشهاد أحدهم.

مُرتكب هذا العمل الإجرامي الذي تم اعتقاله على الفور مواطن غير إيراني مُتأثر بأفكار تكفيرية، على الرغم من عدم وجود دليل على أن هذا تم بالتخطيط المسبق والتوجيه المباشر من قبل المعادين لايران، فإن مراجعة مثل هذه الإجراءات تظهر أن هؤلاء الأفراد، المتأثرين إلى حد كبير بالدعاية المتعمدة والمدمرة والانتقامية لأجهزة المخابرات الأجنبية، قد ارتكبوا جرائم من قبل الجريمة الحاصلة في مشهد.

ويكشف هذا السيل الهائل من الأخبار الذي اجتاح الفضاء الالكتروني على مدى الأسابيع الأخيرة لدق اسفين في العلاقات بين طهران وكابول، حقيقة المؤامرة التي تُدبّر في مقرّ واحد للتأثير على الرأي العام المحلي، خصوصاً فيما يتعلق بالمخاطر الأخلاقية والأمنية والاقتصادية والسياسية لوجود اللاجئين الأفغان في إيران.

نشر مقاطع وأخبار كاذبة وقديمة أحيانا عن تدفق اللاجئين الأفغان إلى إيران، وانتشار أخبار كاذبة حول اعتقال مجموعات من المواطنين الأفغان الذين كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية في مدن إيران المختلفة، وخلق شائعات القتل والاغتصاب والنهب في الأسابيع الأخيرة التي تحاول شيطنة اللاجئين الافغان، جملة هذه التطورات تناقلها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء مختلفة من إيران.

في غضون ذلك، يوجه مقتل اثنين من الطلاب السنة في مدينة كنباد في شكل خلافات بين الشيعة والسنة، ثم العمل الإجرامي للتكفيري ضد رجال الدين الثلاثة في العتبة الرضوية المقدسة وتضخيم أبعاد هذه الأعمال، كلها أجزاء من سيناريو يُنفذ على ارض الواقع لإثارة الشقاق والاستياء بين مواطني إيران وأفغانستان.

في السياق؛ يهدف الانتشار المتزامن لأخبار كاذبة وشائعات لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية في أفغانستان حول إساءة معاملة إيران للاجئين الأفغان إلى إثارة مشاعر مواطنيها ضد إيران، وهو اتجاه يتوافق تماما مع الإجراءات التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام الإيراني.

 بالتزامن مع الانسحاب المأساوي للقوات الأمريكية والبريطانية من أفغانستان، توقع العديد من الخبراء الأمنيين أن تحاول هذه الدول، بعد سحب قواتها، بالتأكيد تفعيل أجهزتها الاستخباراتية والأمنية لخلق قدرات لمواجهة الأزمات، خاصة بين إيران وأفغانستان وتوظيف هذا الامر لإثارة الازمات في المنطقة.

الإجراءات التي تم اتخاذها في الأسابيع الأخيرة باستخدام أساليب العمليات النفسية عبر أداة شبكات التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن بين الشعبين الإيراني والأفغاني، هي استمرار لأنشطة واسعة النطاق تتزامن مع انسحاب قوات الناتو وأمريكا من أفغانستان، وبهدف إشراك إيران في أزمة سياسية وأمنية مع جارتها الشرقية.

إن السياسة الحكيمة للجمهورية الإسلامية في إدارة الحفاظ على العلاقات الودية بين البلدين، والعمل المدروس في مواجهة الحقائق السياسية والأمنية بعد الانسحاب غير المسؤول للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، قضت على احتمال حدوث أي فتنة في العلاقات بين البلدين وأحبطت أهداف المعسكر الغربي في هذا الصدد.

كما أدت يقظة البلدين والجهود الدبلوماسية والميدانية المكثفة التي تبذلها إيران لاستخدام قدرات مناطق أفغانستان وجيرانها للمساهمة في السلام والاستقرار في هذا البلد إلى زيادة التفاعلات البناءة بين الجانبين وحل العديد من حالات سوء التفاهم.

ومن خلال تكثيف التفاهم المتبادل بين الطرفين حول احتياجات ورغبات كل منهما، تم اتخاذ خطوات إيجابية وهامة لحل المشاكل الحدودية والسياسية والاقتصادية والأمنية، وكان جو الثقة المتبادلة بين البلدين على طريق تعزيز العلاقات المستديمة.

 على مدى الأربعين عاما الماضية، وقفت ايران دائما إلى جانب الشعب الأفغاني المضطهد، واستضافتهم بشكل أخوي دون تلقي أي مساعدة دولية.

على الرغم من أن العلاقات القوية بين البلدين لن تنقطع بفعل العناصر المدمرة للعدو ببعض الأعمال التخريبية، إلا أن شحن الاجواء التي رأيناها في إيران وأفغانستان قبل أسابيع قليلة وارتباطها بالعمليات الإرهابية يتطلب مزيدًا من الاهتمام واليقظة ضد مخططات العدو الخطيرة.   

بناء على ما تقدّم، فإن المسؤولين ووسائل الإعلام في البلدين، مع إدراكهم الدقيق لعمليات الحرب الإدراكية المعقدة التي بدأت ضدهما، وتوضيح نقاطها الخفية للرأي العام، يحتاجون إلى الحرص على صون العلاقات القائمة على النطاق الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك