معرف الأخبار : 74044
تاريخ الإفراج : 7/27/2021 12:41:06 PM
استعراض سان بطرسبرغ والاقتدار البحري الايراني

استعراض سان بطرسبرغ والاقتدار البحري الايراني

أقيم منذ أيام العرض السنوي الكبير للأسطول الروسي على نهر نيفا في سان بطرسبورغ ثاني مدن البلاد، احتفالًا بالذكرى 325 لتأسيس البحرية الروسية وبمشاركة 54 مدمرة.

تحوز مشاركة المدمّرة الإيرانية المتطورة "سهند" وسفينة "مكران" الضخمة الحاملة للمروحيات، في الاستعراض البحري الروسي على أهمية خاصة من نواحٍ عديدة:

أولاً: تؤكد مشاركة السفن الايرانية ديمومة الحضور الفعّال لبحرية الجمهورية الاسلامية في الممرات المائية الدولية "رغم العقوبات وبالإتكاء على القدرات المحلية".

فإلإنجازات الإيرانية في المجالات الاستراتيجية، بما في ذلك العسكرية (البحرية) منها، شكّلت أنموذجاً يُحتذى به من قبل القطاعات والصناعات الأخرى في البلاد، ما يبرهن أهمية الاعتماد على القدرات المحلّية والقوّة الذاتية والثقة في المهنيين الشباب، دون النظر خارج الطريق لبلوغ مصاف البلدان المتقدمة.

ثانياً: أظهرت مشاركة ايران في هذا الاستعراض مقدراتها المتعاظمة، وأن العالم لا يمكن أن يتجاهل دورها في إرساء "الامن والسلام العالميين".

في هذا الصدد قال الأميرال خانزادي قائد بحرية الجيش الايراني: "إن وجود سفينتي سهند ومكران في خليج فنلندا حدث تاريخي هام، لأن السفن الإيرانية دخلت المياه الاستراتيجية للعالم وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق".

لا يمكن ترجمة هذا النجاح إلاّ بأن أبواب بحر الشمال وفنلندا فتحت أمام البحرية الإيرانية، وهو مؤشّر على تحوّل البحرية الايرانية الى قوّة عالمية لها حضورها المؤثّر في كافة البحار.

ويشكّل هذا التقدّم الايراني في المجال البحري "هزيمة فادحة لأمريكا" التي كانت تحاول الاستفراد بالمياه الدولية واحتكار هذا الامر لصالحها على الساحة العالمية.

ثالثاً: تمرّ معظم شرايين "التجارة العالمية" عبر البحار، ويمكن أن يكون هذا الحدث خطوة مهمة في "تنامي القوّة الاقتصادية" الايرانية والاقليمية.

فقد تمكّنت بحرية الجمهورية الاسلامية بكامل الثقة من فتح الأبواب لـ "ناقلات النفط الإيرانية" لدخول فنزويلا دون أي تهديد.

كما بعث الحضور المُقتدر للبحرية الإيرانية في الاستعراض البحري الروسي، رسالة للأعداء وأولئك الذين يسعون إلى ممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني من خلال العقوبات والتهديدات العسكرية.

رابعاً: مشاركة ايران في هذا الاستعراض تأتي في إطار التقارب الاقليمي بغية "ترسيخ الامن الجماعي"، حيث أن التصدّي "للإرهاب البحري والتصعيد العسكري الغربي" من الرسائل الاخرى لمشاركة ايران في هذا الاستعراض.

يمكن لهذا التقارب بين المناطق البحرية أن يشكّل نموذجًا جيداً لتقارب أمني وعسكري آخر بين جميع البلدان في المنطقة، وبهذا الصدد ترى الجمهورية الإسلامية أن التعاون الإقليمي وإنهاء الحضور الشرير وغير البناء للولايات المتحدة وشركائها أساس لترسيخ الأمن الجماعي في المنطقة.

ونظرا لانسحاب امريكا من افغانستان، توفّرت فرصة جديدة للتحشيد والتعاون ضد "التعنّت الامريكي"، وتهيّأت الظروف لوضع حد لمؤامرات البيت الابيض التأزيمية في المنطقة والعالم.

اليوم، بات للجمهورية الإسلامية دور مهم في مواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة والعالم في مختلف المجالات "البحرية والجوية والأرضية والدفاعية وحتى السيبرانية"، وما أكدته وتؤكده ايران حتى اللحظة الراهنة أنها تعتبر "أمن جيرانها" من أمنها، وتضع يدها بيد كل بلد يُنشد التعاون والامن للمنطقة.  


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك