معرف الأخبار : 58748
تاريخ الإفراج : 1/30/2021 6:42:04 PM
لماذا استقبلت ايران الوفد السياسي لحركة طالبان؟

لماذا استقبلت ايران الوفد السياسي لحركة طالبان؟

كانت زيارة الوفد السياسي لطالبان الأسبوع الماضي إلى طهران ولقاء بعض المسؤولين الايرانيين من بين الأحداث المهمة التي تم بحثها وانتقادها وتحليلها من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بمقاربات مختلفة.

وجاءت زيارة وفد طالبان بعد تجميد "محادثات السلام الأفغانية" التي لم تحرز أي تقدم، والتي جاءت إثر توقيع اتفاقية الدوحة للسلام بين امريكا وحركة طالبان، ونظراً لقرب طهران من وجهات نظر كابول بشأن هذه القضية، رأت طالبان أن طهران هي وجهتها الأفضل لكسر حالة الجمود.

للتوضيح بشكل أبسط؛ بما أن وجهات نظر طهران وكابول حول قضية وقف إطلاق النار وإحلال السلام في أفغانستان متقاربة للغاية، إذا كانت طالبان جادة في السلام ولا تفكر في لعبة جديدة، فإن زيارة الوفد السياسي لطالبان تعتبر خطوة مهمة لإزالة العقبات أمام الحوار بين الأفغان وفرصة جيدة سيتمخّض عنها اتفاق سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية.

سعت امريكا منذ العام الماضي، إلى تفعيل عملية السلام مع حركة طالبان من خلال تنشيط محادثات الدوحة بين ممثليها وطالبان، على الرغم من أن محادثات الدوحة أسفرت عن توقيع تفاهمات منفصلة مع طالبان والحكومة الأفغانية، إلا أن كابول وجّهت انتقادات شديدة منذ البداية لعدم حضورها المحادثات.

لكن ما يكشفه قرار بايدن الاخير بتمديد ولاية "خليل زاد" كمبعوث لأمريكا إلى أفغانستان أنه سيسير على خطى ترامب تجاه الحرب في أفغانستان.

وبالنظر إلى دور إيران المختلف تمامًا عن الجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، في تنمية أفغانستان بسبب علاقاتها الدافئة مع حكومة وشعب هذا البلد، وعلى الرغم من أن طهران لن تشارك في لعبة الامريكي، فهي تريد المساهمة في إحلال السلام بأفغانستان.

في الواقع، ترى طهران أن محادثات السلام في أفغانستان، وقضية الحرب ضد المحتل الأجنبي مختلفة تمامًا عن القتال ضد الحكومة الشرعية لأفغانستان، وتعتقد أن الطريق إلى السلام في هذا البلد يجب أن تكون ممهدة بانسحاب مسؤول للقوات الأجنبية منه.

إن إقامة محادثات سلام بين جميع القبائل والمجموعات العرقية الأفغانية وإرساء وقف دائم لإطلاق النار لخلق جو من التفاهم يمكن أن يوقف إراقة الدماء، ويمهد الطريق لصندوق الاقتراع والمشاركة الحقيقية للشعب الأفغاني المضطهد في تقرير مصيره.

وكان قد أكد الأدميرال شمخاني خلال لقائه وفد طالبان السياسي بالعاصمة طهران ان "إيران لن تعترف أبدا بالتيار الذي يصل إلى دفة الحكم في أفغانستان عن طريق الحرب".

الموقف الواضح هذا لأمين المجلس الأعلى الأمن القومي الايراني، خلال مباحثاته مع وفد طالبان يُظهر أن دور إيران الفعّال في حلّ أزمة أفغانستان ليس فقط لعبة ضد عملية السلام في هذا البلد، إنما يأتي أيضاً وفقا لإرادة الشعب الأفغاني وبما يلبّي طموحاته.

 

 


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك