معرف الأخبار : 127442
تاريخ الإفراج : 2/4/2023 9:51:38 AM
بيت العنكبوت يهتز من نسمة هواء.. من هو الجمهور الحقيقي لمواقف روبرت مالي؟

بيت العنكبوت يهتز من نسمة هواء.. من هو الجمهور الحقيقي لمواقف روبرت مالي؟

يظهر تحليل بسيط لتصريحات روبرت مالي أن جمهور كلماته ليس طهران ولا حتى الدول الأوروبية الثلاث، بل نظام الاحتلال الصهيوني وحكومة نتنياهو المجزأة والضعيفة.

نورنيوز- كشف "روبرت مالي" المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران في حديث مع برنامج "هارد توك" على قناة "بي بي سي": "الدبلوماسية لا تنتهي أبدا، حتى عندما ننخرط في أعمال أخرى!"

ولفت في هذه المقابلة إلى نقاط جديرة بالاهتمام في مجال سياسة الإتفاق النووي لواشنطن: "أجرينا مفاوضات غير مباشرة مع إيران وأعلنا علانية أننا مستعدون لمواصلة المفاوضات غير المباشرة ... لا نبحث عن تغيير النظام في إيران!"

يكشف تحليل بسيط لتصريحات روبرت مالي أن جمهور كلماته ليس طهران ولا حتى الدول الأوروبية الثلاث، بل كيان الاحتلال الصهيوني وحكومة نتنياهو المجزأة والضعيفة.

فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في تل أبيب وانعكاس هذه الأحداث في مواقف واشنطن على الإتفاق النووي، هناك نقاط مهمة لا يمكن تجاهلها بسهولة:

أولاً: كانت عودة بنيامين نتنياهو إلى مقر السلطة في الأراضي المحتلة مصدر أزمات مستمرة، ونتيجة لذلك، تزايد الضعف الداخلي والأمني ​​والإقليمي للكيان الصهيوني.

في مثل هذه الحالة، ازداد خطر لعب البيت الأبيض على أرض تل أبيب، كما يُعتبر نتنياهو لاعبا مزعجا وغير موثوق به للولايات المتحدة في نظر الديمقراطيين وجو بايدن نفسه.

فالعدو الصهيوني يمرّ بظروف لا يحسد عليها، وذلك مع اشتداد الأزمات الداخلية، بالإضافة الى المواجهة بين مؤسسات القوة في الأراضي المحتلة، وانقسام المجتمع الصهيوني في حيفا وتل أبيب على أساس معارضة أو دعم حكومة نتنياهو، وتعاظم قوة المقاومة رداً على اعتداءات الكيان الصهيوني، وتوحيد الخطاب المعادي للصهيونية وعمليات الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث لم تترك الضفة  وقطاع غزة عمليا أي مجال لهذا الكيان بالتنفس.

في ظلّ هذه الأوضاع، كل ما ستتمخّض عنه سياسات البيت الأبيض من ناحية إتخاذ قرارات ودعم مناصب لمسؤولين صهاينة سوى عن التكاليف المالية فقط ولا شيء غير ذلك!

على الرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض خلال الأسابيع الأولى من عودة نتنياهو إلى السلطة، حاولوا إخفاء الحقيقة المسماة "عجز الولايات المتحدة عن المخاطرة في دعم حكومة نتنياهو" في تصريحاتهم وشددوا فقط على نهج واشنطن في التحالف الاستراتيجي مع تل أبيب، لكن في الأيام الأخيرة ، أصبح من المستحيل على أمثال بلينكين وروبرت مالي وجيك سوليفان الاستمرار في هذا الإدعاء والتمثيل.

ما نريد قوله، ظهر جزء من جذور هذه النظرة اليائسة للأمريكيين تجاه الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة في مفاوضات رفع العقوبات عن إيران وإصرار البيت الأبيض على مواصلة هذه العملية.

ثانيا: قبل اشتداد الأزمات الشاملة وتعزيز الثغرات السياسية والأمنية في الأراضي المحتلة، وضعت السلطات الأمريكية على جدول الأعمال الفرق بين دبلوماسيتها العلنية والسرية تجاه إيران والمفاوضات الخاصة بإحياء الإتفاق النووي. حيث يمكن لواشنطن أن تقود هذه اللعبة المزدوجة إلى حد كبير، رغم أنها باتت شائكة جداً.

فى المقابل؛ فضلت السلطات الأمريكية تحويل نظامها التكتيكي المزدوج حتما نحو الإتفاق النووي (التي أنشأتها بعد أعمال الشغب)، ويهدف جزء من هذا التحول غير المرغوب فيه ولكن القسري إلى إرسال رسائل مباشرة أو حتى غير مباشرة إلى الكيان الصهيوني.

وفقاً لذلك؛ الجمهور الرئيسي لتصريحات روبرت مالي الأخيرة هم نتنياهو وحكومته، وطبيعة هذه الرسالة ليست مجرد إعلان مواقف، بل تحذير للصهاينة، بمعنى أن أيدي الولايات المتحدة  في دعم مطالب وتكتيكات تل أبيب (سواء في مجال الإتفاق النووي أو القضايا الإقليمية) في مواجهة إيران ستصبح أكثر انغلاقا من ذي قبل ، وعلى الصهاينة أيضا قبول هذا الحساب الواقعي للبيت الأبيض.

ثالثا: تُظهر تصريحات روبرت مالي الأخيرة بوضوح ان اعتراف امريكا بفشل مشروع "زعزعة استقرار إيران"، والذي إذا استخدم مسؤولو البيت الأبيض هذا الموقف في دوائرهم الاستشارية السرية على أنه "فرضية"، فقد تحوّل اليوم الى إقتراح مُستبعد جداً.

من الواضح أن هذا الاعتراف مرير للسلطات الأمريكية وبمثابة إنتصار للشعب والقيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي أخضعت بالتزامن مع الفجر الرابع والأربعين للثورة أعداءها الى استراتيجية "المقاومة النشطة" وهي مثال على انتصار آخر وكبير.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك