نورنيوز- أعلن مجلس الأمن القومي التابع للكيان الصهيوني عن تخفيض مستوى التحذير الأمني للسياح الصهاينة في تركيا إلى مستوى 3 أو مستوى متوسط من الخطر.
وفي وقت سابق، أعلنت تل أبيب في محاولة فاشلة لتوتير العلاقات بين طهران وأنقرة، ومن خلال موجة إعلامية مكثفة لكبار المسؤولين في هذا الكيان، من رئيس الوزراء آنذاك نفتالي بينيت إلى رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد ووزير الحرب بيني غانتس، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، أن ايران ستستهدف السياح الصهاينة في تركيا بحسب زعمهم، ودعت تركيا لإتخاذ إجراءات مكثفة لأمن مواطني هذا الكيان في تركيا.
وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، لم يكلّ ولم يملّ الكيان الصهيوني عن المحاولة لدقّ إسفين في العلاقات الدافئة بين إيران وأنقرة، وذلك عبر الضجيج الإعلامي حول التهديدات التي تتعرض لها حياة الإسرائيليين في تركيا، إلى جانب بعض المخططات للتسلل الأمني والاستخباراتي في تركيا.
خلال حياتهم غير الشرعية، كان الصهاينة يهدفون دائما إلى ضمان استمرار بقائهم على قيد الحياة وتدخلاتهم في صنع الأزمات من خلال سياسات التقسيم وإضعاف الدول من خلال خلق صراعات جوار وإقليمية.
العلاقات الواسعة والشاملة بين إيران وتركيا كجارتين تاريخيتين مع العديد من النقاط المشتركة ليست شيئا يمكن الخلط بينه وبين ادعاء لا أساس له من الصحة.
وعلى خلفية افتراء الصهاينة لتنغيص العلاقات بين طهران وأنقرة، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان، زيارة مثمرة إلى تركيا بحث خلالها تعزيز التعاون الشامل والبناء مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وكان هذا بمثابة خطوة جديدة ومهمة من كلا الجانبين لتطوير العلاقات الثنائية والإقليمية والتعاون من أجل التنمية بما يخدم مصالح شعبيهما.
ومن أبرز ما تمخّضت عنه زيارة عبداللهيان اتفاق الطرفين على عقد لجنة اقتصادية مشتركة في المستقبل القريب، وكذلك إنشاء المجلس الأعلى للعلاقات بين الجمهورية التركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى رئيسي البلدين.
كما اتفق الطرفان في الوقت ذاته على تطوير العلاقات في مجال أزمات المناخ والبيئة، وهو ما يشكل نقطة تحول في العلاقات بينهما.
ومن خصائص هذه الزيارة أيضاً، هو تأكيد السلطات التركية على ضرورة التوصل إلى حل دولي لإلغاء العقوبات المفروضة على إيران وعدم موافقة أنقرة على سياسة الفارضين للحظر.
يشير الترحيب الحار والودي من قبل السلطات التركية بوزير الخارجية الإيراني، وكذلك المواقف التي عبرت عنها الأطراف خلال المحادثات، إلى أن الاستثمار المكثف للصهاينة في الإضرار بالعلاقات بين البلدين لم يمنع السلطات التركية من الاهتمام بمبدأ الجوار والحاجة إلى التنمية، وإهمال العلاقات بين الدول الجارة.
حيث أكد وزير الخارجية بشكل واضح خلال الزيارة على ضرورة صون العلاقات الدافئة بين إيران وتركيا من المؤامرات والعراقيل المنحازة للكيان الصهيوني غير الشرعي، وهو ما كان بمثابة تذكير بحقيقة أن الصهاينة في كل مكان مصدر للأزمات وانعدام الأمن.
مايثير الإهتمام هو أنه عقب فشل سيناريو تخريب العلاقات بين طهران وأنقرة، اضطر الصهاينة إلى التراجع عن مزاعمهم الكاذبة وبدأوا لعبة إعلامية جديدة من أجل الحفاظ على سمعتهم ومنع انتقام الرأي العام منهم.
حيث طلب مجلس الأمن القومي الصهيوني، وفي تراجع واضح عن مواقفه السابقة، من السياح الإسرائيليين الذين سيسافرون إلى تركيا عدم نشر تفاصيل رحلتهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الامتناع عن ارتداء ملابس أو لافتات تشير إلى وجود اسرائيليين عندما يكونون في تركيا.
هذه التحذيرات الظاهرة والعبثية أثيرت في الوقت الذي تبنى فيه هذا الكيان نهج الهروب إلى الأمام لإخفاء فضيحة الفشل في خطة تخريب العلاقات بين البلدين الجارين، بدعوى أن التعاون الأمني مع تركيا تسبب في إرسال أشخاص من إيران لتنفيذ عمليات ضد مواطني إسرائيل في هذا البلد!
لم تؤكد السلطات التركية هذا الادعاء أبدًا وأصبح وثيقة كذب أخرق من قبل الصهاينة، كما تبنى نفتالي بينيت، رئيس وزراء الكيان الصهيوني في ذلك الوقت، أسلوب "التلقين الإعلامي" باستخدام حوار أحادي الجانب، وشكر أردوغان وقوات الأمن في ذلك البلد على "تحييد محاولات إيران لمهاجمة السياح الصهاينة" من أجل استخدام هذه الحيلة لسحب ادعاءاته السابقة.
ورغم أن بعض وسائل الإعلام التركية المجهولة المصدر الموالية للكيان الصهيوني حاولت من جانب واحد أن تعكس تصريحات سلطات الكيان الصهيوني، إلاّ أن أيا من المسؤولين السياسيين والأمنيين في تركيا لم يكن لديه كلمة تؤكد هذه المزاعم.
وكان قد كرر الصهاينة مثل هذا النهج الهدام بدعم من بعض الدول الغربية في العلاقات بين ايران وجيرانها، بما في ذلك العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان، وهو مخطط آخر لاقى فشلاً ذريعاً بعد تأكيد كل من طهران وباكو على تعزيز العلاقات وتطويرها الى أعلى مستوى.
وأرست الدبلوماسية الإيرانية النشطة والبراغماتية والموجهة نحو الجوار في الحكومة الثالثة عشرة أبعادًا جديدة للتكامل الإقليمي ويمكن أن تشجع العديد من الدول على تطوير العلاقات مع طهران من خلال الاعتماد على بناء الثقة والنهج الشامل لإيران.
وأرست هذه الدبلوماسية من خلال كبح سياسة "عزل ايران" الأساس لظهور أبعاد جديدة للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين ايران والدول المجاورة لها، والتي يمكن أن تقدم وترسّخ نموذجا جديدا للتقارب الإقليمي في شكل تعددية عالمية وإنهاء التدخلات المسببة للأزمات من قبل أطراف أجنبية لا تريد الخير للمنطقة.
نورنيوز