نورنيوز- على خلفية اختتام الجولة الجديدة من المباحثات التي استمرت يومين في الدوحة، والتي تركزت حول رفع العقوبات الجائرة عن ايران، فيما حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية مرة أخرى شحن أجواء المحادثات بالأنباء السلبية من خلال إثارة بعض القضايا الخارجة عن مضمون المباحثات بهدف استمرار الضغط على إيران.
في السياق، كتبت وكالة رويترز يوم الخميس، بحسب مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه: بعد انتهاء المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة في الدوحة دون إحراز تقدم، تراجعت فرص إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وزعم هذا المسؤول الأمريكي؛ أن احتمالات التوصل إلى اتفاق بعد مفاوضات الدوحة أسوأ من ذي قبل وستزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأكد أنه منذ استئناف المفاوضات في أبريل 2021، صرحت واشنطن بوضوح أنها لا تستطيع إعطاء إيران ضمانة قانونية بأن الإدارة الأمريكية المستقبلية ستلتزم بالاتفاق، مضيفا: قلنا أنه لا توجد طريقة قانونية لإلزام الإدارة المستقبلية، لذلك نبحث عن سبيل آآخر لتهدئة إيران و.. اعتقدنا أن هذه القضية قد أغلقت.
تصريح هذا المسؤول الأمريكي الكبير بعدم قدرة إدارة بايدن على تقديم ضمانات هو في الواقع اعتراف واضح وجليّ بعجز حكومة بايدن عن توفير أحد الضروريات التي لا مفر منها للتوصل الى اتفاق قوي وموثوق ومستدام.
ورغم أن هذا المسؤول الأمريكي حاول بشكل جليّ غرس فكرة أن إيران تسعى وراء استجرار مطالب غير متوقعة ومستحيلة، إلا أنه كشف عن غير قصد عن واقع يعطي إجابة واضحة لجميع الأسئلة التي أثيرت حتى الآن بشأن إطالة أمد المفاوضات.
هل يمكن أن يُطلق على الاتفاقية التي لا تحتوي على "ضمان" اسم "اتفاقية"؟ هل الولايات المتحدة نفسها مستعدة للموافقة على اتفاقية لا يقبل فيها الطرف الآخر أي ضمانات للالتزام بتعهّداته؟
هل ستقبل الولايات المتحدة والأطراف الأخرى الحاضرة في المفاوضات تخلي الحكومات المستقبلية عن التزامات إيران بالحد من الأنشطة السلمية دون أي سبب؟
بتعبير أدقّ، يمكن ترجمة تصريحات هذا المسؤول الأمريكي هو أن إيران لا تثق بشكل أعمى إلا في التصريحات غير المدعومة لدولة أظهرت من خلال سوء نيتها في خطة العمل الشاملة المشتركة أن أصحاب الآراء الشخصية هم صناع القرار النهائي في نظامها السياسي ويربطون مصير الشعوب بهذا الأمر.
وفي حال أكدت الجمهورية الإسلامية بشكل دائم على الطبيعة "القوية والمستقرة والموثوقة" لأي اتفاق، فلن توافق أبدًا على مثل هذه العملية، لأنها لا تعتبر قبول مثل هذا الأساس بمثابة مثال على "التوصل الى اتفاق".
من جهة، تُظهر تصريحات المسؤول الأمريكي سبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، ومن جهة أخرى، وتثبت ذكاء الفريق المفاوض الإيراني لتحقيق كامل حقوق الشعب الإيراني في هذا المجال.
ولكن من أجل حلّ هذه العقدة، كان لدى ايران مبادرات بشأن مسألة الضمانات على الطاولة، وقد طرحتها حتى الآن في صيغ مختلفة.
لقد أظهرت إيران في الماضي أنها ملتزمة بقبول الأثمان الناتجة عن قبول التزاماتها، لكن أمريكا كطرف أبدى سوء نيّته أثناء انسحابه من خطة العمل الشاملة المشتركة بفرض عقوبات أحادية الجانب وغير قانونية ضد الشعب الإيراني، إذا لم تقبل تقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاقية مرة أخرى، وتحمّل مسؤولية الإجراءات التي اتخذتها ، فمن الواضح ان التوصل الى اتفاق في الدوحة سيكون ضرب من الخيال.
نورنيوز