نورنيوز- سلّطت وسائل الإعلام العالمية تركيزها مؤخراً على زيارة منسق الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى طهران، والتي جاءت عقب محادثات بينه وبين نائبه إنريكي مورا والممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي في بروكسل، خصوصاً أن الزيارة تهدف بحسب بوريل إخراج المفاوضات من النفق الذي كانت عالقة فيه منذ أشهر.
وعن أهداف زيارته الى ايران أوضح "بوريل" أن المحادثات النووية مع إيران حول الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 ستستأنف في الأيام المقبلة، مضيفا أن الهدف الأساسي لزيارته هو كسر الدينامية الحالية، أي دينامية التصعيد" وكسر الجمود في المحادثات.
وعقب لقائه بكبار المسؤولين الإيرانيين، تحدث بوريل عن نجاح زيارته لطهران، وقال: لقد مرت ثلاثة أشهر ونحن بحاجة إلى تسريع وتيرة الأمور، أنا سعيد جدًا بهذا القرار الذي تم اتخاذه في طهران وواشنطن.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان المباحثات التي أجراها مع بوريلبـ المفصلة والعميقة والدقيقة، وقال: ذكرنا بوريل بمطالب إيران وشددنا على استعدادنا لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة.
كما أشار إلى أن المهم بالنسبة لإيران هو المنفعة الاقتصادية للاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وأي قضية يمكن أن تؤثر على مصلحتنا الاقتصادية لن تكون مقبولة لدى الحكومة.
إلاّ أن القضية المهمة التي يمكن أن تفرق بين زيارة بوريل إلى طهران والمشاورات المعتادة بين المسؤولين السياسيين كانت الاجتماع المطوّل نسبيا بينه والوفد المرافق له مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.
حيث تولّى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مسؤولية دفع عجلة مفاوضات رفع العقوبات في فيينا منذ انطلاقها، وقد يكون الاجتماع غير المعلن نسبيا والمطوّل بين جوزيف بوريل والأدميرال شمخاني يحمل رسائل مختلفة في مضمونها.
ورغم أن تصريحات الأدميرال شمخاني خلال اللقاء مع بوريل سلطت الضوء على نقاط واضحة بشأن التقاعس الأمريكي والأوروبي في الإتفاق النووي، إلاّ أنه شدد في ذات الوقت على استمرار وجود إيران على طاولة المفاوضات وعزم طهران على التوصل إلى اتفاق. قوي وموثوق ومستقر، وهو ما يشير بشكل واضح الى أن الجمهورية الإسلامية ترى بأن نافذة الدبلوماسية في مفاوضات رفع العقوبات ما زالت مفتوحة وهي مصمّمة على التوصل الى اتفاق جيد في حال إلتزام الأطراف الأخرى.
وتظهر أبرز المنجزات المتمخّضة عن زيارة بوريل إلى طهران هو لفت انتباه مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواصلة المفاوضات ومحاولة حل المشاكل القائمة من أجل التوصل إلى اتفاق جيد.
وهذا ما أوضحه بوريل عندما أشار إلى جهود هيئة التنسيق الأوروبية لحل المشاكل والخلافات القائمة بين أطراف التفاوض، حيث قال: النتيجة المهمة لزيارتي لإيران هي أننا تمكّنا من إخراج المفاوضات من المأزق الأخير، واستأنفنا المحادثات المتوقفة بشأن الإتفاق.
وأكمل بوريل: إن المفاوضات بين إيران والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لن تعقد في فيينا لأن المحادثات في صيغة 4 + 1 لا تضم أمريكا.
ولفت إلى أنه من المرجح أن تتم المحادثات بالقرب من الخليج الفارسي، وبشكل أكثر تحديدًا، في دولة خليجية بحسب اعتقاده.
وبحسب آخر المعلومات التي تلقاها موقع نورنيوز، من المتوقع أن تكون الدوحة لديها فرصة أفضل لاستضافة المحادثات المقبلة من دول الخليج الفارسي الأخرى، بالنظر إلى جهود قطر المستمرة والداعية لاستئناف مفاوضات فيينا.
نورنيوز-وكالات