ويرى العديد من الخبراء ووسائل الإعلام أن "اللقاء الثلاثي الذي جمع "بوريل ومالي ومورا" في بروكسل، والذي أعقبه توجه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى طهران" على أنه يعدّ نقطة تحوّل بهدف إخراج المفاوضات من حقل الألغام العالقة فيه، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015.
وتأتي موافقة الجمهورية الإسلامية وترحيبها بمبادرة بوريل رغم تبني الغرب قرارا مناهضاً من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيادة الضغوط على ايران.
وزير الخارجية "حسين امير عبداللهيان" أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل، اليوم، استعداد الجمهورية الإسلامية لاستئناف مفاوصات رفع الحظر في فيينا خلال الايام القادمة؛ مؤكدا ان الحكومة الايرانية تولي اهمية الى مصالح شعبها.
وشدّد وزير الخارجية بالقول: اجرينا مباحثات تفصيلية وايجابية مع الاتحاد الاوروبي؛ مبينا: ان حفظ وتوسيع العلاقات مع هذا الاتحاد يأتي ضمن اولويات الجمهورية الاسلامية الايرانية لمواصلة تعاونها مع قارة اوروبا، وبما يشمل كافة الدول الاعضاء وغير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
واضاف وزير الخارجية: ان مستوى العلاقات ولاسيما التعاون التجاري بين الجانبين لم يرتق الى حجم الطاقات المتوفرة في ايران والدول الاوروبية؛ متطلعا بان تفضي المباحثات القائمة بين ايران وكل دولة اوروبية على حدة وايضا سير المشاورات بينه وبين مفوض الاتحاد الاوروبي، الى توسيع الاواصر الثنائية وازدهارها.
وعن جملة المباحثات التي أجراها مع بوريل، أوضح عبداللهيان: ان احد القضايا التي تطرقنا إليها اليوم، هو استمرار "المفاوضات بهدف الغاء الحظر" بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والاطراف الاخرى؛ مبينا، ان "السيد بوريل تشاور معي خلال اتصال هاتفي قبل فترة، حول سبل اجتياز المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات عقب صدور القرار الاخير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ولم يتوان وزير الخارجية عن التأكيد على الجانب الاهم بالنسبة للجمهورية الاسلامية، وذلك بتحقيق كامل المصالح الاقتصادية للبلاد عبر الاتفاق المبرم في عام 2015، وعليه فإن حكومة "اية الله رئيسي" سترفض كافة القضايا التي لا تؤثر ايجابيا على كامل المصالح الإيرانية.
كما بحث امير عبداللهيان مع بوريل عدداً من القضايا الدولية، على رأسها مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف، والوضع الراهن في افغانستان وضرورة تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الاقوام الافغانية؛ علاوة على الملف السوري الذي دعا عبداللهيان الى وضع رفع الحظر الاحادي على جدول الاعمال وتوفير ظروف آمنة وهادئة لشعب سوريا من اجل تقرير مصير بلاده بنفسه.
وندد وزير الخارجية بالاجراءات الاستفزازية من جانب الكيان الاسرائيلي المزيف، مصرحا : اننا لا نحتمل تهديدات الكيان الصهيوني، والجمهورية الاسلامية الايرانية لن تقف مكتوفة الايدي امام تحركاته المخربة التي تستهدف القضايا المتعلقة بنشاطاتها النووية السلمية.
من جانبه أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن المحادثات النووية مع إيران حول الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 ستستأنف في الأيام المقبلة. مضيفا أن الهدف الأساسي لزيارته هو كسر الدينامية الحالية، أي دينامية التصعيد" وكسر الجمود في المحادثات.
وتهدف المفاوضات المعلقة حاليا، إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات جائرة فرضتها على طهران بعد انسحابها، في مقابل عودة الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأمريكية الأحادية.
وبدت الأطراف قريبة من إحياء الاتفاق في مارس/آذار عندما دعا الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق المفاوضات، الوزراء إلى فيينا لإتمام الاتفاق على ذلك بعد 11 شهرا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن المحادثات تعثرت منذ ذلك الحين.
نورنيوز/وكالات