نورنيوز- أثارت الصورة التي نشرها إنريكي مورا، نائب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في عشاء عمل في بروكسل، ويظهر فيها هو وجوزيب بوريل والمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران "روبرت مالي"، العديد من التكهّنات الإعلامية حول أهداف الزيارة التي جاءت بعد هذا اللقاء.
حيث أعلن إنريكي مورا، مساء الخميس عن إجراء مشاورات "مفصلة" مع روبرت مالي، مبعوث الحكومة الأمريكية الخاص لإيران بشأن الاتفاق النووي.
ونشر مورا صورة للاجتماع على حسابه على تويتر وكتب: "عشاء في بروكسل مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وروبرت مالي"، أجرينا مناقشة تفصيلية حول الاتفاق النووي والآفاق الإقليمية في الشرق الأوسط. وأكد مالي من جديد تصميم الولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي.
في الأثناء، أعلنت الخارجية الإيرانية أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، يزور طهران، وقال الناطق باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في بيان: سيزور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل طهران مساء الجمعة للقاء وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين.
وقبل توجهه الى طهران، أكد بوريل، بان الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي.
وكتب بوريل في تغريدة نشرها، اليوم الجمعة: بصفتي منسق خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق لنووي)، سأزور طهران للقاء نظيري حسين أمير عبداللهيان وغيره من المسؤولين الإيرانيين المعنيين، الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي والحد من التوترات الحالية.
يشار الى أن تناقل الرسائل بين ايران وأمريكا هي واحد من أهم مهام وزير خارجية الإتحاد الأوروبي (بوريل) بشأن مفاوضات فيينا التي تهدف لرفع الحظر عن ايران وإعادة إحياء الإتفاق النووي.
وتأتي زيارة بوريل لإيران في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس، إنه يأمل في استئناف مفاوضات فيينا، ولنصل إلى النقطة النهائية للاتفاق في المستقبل القريب.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد أعلن في وقت سابق؛ أن الجمهورية الإسلامية اقترحت مبادرات محددة لإحياء الإتفاق النووي خلال زيارة إنريكي مورا إلى طهران.
وعلى الرغم من أن المفاوضات النووية كانت عالقة منذ مارس/آذار الماضي، ورغم ابتعاد عملية رفع العقوبات عن وتيرتها الأولية، إلاّ أن جوزيف بوريل ونائبه (إنريكي مورا )، حاولا قدر المستطاع منع التوقف الكامل للمفاوضات من خلال المشاورات الجارية مع أطرافها.
رحبت الجمهورية الإسلامية الايرانية دوما حتى بعد تعليق المحادثات المباشرة في فيينا، بجهود الاتحاد الأوروبي الدؤوبة لمنع فشل المحادثات، وتحقيق مبادرات رائدة يمكن أن تؤدي إلى اتفاق قوي في فيينا.
وفي حال تخلّت واشنطن بصفتها الطرف المسؤول عن الوصول الى الوضع المعقّد الحالي، عن الإسراف لإي طلباتها وابتعدت عن استغلال أدوات الضغط ضد الجمهورية الإسلامية، خصوصاً أن إيران تسعى عن طيب خاطر إلى اتفاق قوي ومستقر وموثوق، يمكن حينها أن تؤدي الجهود التنسيقية الأوروبية إلى نتيجة مثمرة.
وسط هذه التطورات، ما يزال الكيان الصهيوني المعارض والرافض الرئيسي لإحياء الإتفاق النووي والتوصل إلى اتفاق في فيينا، يمارس ضغوطه على البيت الأبيض، لوضع العصي في عجلة المساعي الدبلوماسية الهادف لإحياء الإتفاق.
حيث تحوّلت زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الأراضي المحتلة عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي صاحبها تبنّي قرار غير بناء ضد إيران، الى حجر عثرة في طريق المسار الدبلوماسي واستئناف المفاوضات في فيينا، وهو ما يجب إدراجه الى السجل التخريبي للكيان الصهيوني في تقويض جهود إحياء الإتفاق النووي.
على الرغم من أن التطورات في الأشهر الأخيرة تظهر أن احتمالية التوصل إلى اتفاق باتت أكثر قتامة من ذي قبل، أفادت بعض وسائل الإعلام الإقليمية، مستشهدة بالاجتماع الثلاثي (مورا وبوريل ومالي) في بروكسل وزيارة بوريل لطهران، أنه نقل رسالة واشنطن إلى مسؤولون ايرانيون واعتبروا هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في المفاوضات للخروج من الوضع الراهن.
وسيتجلّى بوضوح خلال الأيام القادمة ما إذا كانت زيارة بوريل لطهران تهدف إلى نقل رسالة جديدة ومختلفة من واشنطن إلى إيران، أو ما إذا كان البيت الأبيض سيستمر في التفاوض عبر نهجه الهدّام السابق.
نورنيوز