نورنيوز- منذ بضعة أيام دقت أجراس الإنذار لمدة 50 دقيقة في عدة مدن رئيسية داخل فلسطين المحتلة، وهرع إثر ذلك الآلاف من الصهاينة إلى الملاجئ.
عقب هذه الحادثة، كان التصور العام لدى مواطني الكيان الصهيوني هو أن إيران أو فصائل المقاومة شنت هجوما صاروخيا.
في حين زعمت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، أن سببب الحادث هو هجوم إلكتروني من قبل إيران، وأن الإنذار قد تم إطلاقه بسبب اختراق نظام التحكم.
بعيدا عن الخوض في تفاصيل الحادثة؛ إن وقوع مثل هذه الحوادث في الأراضي المحتلة، والتي اشتدت حدتها هذه الأيام، عطل الأمن النفسي لسكان هذه المناطق أكثر من أي شيء آخر، وجعلهم مستاءين للغاية من حكومة نفتالي بينيت.
منتقدو حكومة بينيت يرون، أن هذه الأحداث متأثرة أكثر بسياسات تل أبيب الشريرة في المنطقة لا سيما ضد محور المقاومة، سياسات اتبّعتها تل أبيب للتملّص من المشاكل الداخلية.
ما يثير الإنتباه، هو أن الشعور بالأمن هو قضية نفسية بحتة ولا تنشأ بالضرورة حتى وإن تم توفير حالة من الأمن الجسدي، لذلك لم تستطع أي من الإجراءات الرادعة للحكومة الصهيونية حتى الآن خلق هذا الشعور في أذهان المواطنين.
بتعبير أدقّ بسبب السياسات الشريرة للكيان الصهيوني، والتي أثارت رد فعل قوي من جبهة المقاومة وجماعاتها المناهضة للعنصرية والجريمة، فإن أهم مؤشر أمني في الأراضي المحتلة، وهو "الشعور بالأمن"، والذي بات في دائرة الخطر بشكل كبير مؤخراً بعد تكثيف المقاومة لهجماتها على الإحتلال ردّا على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لهذا تشرّبت مؤخراً في عقول الصهاينة حالة من الخوف وانعدام الأمن.
وتمخّض عن هذه الظروف، علاوة على المعارضة السياسية للسياسات الشريرة للحكومات المتطرفة في هذا الكيان، موجة هجرة عكسية باتت تؤرق كبار المسؤولين في كيان الإحتلال المؤقت.
علاوة على ما سلف، فإن تفشي موجة من الاضطرابات الاجتماعية بسبب التدهور الحاد في الإحساس بالأمن هو مشكلة مهمة أخرى تضاف إلى العقد السياسية والاقتصادية والأمنية لهذا النظام.
دق صفارات الإنذار المتزامن في مدن القدس وإيلات وحولون وعسقلان وأشدود، والذي صاحبه رد فعل قوي من الأهالي وهروبهم إلى الملاجئ، من الأحداث النادرة التي أظهرت مدى التوتر والخوف وانعدام الثقة داخل الاراضي المحتلة.
ما يهمّ من كل ما ذكرناه سالفاً، هو أن الهدف الرئيسي الذي قام عليه كيان الإحتلال الغاصب هو خلق بيئة آمنة لليهود للعيش، وبهذا الشعار نفذ الصهاينة خطة لنقل هؤلاء الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي المحتلة، لكن هذا الهدف لم يرى النور أبداً.
من الجليّ أن الكيان الصهيوني، المحاصر من قبل جبهة المقاومة بجغرافيا صغيرة جدا، لا يملك بشكل أساسي القدرة اللازمة لإحلال الأمن في الأراضي المحتلة والوفاء بالوعد المنشود الذي استقطب اليهود على أساسه من مختلف أنحاء الأرض.
ورغم أن العدو الصهيوني عاجز حتى على توفير الأمن المادي في الأراضي المحتلة، فإن الحوادث المختلفة في الأشهر الأخيرة ووفيات وإصابات العديد من سكان الأراضي المحتلة تشهد على هذا العجز، حتى لو كانت إمكانية توفير الأمن المادي مكلفة جدا، وبحاجة عشرات المليارات من الدولارات، من الممكن أيضا ألا يكون هذا الكيان قادرا على خلق إحساس بالأمن أهم بكثير من حالة الامن الجسدي التي يوهم مواطنيه بأنه يوفّرها، ومن خلال اتباع سياسات الشر الحالية لن يؤدي إلا إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن في الأراضي المحتلة على كافة المقاييس الجسدية والنفسية.
نورنيوز