لكن تسريبات ومعلومات من مصادر مقربة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تحدثت في تقرير مدوي، عن خطة محكمة يحضر لها رئيس الحكومة المؤقتة، لإعادة البلاد إلى مربع الفوضى وتقسيمها إلى شرق وغرب بشكل لا رجعة منه.
حيث أفادت المصادر التي طالبت بعدم ذكر إسمها في التقرير، بأن الدبيبة هدفه الأول والأخير الإحتفاظ بالسلطة لنفسه، كونه يرى نفسه الشخصية المناسبة لقيادة البلاد، ودعمها والرقي بها، وهو ما يعيد إلى الأذهان شخص "القذافي"، الذي انفرد بالحكم والسلطة لأكثر من 42 سنة، معتبرًا نفسه الشخص الأنسب للبلاد.
المصادر أشارت إلى أن الدبيبة أجرى اجتماعًا سريًا مع قادة الميليشيات المسلحة في طرابلس، وقادة في الجيش الليبي (غرب)، شرح فيه خطته لتعطيل سير عمل اجتماعات القاهرة، وإثارة فوضى على الصعيد السياسي، ومن ثم إثارة فوضى أمنية، كأحداث 10 يناير المروعة، التي مازالت أسبابها غامضة، ومرتكبيها طلقاء، لإيصال رسالة مفادها أن البلاد غير جاهزة لأية انتخابات نزيهة وشفافة.
وأضافت المصادر أن الدبيبة وعد القادة المجتمعين بـ"الاستمرارية"، طالما استمر في منصبه في طرابلس، وحذرهم من أن فرصهم وفرص داعميهم من السياسيين في الإنتخابات وإن تمت، معدومة، وبأن المشير حفتر لوحده قادر على الفوز بأية انتخابات رئاسية للشعبية الهائلة التي يتمتع بها.
وبالفعل فإن تغييرات كبيرة تمت في الأيام القليلة الماضية، حيث التزم مجلسا «النواب» و«الدولة» في ليبيا الصمت حيال معلومات عن تعثر اجتماع كان مقرراً أمس بين رئيسيهما في القاهرة، بدعوة من المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، وذلك في ختام محادثات المسار الدستوري بين وفدي المجلسين لحسم الخلافات بينهما، حول القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
ولم يصدر أي بيان رسمي من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أو خالد المشري رئيس مجلس الدولة. لكن تسريبات لمقربين منهما أفادت بفشل عقد لقاء بينهما في القاهرة.
ناهيك عن تراجع صلاح النمروش، آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية و وزير الدفاع السابق، عن تصريحات مثيرة للجدل بعدم تأييده للدبيبة، وقال إن حكومة الأخير "هي الحكومة الشرعية، ونحن كعسكريين ننطوي تحت إمرتها، دون أن نتدخل في الشأن السياسي".
المصادر أشارت إلى أن وتيرة الإشتباكات المسلحة في طرابلس ستزداد في المستقبل القريب، والهدف من ذلك إنشاء حالة من الإرباك في المشهد، وختمت المصادر بأن خطة الدبيبة إن لم تتكل بالنجاح، سيطلق مبادرة لتقسيم البلاد إلى شرق و غرب، لمنع أية حروب طويلة الأمد بين المعكسرين، وبهذا يتم تحديد مستقبل البلاد، وإنهاء أية خرائط طرق وأية مسارات سياسية، وكل يحتفظ بمصالحه لنفسه دون التعدي على الآخر، ودون تسليم واستسلام.
نداء حرب
نورنيوز