وفيما يلي نص المقابلة:
*خلال لقائكم الأخير مع قائد الثورة الإسلاميّة، قال سماحته إنّ إيران وفنزويلا تجمعهما علاقات وثيقة وخاصّة. ما رأيكم في هذا التصريح للإمام الخامنئي؟
إيران وفنزويلا كوّنتا منذ 2001، أي منذ اللقاء الأوّل مع القائد هوغو تشافيز، علاقات مثاليّة من النواحي السياسيّة والدبلوماسيّة والأخلاقيّة والمعنويّة. خلال هذه الزيارة التي أجريتُها، أرى أن هذه العلاقة مثاليّة من ناحية مجالات التعاون التي ندفع بها نحو الأمام، ومن الواضح أنّنا حقّقنا نجاحات عدة. لهذا السّبب إنّ آية الله الخامنئي أصاب في قوله إنّ العلاقات بيننا استثنائيّة وفريدة من نوعها.
*قلتم في اللقاء نفسه إن الكيان الصهيوني يحيك المؤامرات باستمرار ضدّ فنزويلا عن طريق «الموساد». هل يُمكن أن تشرحوا لنا قليلاً تفاصيل هذه المؤامرات؟
نعم، تَحيكُ الإمبرياليّة والصهيونيّة - للأسف - المؤامرات ضدّ المسارات الثوريّة المترقّية في أمريكا اللاتينيّة والكاريبي والثورة البوليفاريّة خاصّة، وقد حاكوا المؤامرات سابقاً، لأنّنا البديل الحقيقيّ الذي يُرسي الحقّ والعدالة وينشر الحريّة والديمقراطيّة ويحقّق المشاريع الإنسانيّة بالكامل من أجل منطقة أمريكا اللاتينيّة وبحر الكاريبي.
إضافة إلى هذا إنّ سبب مؤامرات «الموساد» هو موقفنا الراسخ حيال مؤازرة الشعب الفلسطينيّ ودعم الحقوق التاريخيّة للشعب الفلسطينيّ والمقاومة الفلسطينيّة. دعمنا راسخ وفريدٌ من نوعه وهذه ما ستكون عليه الحال من الآن فصاعداً.
*ماذا كان دور الشهيد القائد سليماني و«قوّة القدس» خلال الأعوام العشرين الأخيرة في تمتين العلاقات بين إيران وفنزويلا؟
في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2019، تعرّفت إلى اللواء سليماني. وقد زار فنزويلا عندما كنّا نعاني من الهجمات السيبرانيّة ضدّ البنى التحتيّة للكهرباء. كانت تُشنّ هجمات من أراضي الولايات المتّحدة الأمريكيّة. لم أكن أعرف ولم أكن مدركاً كم هو (سليماني) رائع لكنّ الحوار الذي أجريته معه كان عذباً للغاية. عرضنا المواضيع كافّة في ذاك الحوار، وهو قدّم فوراً اقتراحاً يقضي بتقديم الخبراء الإيرانيّين الدّعمَ، وحضر الخبراء الإيرانيّون في غضون يومين أو ثلاثة إلى فنزويلا من أجل صيانة خدمات الكهرباء.
*يعتقد الإمام الخامنئي أنه «لو كان النبيّ عيسى المسيح (ع) حاضراً بيننا اليوم، ما توانى لحظة عن مقارعة قادة الظّلم والاستكبار حول العالم»، فكيف سيكون ذلك؟ ما الذي سيفعله السيّد المسيح (ع) لو كان حاضراً بيننا؟
نحن مسيحيّون أصحاب اعتقاد. نحن مسيحيّون مُعتقدون، وفكرنا ودعاؤنا قائمان على المسيحيّة، وأداؤنا أيضاً قائمٌ على المسيحيّة. والمسيح جاء إلى هذا العالم من أجل التصدّي للإمبراطوريّات ولإمبراطوريّات الرّوم. لقد وضع روحه على كفّه وضحّى بحياته من أجل مكافحة إمبراطوريّة الرّوم. لو كنّا ندّعي شيئاً من المسيحيّة، فهو خصلة معاداة الإمبرياليّة، وسلوك مسار الحقيقة والعدالة في المواجهة مع الظالمين. لا يوجد لديّ أدنى شكّ في أن المسيح لو كان حاضراً بيننا اليوم، لكان في الصفّ الأمامي لمجابهة الإمبرياليّة والاستعمار وأشكال الظّلم شتى.
*جنابكم الموقّر التقيتم الإمام الخامنئي مرّات عدّة خلال رئاستكم الجمهوريّة. حبّذا لو تخبروننا أكثر عن كواليس هذه اللقاءات وما لم يُقل حول لقاءات السيّد تشافيز بالإمام الخامنئي، في حال كانت لديكم شيء كذلك.
حسناً، أشيد دائماً بذاكرة آية الله الخامنئي. هناك لدى سماحته فعلاً ذكريات [قديمة] في هذه الأيّام. خلال حوارنا معاً، استذكر سماحته بعض الحوارات التي أجراها مع القائد تشافيز... عندما ذكر القائد تشافيز بعض ذكرياته حول كوبا والقائد فيدل كاسترو. يوماً ما كانت عاصفة تتقدّم نحو كوبا، عاصفة من الدرجة الخامسة، وقد جرت مكالمة هاتفيّة بين فيدل وتشافيز. قال فيدل لتشافيز: تشافيز! ما ينبغي لك أن تفعله الآن هو الدّعاء، فلتدعُ لنا! وبدأ تشافيز يدعو. مرّ ذاك اليوم وغيّرت العاصفة مسارها ولم تعبر من كوبا. اتّصل تشافيز بفيدل وقال: إنّها معجزة! فأجاب فيدل: نعم، لأنّ الله يمدّ تشافيز وأصدقاء تشافيز بالعون.
ذكر آية الله الخامنئي في آخر حديث أجريناه هذه الحادثة بكلّ ودّ وحبّ استذكاراً للقائد تشافيز والقائد فيدل كاسترو. حقّاً إنّ الحديث مع آية الله الخامنئي مفعمٌ بالحكمة والروحانيّة. هو يحبّ شعب فنزويلا وأهداف شعبها ويقدّم دائماً أفكاراً مميّزة وتوصيات رائعة جدّاً.
*ما تعريفكم لحلف المقاومة وما الدّول التي يضمّها هذا الحلف في اعتقادكم؟
حلف المقاومة حاضرٌ في أرجاء العالم: أفريقيا، آسيا، «الشرق الأوسط»، أمريكا اللاتينيّة والكاريبي. المقاومة هي أيضاً ملكٌ للذين يناهضون النيو-ليبراليّة والعنصريّة ومختلف أشكال الاستعمار، السياسي والاقتصادي والثقافي والسيبراني. الاستعمار السيبرانيّ شيءٌ يتوسّع اليوم عبر شبكات التواصل الاجتماعيّة.
الاستعمار السيبراني والثقافي... نحن جميعاً الذين نناهض الاستعمار، نحن جميعاً الذين نكافح سلب الاستعمار شعبنا وعقولنا، نشكّل جزءاً من حلف المقاومة ضدّ أساليب الإمبراطوريّة الرامية إلى فرض الهيمنة على العالم. القرن الحادي والعشرون قرننا، وهو قرن اتّحاد الشعوب وخلاص الخلائق. هو قرن الحقيقة والعدالة. أوشكت الإمبراطوريّات على الأفول وقد بدأت للتوّ المشاريع الشعبيّة من أجل السعادة والتنمية والعظمة. هذا القرن قرننا.
نورنيوز-وكالات