ويأتي قيام روسيا بطرح مسودة هذا القرار على خلفية الهجوم الجوي الصهيوني في تاريخ 9 يونيو على مطار دمشق الدولي الحالي, الذي يعتبر منشأة مدنية ضمن البنى التحتية المدنية في سوريا، وعلى الاثر ألغت وزارة النقل السورية جميع الرحلات من والى مطار دمشق حتى اشعار آخر.
أثار هذا الهجوم الذي أتى في سياق الهجمات الجوية المستمرة على سوريا حفيظة موسكو حيث اصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بيانا في اليوم الذي وقع فيه الهجوم الجوي الصهيوني على مطار دمشق، والذي استهدف مدارجه، قالت فيه ان استمرار قصف الاراضي السورية يجري خلافا للقوانين الدولية، ومرفوض على الاطلاق ونحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الصهيوني على هذا الجزء الهام جدا من البنى التحتية المدنية في سوريا.
ومن ثم اعلنت وسائل اعلام صهيونية: ان وزارة الخارجية الروسية قامت باستدعاء السفير الصهيوني في موسكو اسحاق بن زوي، وقد أبلغ الممثل الخاص للرئيس الروسي في شؤون الشرق الاوسط وافريقيا ومساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، السفير الصهيوني ان التبرير الصهيوني لقصف مطار دمشق ليس مقنعا وموسكو تنتظر من تل أبيب تقديم ايضاحات اكبر ومنها ما يتعلق بالاطار المرسوم بين روسيا والكيان الصهيوني لتجنب وقوع مواجهة خطيرة بين الطرفين.
كما اعتبر الممثل الروسي الخاص في سوريا الكسندر لافرونتيف ان الهجمات العدائية للكيان الصهيوني في سوريا لا يمكن القبول بها، مضيفا بان موسكو ستدرس القصف الصهيوني على الاراضي السورية وستركز عليه.
وبعد ازدياد حدة التوتر بين الجانبين تتحدث الصحافة الصهيونية، ان موسكو بصدد اعداد مسودة قرار ضد الكيان الصهيوني في مجلس الأمن، وتقول المسودة "ان هذا الهجوم ينتهك القانون الدولي ويزعزع الاستقرار وينتهك السيادة السورية وسيادة دول اخرى ويجب مساءلة منفذي هذا الهجوم لأنهم اضروا كثيرا بقدراتنا على تقديم المساعدات الانسانية الى سوريا.
ولم يقتصر التوتر في العلاقات الروسية مع الكيان الصهيوني واستدعاء السفراء الى وزارتي الخارجية على الاسابيع الاخيرة والقضية السورية، بل قد بدأ هذا التوتر في الاساس منذ اندلاع الازمة الاوكرانية ودعم الكيان الصهيوني لاوكرانيا وكانت البداية عند التصويت الصهيوني على قرار تعليق روسيا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والتصريحات الحادة التي ادلى بها وزير الخارجية الصهيوني ضد روسيا رغم الادعاءات الاولية للكيان الصهيوني بأنه يلتزم الحياد ازاء الازمة الروسية الاوكرانية.
وفي حينها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان المواقف الصهيونية تجاه موسكو هي محاولات ضعيفة لاستغلال الازمة الاوكرانية وصرف انتباه المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية.
واستمرت حرب التصريحات النارية بين الطرفين وشن اعضاء في الكنيست الصهيوني هجوما على السفير الروسي في فلسطين المحتلة "اناتولي فيكتوروف" الذي غادر الكيان الصهيوني، كما اتهم رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد روسيا بارتكاب جرائم حرب في اوكرانيا ما دفع وزارة الخارجية الروسية نحو استدعاء سفير الكيان الصهيوني في موسكو.
وبلغت حرب التصريحات ذروتها عندما تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الدم اليهودي لهتلر ما أثار غضب الصهاينة الذين استدعوا السفير الروسي في تل ابيب الى وزارة خارجيتهم.
وتشير التطورات الراهنة انه مع استمرار المواجهة بين الكيان الصهيوني وروسيا بسبب الازمة الاوكرانية واستمرار الهجمات العدائية الصهيونية على الاراضي السورية، بان المواقف الروسية تجاه تل ابيب ستشهد تغييرا كبيرا خلال الفترة المقبلة.
تقول صحيفة اسرائيل تايمز الصهيونية ان تل ابيب كانت ترى نفسها على نقيض من روسيا حتى قبل شن الغارة الجوية على مطار دمشق ، وقد بدات تل ابيب بدعم اوكرانيا بشتى الطرق والوسائل ومارست حرية التحرك الجوي في الاجواء السورية من دون الاكتراث بمواقف موسكو المنددة باستمرار الغارات الجوية الصهيونية .
وقد اعلنت الصحافة الصهيونية في وقت سابق بان القوات الروسية الموجودة في سوريا قد اطلقت صواريخ اس 300 نحو الطائرات الصهيونية اثناء تنفيذ احدى الغارات في سوريا وحينها اعتبر المحللون الصهاينة بان تصدي الدفاعت الجوية الروسية للمقاتلات الصهيونية يمكن ان يدل على تغيير جذري في النظرة الروسية تجاه تل أبيب رغم رفض بوغدانوف للتصريحات الاعلامية الصهيونية حول استخدام صواريخ اس 300 ضد المقاتلات الصهيونية، لكن بوغدانوف حذر بان موسكو تنتظر من تل ابيب ان تقوم باتخاذ مواقف اكثر موضوعية في قضية اوكرانيا.
نورنيوز-وكالات