لا زال حديث الشارع اللبناني حول حقل كاريش البحري، والتجاوزات الاسرائيلية والوسيط الاميركي وترسيم الحدود البحرية، حيث أثار صول السفينة اليونانية الجدل في الدّاخل اللّبناني حول ضرورة التّوقيع على تعديل المرسوم 6433 المتعلّق بترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، مع المطالبة بالردّ الحاسم على أي اعتداء من الكيان الصهيوني على الحدود اللّبنانية البحرية والثورة النفطيّة.
وعلى المستوى السياسي والبرلماني كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في مستهل جلسة انتخاب اللجان النيابية، اليوم الثلاثاء، أنّ الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية "أموس هوكشتاين"، سيأتي الى لبنان الأحد أو الاثنين لبحث موضوع الترسيم.
وفي حديث لـ العالم، أكد الخبير العسكري الاستراتيجي العميد أمين حطيط ان الاحتلال الاسرائيلي غير جاهز للحرب، لكنه يجس نبض لبنان من خلال الاعتداء علي حقل كاريش البحري، وان مناوراته الاخيرة أكدت على عدم جهوزيته للذهاب الي حرب تحت عنوان مركبات النار، فقد فشل في مرحلتين من اربع مراحل منها، الاولي في فلسطين والثانية في قبرس".
واستبعد ان يكون العدوان الاسرائيلي المتمثل بعبور سفينة استخراج غاز نحو حقل كاريش البحري، استفزازا اسرائيليا من اجل الانخراط في حرب ضد لبنان، وأكد ان هذه العملية، هي عبارة عن جس للنبض اللبناني، فاذا وجد تشدداً وحزما وصرامة لبنانية فإنه سينكفئ ويلجأ الي منطق التفاوض والدبلوماسية".
وأوضح الخبير الاستراتيجي انه اذا اعلنت الدولة اللبنانية ان هذه العملية الاسرائيلية، انتهاكا علي الحقوق اللبنانية، سوف تستطيع المقاومة بدقائق معدودة ان تقوم بمناورة نار وتثني العدو عن انتهاكه، محذرا من انه اذا سكتت الدولة اللبنانية ووجد العدو الاسرائيلي ميوعة ورخاوة في الموقف اللبناني سوف ينجح جس النبض الاسرائيلي وعند ذلك ستتابع "اسرائيل" عملها في حقل كاريش وستفرض امرا واقعا وينقلب الأمر الواقع الي حقوق مكتسبة وعند ذلك يندم لبنان بعد فوات الاوان.
لا يخفى ان الاحتلال الاسرائيلي يستغل الازمة السياسية والإقتصادية التي يعاني منها لبنان، لنهب الثروات النفطية اللبنانية في البحر، حيث وصل حفار إسرائيلي إلى حقل كاريش اللبناني للبدء بالتنقيب عن الغاز، فيما حذرت بيروت من رد فعل قوي في حال البدء بالتنقيب قبل تسوية ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
العالم