معرف الأخبار : 97863
تاريخ الإفراج : 6/8/2022 10:35:01 AM
من هو حجة الإسلام دعائي أحد أكثر المقرّبين من الإمام الخميني؟

من هو حجة الإسلام دعائي أحد أكثر المقرّبين من الإمام الخميني؟

الأيام والعمر يمران كمرّ السحاب بسرعة، وفي كل يوم يولد طفل ويتوفى شخص آخر، هكذا هي الحياة.

كما يقول الله تعالى: "كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام"، ولكن هناك بعض الشخصيات لها تأثير ودور هام في المجتمع وعلى مسيرة الشعب وفقدهم يسبب لنا ألماً بالغاً، ومن هذه الشخصيات هو حجة الإسلام السيد محمود دعايي الذي تُوفي أخيراً وكان ممثل الولي الفقيه والمدير المسؤول لمؤسسة "اطلاعات" الاعلامية والسفير الإيراني الأسبق لدى العراق.

هنا لا نريد أن نكثر الكلام، بل نريد نقدم لكم نبذة قصيرة عن حياته ونشاطاته، ونسلّط الضوء على الفترة التي كان يتواجد في الدول العربية وخاصة في العراق.

ولد محمود دعائي عام 1941 في مدينة يزد، وبعد إنهاء دراسته الثانوية توجه الى كرمان للدراسة في حوزتها الدينية.

أنهى دعائي مرحلة السطوح (المقدمات) في الحوزة الدينية بكرمان، وتوجه بعدها الى قم المقدسة. وتمكن في عام 1967 من إنهاء السطوح العالية، وفي تلك السنة، تعرض لملاحقة عناصر نظام الشاه البائد، اضطره الامر الى السفر سرا الى العراق، حيث استأنف دراساته الدينية هناك. مارس الفقيد دعائي نشاطه السياسي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وكان لديه نشاطات مع بعض المناضلين منهم الشهيد الدكتور باهنر حيث قامو بنشر صحيفة تحت عنوان "بعثت"، وكتب الشهيد باهنر اول افتتاحيتها تحت عنوان: لماذا بعثت؟، وبعد ذلك قرروا نشر مجلة ثورية 100٪ في خط الإمام الخميني (قدس)، وهي مجلة "الانتقام"، وكان لها سياسة واضحة وقوية، وكان شعارها: "إنا من المجرمين منتقمون". وهكذا واصل نشاطاته السياسية، سواء في ايران وسائر البلدان، ومن اجل مواصلة هذه النشاطات سافر الى أوروبا ودول الشرق الاوسط بما فيها لبنان والسعودية وسوريا والاردن وافغانستان وباكستان.

المرحوم "دعائي" كان من الاعضاء البارزين في رابطة علماء الدين المناضلين، ومنذ عام 1980 تولى مسؤولية الاشراف على مؤسسة "اطلاعات" الاعلامية، كما تم انتخابه عضوا في مجلس الشورى الاسلامي لست دورات.

وكان الفقيد أحد المرافقين للإمام الخميني (رض) طيلة سنوات إقامته في النجف الاشرف، كما كان سفيرا للجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق بين العامين 1979 و1980 .

وفي ظل الظروف الصعبة التي كانت تسود البلدين، عندما دخل الإمام الخميني (قدس) النجف الأشرف، توافد عليه الزوّار، وخاصة شخصيات دينية كبيرةكالمرحوم السيد الحكيم والسيد الخوئي، والسيد شاهرودي والسيد الصدر الذي كان له علاقة خاصة وقريبة مع الإمام، وغيرهم، وتعرّفوا على آراء الإمام الخميني (قدس)، وواجه حضور الإمام في العراق شعبية كبيرة، وفي جميع  هذه الأوقات كان المرحوم "دعائي" مع الإمام الخميني (قدس) ويعمل في المجالات المختلفة، منها الثقافية.

كما أنه قبل انتصارالثورة الإسلامية أصبح دعائي مذيعاً صوتياً لبرنامج "نهضت روحانيت" (حركة رجال الدين) الفارسية، الذي كان يتم بثه في البرنامج الفارسي لإذاعة بغداد. وكان المتحدث الآخر (موسى الموسوي) ، حفيد آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني.

فهو يقول: "العراقيون .. قرروا مساعدة المناضلين الإيرانيين الذين كانوا في خارج او داخل ايران.. لقد استقبلوا كل من كان على استعداد لاستخدام الامكانيات العراقية .

طبعا كانوا مهتمين جدا بالاستفادة من وجود الإمام الخميني (قدس) لكن الإمام الخميني لم يسمح لهم بأن يستغل بهذه الطريقة.

من بين أمور أخرى ، تم اقتراح أن يأخذ الروحانيون المتشددون ما بين 15 و 20 دقيقة من وقت البرنامج "راديو بغداد الفارسي". أخبرني الحاج آقا مصطفى ذات يوم أن العراقيين اقترحوا علينا استخدام أجهزة الراديو الخاصة بهم ، فهل أنتم مستعدون لذلك ، وهل تعتبرونه غير مناسب على الإطلاق؟

قلت: إنه احتمال غير عادي.. لكنه خطر وهناك حديث من إذاعة بغداد والنظام البعثي في ​​العراق. علينا التشاور مع الامام نفسه والعمل بإذنه. لأن عواقب العمل قد يلاحظها أيضاً. وقال الحاج أقا مصطفى: "إنها حجة جيدة، لكن على كل حال هذه خطوة محفوفة بالمخاطر، أي لا ندري ما سيحدث في النهاية". قد تكون لها عواقب سلبية.

إذا أردنا أن نسأل الإمام، عندما نبلغه، إذا وافق الإمام، فإن ما يحدث سيؤثر عليه. "لكن إذا لم تكن لديهم معلومات حقاً وقمنا بذلك بأنفسنا

أكثر ما يجذب الانتباه في سيرة السيد محمود دعائي هو عمليات الشرطة المحيرة للعقل ، والرحلات المتكررة بجوازات مختلفة من الحدود، وإعداد وثائق وجوازات سفر للآخرين، وللمناضلين العراقيين وغيرهم لنشاطاتهم، في كل هذه الحالات، نواجه مساعدات تمنع أي ضرر له وللمناضلين. وتستمر رحلات السيد دعائي السرية إلى إيران قبل انتصار الثورة بوثائق وهويات مختلفة، وما زالت المساعدة الخفية هي حمايته.

سافر السيد دعائي أولاً من إيران إلى العراق مستخدماً وثائق غير حقيقية من قبل الهجرة إلى النجف عام 1967 ويعود تاريخه إلى حوالي عام 1966. شارك بنشاط في الأنشطة السياسية لأنصار الإمام (قدس) ، بمجرد سفره إلى العراق بوثائق اخرى، ثم هاجر إلى النجف عام 1966، حيث أصبح قريباً من السيد مصطفى الخميني.

الحرب المفروضة

وفي حوار آخر يعتبر "دعائي" السبب الرئيسي لحرب صدام ضد إيران هو التعقيد الذي كان لديه في قضية الجزائر مع الشاه المقبور، ويقول: في دراساتي وملاحظاتي بعد ما جئت الى السفارة الإيرانية في العراق، عرفت الاستعداد لمهاجمة إيران والحرب مع إيران ظاهرة بدأت بالفعل قبل انتصار الثورة.

في الحقيقة، تم التخطيط لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 1978، وكان صدام قد أقام قاعدة في البصرة، كما أمره شقيقه برزان التكريتي بتولي مسؤولية تلك القاعدة والتخطيط لإجراء الاستعدادات اللازمة التي ستؤدي في المستقبل الى نتيجة تفيدهم. كان السبب الرئيسي لحرب صدام ضد إيران هو التعقيد الذي كان لديه في قضية الجزائر مع الشاه المقبور. وكان صدام قد استسلم للشاه هناك وحصل على تنازلات في المقابل. وكانت هذه إحدى مزايا العلاقات الأمنية بالغة الحساسية والهامة بين البلدين. كانت هناك مواقف كان فيها العراق غاضباً للغاية وقرر الاقتراب من المعارضة الإيرانية وتقويتهم، لكنه لم يستفيد من هذا المسار.

نرى أن حجة الإسلام دعائي كان له دور إيجابي للحد من نشأة الحرب المفروضة، وفي هذا المجال بذل جهوده، وكان يحمل رسالة السلطات العراقية آنذاك الى الإمام الخميني (قدس)، ويرد الجواب لهم كما قال الإمام بذكائه، ولكن مع الأسف لا تفيد صدام المقبور هذه الأمور ويقوم بالهجوم الى ايران.

بعد اندلاع الحرب الصدامية الإيرانية، عاد دعائي الكرماني الأصل والذي كان على علاقة وثيقة بالراحل السيد مصطفى وأحمد الخميني، إلى طهران وعُين مديراً إدارياً لأكبر مكتب صحفي في إيران بأمر من مفجر الثورة الإسلامية.

وكان له نشاطات ثقافية كثيرة في مختلف التجمعات الثقافية، فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه.


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك