نورنيوز- أثارت الزيارة المشكوك فيها التي يقوم بها المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي إلى الأراضي المحتلة علامات إستفهام عديدة في الدوائر السياسية والإعلامية.
حيث وصل غروسي، إلى الأراضي المحتلة في زيارة علنية ومفاجئة وقبل أيام قليلة من انعقاد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وستكون زيارة المدير العام للوكالة للكيان الصهيوني قصيرة، يلتقي خلالها رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت، ورئيس هيئة الطاقة الذرية في الأراضي المحتلة زئيف سنير.
وتأتي الزيارة بعد أيام من صدور تقرير متحيّز للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على أن إيران قريبة من كمية اليورانيوم التي تكفي لصنع قنبلة ذرية، ويزعم التقرير أيضاً أن الجمهورية الاسلامية لا تقدم "إجابات موثوقة" على وجود جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة في جميع أنحاء البلاد.
علاوة على أن الادعاء الكاذب لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الذي زعم أن ايران قامت بسرقة وثائق سرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي اكتمل ببرنامج دعائي لنفتالي بينيت، هو مرحلة أخرى من هذا السيناريو لشحن الأجواء تمهيداً لقرار مناهض لإيران في الأيام القليلة في مجلس المحافظين.
هذا وسيعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا يبدأ في 6 يونيو ويستمر حتى 10 منه، حيث ستناقش الوكالة اقتراحا لإدانة إيران، في تصعيد جديد يرضي تل أبيب وواشنطن اللتان لم تتوانيا خلال الفترة الماضية لاستخدام أوراق ضغط جديدة على طهران، لإرغامها على تقديم تنازلات في مفاوضات فيينا.
على المدير العام للوكالة أن يدرك العواقب السلبية لهذا الإجراء عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية المقرر أن يُراجع فيه تقرير غروسي حول برنامج إيران النووي
يضع سلوك غروسي هذا الوكالة الدولية تحت طائلة تهمة "عدم الالتزام بمبدأ الحياد" الذي من المقرر أن تلتزم به الوكالة في تعاملها مع جميع الدول النووية، لا سيما الجمهورية الاسلامية صاحبة البرنامج النووي السلمي.
موافقة غروسي على خوض غمار هذا الخطر و "الضرر الذي لحق بالوكالة" يجب أن يكون له تداعيات يمكن أن نلتمسها بشكل جيد في قادم الأيام.
وهنا لابد على غروسي أن يجيب على هذه الأسئلة: ما هو مبرر التباحث مع كيان "متهم بالقيام بأنشطة نووية غير قانونية"؟ وما هو الدور الذي لعبه الكيان الصهيوني، الذي يعترف بنفسه بـ تخريب المنشآت النووية واغتيال العلماء الإيرانيين في إعداد تقرير غروسي الأخير المتحيز ضد إيران؟
تكشف الزيارة بوضوح سبب عدم إدانة الوكالة الدولية لتحركات الكيان الصهيوني التخريبية ضد المنشآت النووية والعلماء الايرانيين.
والسؤال الأخير هو، هل ما زال المجتمع الدولي قادراً على وضع ثقته في التقارير المؤسساتية التي تروج للولاء للعدو الرئيسي للجمهورية الإسلامية أي الكيان الصهيوني؟!
نورنيوز