كما نجحت هذه الفتاة الشابة التي تملك معملا صناعيا لانتاج مادة رمل الكروميت المعدني في سد جزء كبير من حاجة ايران لهذه المادة وخفض استيرادها من الخارج حيث تستخدم هذه المادة في صناعة السيارات وصناعة الصلب والفولاذ وصناعة المواد المقاومة للحريق.
تستخدم مادة ثاني اوكسيد التيتانيوم كمادة للتلوين في صناعة الاصباغ والمواد المقاومة للحريق والبورسلان والسيراميك كما يمكن استخدامها في صناعة مستحضرات التجميل والمستحضرات الطبية والصحية في حال ارتفاع درجة نقاوتها.
وتنحدر المهندسة "ليلا آبادي" من مدينة تبريز شمالي غربي ايران وكانت تحلم منذ الصغر بأن تصبح مديرة لأحد المعامل الصناعية وقد حققت حلمها واصبحت تملك معملا لصنع رمل الكروميت المعدني التي تستخدم كمادة مقاومة للحريق في صناعة صهر المعادن الى جانب الاستمرار في دراستها الاكاديمية فهي الان طالبة الدكتوراه في هندسة المواد في جامعة تبريز ايضا.
تشرح المهندسة انها كانت مهتمة بالاعمال الصناعية منذ صغرها ودرست هندسة المعادن في تبريز وحصلت على شهادة الماجيستير ومن بعد الحصول على هذه الشهادة عملت لأربعة سنوات في مصنع لصهر المعادن قبل ان تدشن لنفسها مصنعا صغيرا لانتاج الرمل المقاوم للحريق ضم عاملين فقط الى جانبها ومن ثم نجحت في تحويل هذا المصنع الصغير الى معمل لانتاج رمل الكروميت المعدني بشكل وفير وأسست شركة "رايمند" المعرفية المالكة للمعمل.
وتوضح المهندسة "آبادي" ان "دولة جنوب افريقيا هي الدولة المنتجة والمصدرة لهذه المادة في العالم وهي تصدر الى المانيا واسبانيا وتركيا وبقية دول العالم نظرا لجودة انتاجها لكننا انتبهنا ان ايران تملك لوحدها 70 بالمئة من مادة الكروميت في العالم في مناجمها في محافظات خراسان وفارس وكرمان وهرمزغان فبدأنا باستقدام هذه المادة من هذه المحافظات واصبح رمل الكروميت المعدني الذي ننتجه في معملنا يزود السوق المحلي بقسم كبير من حاجته حتى بات مصنع صنع الجرارات الزراعية في ايران يؤمن حاجته من هذه المادة من معملنا".
ينتج المعمل حاليا 1000 طن من هذه المادة ومن المقرر رفع الانتاج الى 3000 آلاف طن مع نهاية العام الايراني الحالي الذي ينتهي في نهاية فصل الشتاء، مع وجود امكانية زيادة حجم الانتاج الى عشرة آلاف طن ايضا.
وتؤكد المهندسة الايرانية "آبادي" انها تخطط لتصدير المنتجات الى الأسواق الدولية وقد نجحت حتى الان في تصدير 200 طن من مادة رمل الكروميت المعدني الى العراق وأذربيجان وطاجيكستان وتتفاوض مع شركات تركية لتصدير هذا المنتج الى تركيا ايضا.
وفيما يتعلق بمادة ثاني اوكسيد التيتانيوم قالت المهندسة "آبادي" ان شركتها المعرفية "رايمند" استطاعت التوصل الى تكنولوجيا انتاج هذه المادة في مختبرها وانتاجها والان هي تبحث عن جهة راعية ومستثمرة لتدشين خط الانتاج الوفير الذي سيغني البلاد عن استيراد هذه المادة الاستراتيجية من الخارج .
واوضحت المهندسة "آبادي" ان دولا كألمانيا واستراليا والصين وروسيا هي من منتجي مادة ثاني اوكسيد التيتانيوم وان ايران تستهلك سنويا 30 الف طن من هذه المادة كما تستهلك تركيا 50 ألف طن منها وهذه المادة تستخرج من صخور المناجم ومادة "ايلمنيت" .
واضافت "آبادي" ان هناك قسم للابحاث والتنمية في شركتها ومهمتها اجراء دراسات وابحاث على المواد النانوية والحصول على معرفة وتكنولوجيا صنعها ومنها مثلا اوكسيد الكروم واوكسيد البور وهي مواد يتم استيرادها من الخارج وان شركتها تعكف حاليا على هذا المشروع ايضا.
وأردفت المهندسة "آبادي" ان أهم أهدافها من تأسيس هذه الشركة وهذا المعمل هو خلق فرص العمل للشباب المتخرجين من الجامعات والذين يعتبرون الراس المال الثمين لأي من البلدان.
فارس