نورنيوز- احتجزت البحرية التابعة لحرس الثورة الاسلامية يوم الجمعة، ناقلتين مملوكتين لليونان هما برودنت واريور ودلتا بوسيدون، في مياه الخليج الفارسي بالقرب من موانئ عسلوية ولنغه.
وأعلنت العلاقات العامة العامة للحرس الثوري في بيان: احتجزت بحرية حرس الثورة يوم الجمعة ناقلتي نفط يونانيتين بسبب انتهاكات في مياه الخليج الفارسي.
ومنذ بضعة ايام، احتجزت الحكومة اليونانية ناقلة نفط إيرانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي للبحار، وكما اعترفت رويترز، سلمت نفط الناقلة إلى امريكا.
وعقب إجراء أثينا غير الودي هذا، حاولت طهران دفع اليونان على العدول عن قرار القرصنة الذي اتخذته عبر القنوات الدبلوماسية واستدعاء القائم بالأعمال بالسفارة اليونانية، وفي الوقت نفسه، تم استدعاء القائم بالأعمال في السفارة السويسرية إلى وزارة الخارجية بسبب مصادرة شحنة النفط للناقلة من قبل الأمريكيين، وقد احتجت إيران بشدة على ذلك، إلاّ أن المحاولات الدبلوماسية لم تجد أذنا صاغية.
حيث رفضت الحكومة اليونانية وبتحريض أمريكي العدول عن خطأها، وفي نهاية المطاف، اتخذت الجمهورية الاسلامية وفقًا لحقوقها وفي إطار القانون الدولي، تدابير عقابية أولية ضد القرصنة اليونانية.
ترجمت وسائل الإعلام الغربية الردّ الايراني باحتجاز ناقلات النفط اليونانية بأنه قد وجه ضربة كبيرة للهيمنة الأمريكية وسياساتها التنمرية، مذكرة دولاً مثل اليونان بأن واشنطن لم تعد لديها القدرة بعد الآن على دعم وحماية أتباعها.
وألقى حكام غربيون، كانوا قد أدركوا في السابق التكاليف الباهظة لنهب مصالح إيران في قضية الاستيلاء على الناقلة البريطانية "أستانا إمبرو"، باللائمة في تكلفة هذا السلوك على دولة ثالثة.
يبدو أن الحكومة اليونانية الغارقة في الأزمات الاقتصادية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ترتهن لقرارات أمريكا بشكل أعمى، حيث أعلن خفر السواحل اليوناني مؤخرا أنه استولى على ناقلة روسية قبالة سواحل جزيرة أوفيا.
التحرك اليوناني والأمريكي في قرصنة ناقلة نفط دخلت المياه الساحلية اليونانية تحت العلم الإيراني لإجراء إصلاحات طارئة هو قرصنة واضحة، وإيران بصفتها عضوًا في المجتمع الدولي ومجتمع مكافحة القرصنة، لها الحق في مواجهة مثل هذه الإقدامات.
وكانت الجمهورية الإسلامية قد أكدت دوماً أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الإرهاب الاقتصادي، بما في ذلك القرصنة الصارخة في البحار، وأن احتجاز ناقلات النفط اليونانية هو جزء من الرد على الإرهاب الاقتصادي الذي ارتكبته هذه الدول على شكل قرصنة فاضحة.
أرادت إيران من هذا الردّ أن تبعث برسالتين الجهات الفاعلة في النظام الدولي:
أولاً: رسالة واضحة وباعثة على الإطمئنان الى الدول الصديقة في المنطقة، وخاصة البلدان المصدرة للنفط، بأنه عليها أن تدافع عن حقوقها وأمنها بالقوّة، ويجب ألا تصبح القرصنة اليونانية بدعة ضد دول المنطقة.
ثانيًا: يجب على الدول التي تبدو قوية ومعادية ظاهريا أن تدرك أن إيران لن تكون متردّدة في مواجهة أي تهديد لمصالحها، واختبار إرادة إيران في هذا الصدد خطأ استراتيجي سيكلف امريكا وحلفائها غاليا، وسيوجه ضربات محرجة لسمعة واشنطن أمام المجتمع الدولي.
ولكن ما هو مؤكد أن أمريكا بصدد استخدام أسلوب الضغط بالوكالة لتمهيد الطريق لتنازلات غير قانونية في المفاوضات النووية.
يجب أن يكون رد إيران على هذا السلوك القسري قد جعل الأمريكيين يدركون للمرة الألف حقيقة أن أدوات التفاوض الإضافية، لا يمكن أن تؤثر على إرادة إيران في نيل حقوقها القانونية المنصوص عليها في الاتفاق.
نورنيوز