وفي وقت سابق من ساعات الصباح الباكر، اقتحمت قوات معززة من شرطة الاحتلال ساحات المسجد الأقصى فيما انتشر عناصر وحدات التدخل السريع في ساحات الحرم وقاموا بإغلاق المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية ومحاصرة المصلين داخل المصلى.
وانتشر قوات الاحتلال في محيط المصلى القبلي وتمركزت من محيطه ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب والدخول إليه بعد إغلاقه بالسلاسل ومحاصرة المصلين داخله.
ويأتي هذا الاقتحام، لتفريغ ساحات الحرم من الفلسطينيين، وذلك لتأمين مسار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى قبيل "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس القديمة، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس"، وذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة.
ورغم تحذير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قادة الاحتلال «من أي حسابات خاطئة في القدس والأقصى»، وتأكيدها المضي بكل قوة في الدفاع عن القدس والمسجد والحقوق الوطنية، فإن الكيان الصهيوني ماض أيضا في وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات، بما في ذلك رفع جاهزية الشرطة الصهيونية بتفريغ 3 آلاف عنصر لتوفير الحماية للمحتفلين بالقدس.
هذه التحضيرات قوبلت باجتماع عاجل للفصائل الفلسطينية والغرفة المشتركة في غزة تمخض عنه التهديد بأن «المقاومة لن تتراجع عما حققته معركة سيف القدس»، والإعلان عن جهوزية كل الساحات وترابطها للرد على العدوان.
*حواجز عسكرية
ومنذ ساعات الفجر الأولى، انتشرت قوات الاحتلال عند باب العامود وشددت إجراءاتها على الوافدين للقدس القديمة، كما نصبت حواجز عسكرية داخل أسوق البلدة القديمة وعلى الطرقات المؤدية للمسجد الأقصى.
واعتدت قوات الاحتـلال على الشبان أمام باب القطانين في محيط المسجد الأقصى، كما اعتدى عناصر حرس الحدود على مصور صحافي عند باب السلسلة ومنعوه من التصوير.
وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى ومنعت من الشبان والفتية الدخول لساحات الحرم لتأدية صلاة الفجر، حيث سمحت فقط للمسنين ولمن تزيد أعمارهم عن 40 عاما الدخول والصلاة في الأقصى.
ويحتشد المئات من الفلسطينيين منذ ساعات الفجر الأولى داخل الأقصى، وأدوا صلاة الفجر بداخله رغم تضييقات شرطة الاحتلال وحرمان العديد منهم الدخول إليه ما اضطرهم لأداء الصلاة عند أبوابه.
*مواجهات في الضفة والقدس
كما أصيب عشرات الفلسطينيين مساء السبت، في مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
واورد المركز الفلسطيني للاعلام عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقم الجمعية تعاملت مع 30 إصابة في كفر قدوم بقلقيلية وحوارة بنابلس.
وأشار إلى أن المواجهات في كفر قدوم أسفرت عن 4 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و19 بالغاز، و5 أخرى، في حين أصيب شابان في حوارة أحدهما بعيار معدني في رأسه، والآخر أصيب بشظية.
وفي السياق، اندلعت مواجهات متفرقة، مساء السبت، في عدد من المناطق بمدينة القدس المحتلة، واعتقلت خلالها قوات الاحتلال شابا وفتاة عقب الاعتداء عليهما والتنكيل بهما.
وأفادت مصادر مقدسية أن مجموعة من الشبان تصدوا لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على المحال التجارية في شارع الواد بالبلدة القديمة لمدينة القدس.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب إبراهيم غيث والفتاة آلاء الخلفاوي، بعد التنكيل بهما والاعتداء عليهما بوحشية، بباب العامود في البلدة القديمة، والذي شهد استنفارا مكثفا لقوات الاحتلال.
*مسيرات استفزازية للمستوطنين
واقتحم عشرات المستوطنين، مساء السبت، منطقة باب العمود بالقدس المحتلة، في مسيرة استفزازية تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية أن المستوطنين أدوا رقصات استفزازية وطقوسًا تلمودية، ورفعوا علم كيان الاحتلال، مشيرةً إلى أن المسيرة اقتحمت شوارع البلدة القديمة، وصولاً إلى حائط البراق، وتخللها هتافات عنصرية في منطقة باب القطانين.
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال أبعدت المصلين في المسجد الأقصى المبارك عن تجمع المستوطنين الاستفزازي عند "باب القطانين".
وذكرت المصادر المقدسية أن المستوطنين حاولوا استفزاز الأهالي في البلدة القديمة؛ ما أدى لاندلاع مواجهات بينهم، وفي أعقاب ذلك، استنفرت قوات الاحتلال عناصرها بكثافة داخل البلدة.
*اقتحام مصلى باب الرحمة
وفي سياق متصل، اقتحم عدد من أفراد قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة الواقع في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك.
واندلعت مواجهات أخرى بين الشبان الفلسطينيين والمستوطنين في باب السلسلة بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
وتصدى أهالي بلدة سلوان -الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى- لاعتداءات المستوطنين على البلدة، واندلعت على إثرها مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال ومستوطنيه.
ويواصل المستوطنون تنفيذ أعمال استفزازية بمدينة القدس المحتلة، قبيل مسيرة الأعلام المزمعة الأحد، وسط دعوات فلسطينية متصاعدة للحشد بشكل غير مسبوق في الأقصى، لإحباط المخططات التهويدية والاستيطانية.
ومنذ أيام، يسعى المستوطنون إلى رفع علم الاحتلال الصهيوني في أنحاء البلدة القديمة، وسط محاولات من شبان فلسطينيين لإزالتها وتمزيقها.
ويشار إلى أن جماعات "الهيكل" المزعوم دعت إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى؛ احتفالًا بذكرى احتلال شرقي القدس، ورفع الأعلام في باحاته، وأداء طقوسهم التلمودية، الأحد (29 أيار/مايو الجاري).
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفلسطينيين في مدينة القدس والضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 48، إلى النَّفير العام الأحد، وشدّ الرّحال والرّباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك؛ دفاعاً عن القدس والأقصى
نورنيوز-وكالات