وأوضح نجفي في تصريحات لصحيفة "الرؤية" العمانية أن الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين، لافتا الى ان العلاقات بين طهران ومسقط في مختلف المجالات ومنها السياسية "ممتازة" وتقوم على مبادئ حسن الجوار والقواسم المشتركة التاريخية والثقافية، نافيًا وجود مشاكل أو عوائق في العلاقات بين البلدين.
وأضاف السفير الإيراني لدى سلطنة عُمان أن هناك آفاق رحبة لتطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، وأن العلاقات بين البلدين في هذا المضمار ماضية في مسار النمو، مشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق فإن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمثل إحدى الأولويات.
وأوضح نجفي أن الحكومة الإيرانية تعتمد استراتيجية دقيقة في توطيد العلاقات مع جيرانها، من خلال "النهج الذي تتبعه الحكومة الإيرانية لتعزيز التعاون مع دول الجوار وفق استراتيجية صحيحة ودقيقة"، كما إن إيران تتمتع بموقع جغرافي مهم للغاية ولديها العديد من الجيران وأن إعطاء الأولوية لتمتين العلاقات مع دول الجوار من شأنه أن يوفر أرضية مناسبة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والنقل وتجارة الترانزيت (التجارة العابرة).
وشدد السفير على أن زيارة رئيسي لسلطنة عمان ستسهم في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي المشترك، معربًا عن أمله في أن يشهد التبادل التجاري بين البلدين مزيدًا من التطور.
وأكد أن ثمة فرصة جديدة باتت مهيأة أمام البلدين لتحقيق هذا الهدف، لافتًا إلى أن زيارة رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان والمباحثات التي سيُجريها مع القيادة العمانية، ستساعد على توطيد التعاون المشترك.
وثمن السفير الإيراني دور سلطنة عمان الإيجابي والمهم على الدوام، لافتًا إلى الدور العماني في متابعة المحادثات بين إيران والسعودية التي تُجرى عبر الحكومة العراقية في بغداد، في إطار من التعاون الإقليمي المشترك.
وتحدث السفير حول التعاون الثنائي بين عمان وإيران في مجال السياحة، خاصة السياحة العلاجية، وقال إن هذا القطاع يندرج ضمن أبرز مجالات التعاون بين البلدين؛ بفضل ما يملكان من إمكانيات كبيرة في هذا المجال، وأن الكثير من المواطنين العمانيين يزورون مختلف المدن الإيرانية خاصة شيراز- الواقعة جنوب إيران- خلال السنوات الأخيرة من أجل العلاج، مضيفا أن عددًا من المواطنين الإيرانيين يزورون عُمان بهدف السياحة، والبحث عن فرص للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وأشاد نجفي بقرار إلغاء تأشيرة دخول الإيرانيين إلى عمان، للراغبين في القيام بزيارة لمدة أسبوعين، فضلاً عن إلغاء تأشيرة الدخول أمام المواطنين العمانيين عند زيارة إيران.
وكشف السفير الإيراني في مسقط، أن الرئيس إبراهيم رئيسي سيجتمع مع سلطان عمان ومع عدد من المسؤولين العمانيين خلال الزيارة المقررة؛ حيث سيناقش الجانبان سُبل توطيد العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لرئيسي إلى سلطنة عُمان منذ توليه منصبه.
وأكد نجفي أن المشاورات والزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، يُمكن أن تسهم في رسم مسارات جديدة لتعزيز التعاون الثنائي، وتوفير أرضية فعالة لتوسيع العلاقات الودية بين سلطنة عمان وإيران.
وأوضح السفير نجفي أن من المرتقب أن تشهد الزيارة التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم، منها مناقشة تفعيل "اتفاقية عشق أباد" والموقعة بين كل من عمان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تمثل في الوقت الراهن أهمية لهذه الدول، خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها أوكرانيا وروسيا.
وأضاف نجفي أن أحد محاور هذه الاتفاقية مناقشة تفعيل "تجارة الترانزيت" من خلال خدمات إعادة التصدير تتضمن الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإيران، فضلًا عن الموقع المميز لسلطنة عمان باعتبارها بوابة للتجارة نحو قارة إفريقيا وباقي مناطق العالم.
التعاون اللوجستي
وشدد السفير الإيراني في مسقط على أهمية التعاون بين سلطنة عمان وإيران في مجال الموانئ، الأمر الذي يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، من خلال الاستفادة من المقومات اللوجستية التي تتمتع بها الموانئ الإيرانية الجنوبية مثل: بندر عباس وتشابهار، إلى جانب الاستفادة من الفرص الموجودة في عُمان عبر موانئها المتميزة.
وأوضح نجفي أن حجم التجارة بين سلطنة عمان وإيران وصل إلى أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي، بينما تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموًا ملحوظًا في حجم التجارة خلال العام الجاري، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 1.350 مليار دولار بنهاية مارس المنصرم.
وأشاد السفير الإيراني المعتمد لدى السلطنة، بالسياسة الخارجية المتوازنة لسلطنة عُمان، قائلًا إن القيادة العمانية بذلت جهودًا في فترات مختلفة لحل مختلف القضايا والمشاكل الإقليمية، معرباً عن ترحيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذا الدور البناء؛ انطلاقًا من سياستها القائمة على إرساء الأمن والسلام في المنطقة.
وأكد نجفي أنه يأمل في أن يسهم تبادل وجهات النظر بين البلدين والتعاون الودي بينهما في خفض المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وأن تساعد هذه المشاورات على إرساء الأمن والسلام والازدهار الاقتصادي على الصعيد الإقليمي.
وتحدث السفير الإيراني في مسقط، عن أهمية معالجة القضايا الإقليمية من خلال دول المنطقة نفسها مع رفض النهج القائم علي تدخلات دول خارج المنطقة في الشؤون الإقليمية،مؤكدا حرص إيران على التعاون مع دول المنطقة لحل المشاكل الإقليمية في إطار نهجها المبدئي القائم علي الحوار والتعاون، قائلًا: نعتقد أن هذه العلاقات يمكن أن تسهم في القضاء على سوء التفاهم، وتحديد مجالات التعاون الودي بين إيران والبلدان المختلفة.
نورنيوز-وكالات