نورنيوز- قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنه فوجئ بتبادل الأسرى الأمريكيين مع الرهائن الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة، واضاف: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لعدم ربط إطلاق سراحهم بعودة متبادلة الى الاتفاق النووي لانه لا يوجد ضمان بالتوصل الى اتفاق".
وأكمل "نيد برايس": لقد اوضحنا لهم ان الافراج عنهم هو اولويتنا، واننا سنواصل التفاوض بشأن هذه القضية بمعزل عن الاتفاق النووي".
تصريحات هذا المسؤول الأمريكي مفاجئة لأنها تتعارض تماما مع سلوك امريكا في هذه القضية.
حيث بدأت منذ فترة طويلة المحادثات حول تبادل الأسرى الأمريكيين مع الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة بذرائع كاذبة، واتفق الجانبان على أن الموضوع لا علاقة له برفع الحظر.
وكانت فرق التفاوض الإيرانية في هذا الصدد مغايرة تماماً عن تلك التي تفاوض على رفع العقوبات في فيينا، ودارت المحادثات في أجواء مستقلة.
اذ تضمنت المحادثات حول تبادل المسجونين على اتفاق بين الطرفين بشأن بنود وشروط عملية التبادل، حتى أن بعض وسائل الإعلام الغربية قامت بتسريب الخبر.
رغم ذلك، وبينما أقر الجانب الأمريكي بأن المحادثات في هذا المجال والتي تجري تحت لواء اعتبارات إنسانية، لا يجب أن يكون لها أي علاقة بالمفاوضات الخاصة برفع العقوبات، إلا أنه بعد الاتفاق على ما سلف، وضعت أمريكا كل الشعارات البراقة التي أطلقتها تحت أقدامها، ولم تك على استعداد لتنفيذ الاتفاق الحاصل بشأن تبادل السجناء مع ايران.
كما أثار الاجراء الامريكي غضب وامتعاض الجانب البريطاني للغاية، ولكن بسبب انصياع لندن للإملاءات الامريكية، انسحب الجانب البريطاني أيضًا من مفاوضات تبادل السجناء.
منذ بداية الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا، اعتقد البيت الأبيض أن بإمكانه استخدام رافعة تبادل الأسرى كورقة للحصول على تنازلات من إيران بسبب سياسة التنازلات القائمة على الضغط.
لذلك، حاولت واشنطن في جميع مراحل المفاوضات بشكل مباشر وغير مباشر ربط الاتفاقات الخاصة بالإفراج عن الأسرى بالقضايا التي أثيرت في فيينا، لكن فريق التفاوض الإيراني لم يسمح بربط القضيتين.
يبدو أن الولايات المتحدة يائسة لاستغلال قضية تبادل الأسرى لكسب موطئ قدم في مفاوضات رفع الحظر عن ايران، وتسعى الآن لإحياء القضية القديمة عبر سياسة الاسقاط، وذلط لتحرير نفسها من أسواط الرأي العام الامريكي.
ولو رفعت أمريكا الستار عن الوثائق الخاصة بالإفراج عن السجناء، والتي تتعلق بالأشهر القليلة الماضية، فسيكون من الواضح أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية غير صحيحة.
على مايبدو أن حكومة بايدن أصيبت بالزهايمر في مراحله المتقدّمة، ولا تستطيع ذاكرتها استعادة مجريات السنوات القليلة الماضية، حيث أنها هي التي بعثت برسالة إلى إيران عبر عدة دول وسيطة، مفادها أنها لن تنفذ اتفاقيات تبادل الأسرى دون التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا وإحياء الاتفاق النووي.
والأمر الذي يبعث على القلق، هو أنه بعد تملّص أمريكا من تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى، احتجزت السلطات الامريكية العديد من الإيرانيين كرهائن، وجميعهم أساتذة جامعيون، وتسببت في مأزق في هذه القضية.
الجمهورية الاسلامية، كما صرحت منذ البداية ونظرا لأن القضية إنسانية، لا تزال مستعدة، بعد الإفراج عن الرهائن الجدد الذين احتجزتهم الولايات المتحدة، لمناقشة تبادل المعتقلين الآخرين دون أي صلة بمفاوضات فيينا، وفي إطار الاتفاقيات السابقة.
نورنيوز