نورنيوز- أعلنت وزيرة الداخلية الأمريكية ديب هولاند اكتشاف مقابر جماعية في 53 مدرسة تمريض في أماكن كان يحتجز فيها سكان أمريكا الأصليين، إعلان المسؤولة الامريكية بشأن اكتشاف هذه المقابر الجماعية يؤكد بشكل واضح الطبيعة المنهجية لهذه الجرائم التاريخية ومدى فظاعتها.
في السياق، قالت مساعدة وزير الداخلية براين نيولاند: إن نظام المدارس الداخلية كان جزءًا من سياسة أمريكية ذات شقين لمصادرة أراضي وممتلكات السكان الأصليين، وإجبارهم على التكيف مع الظروف المفروضة على المهاجرين.
وفقًا للسجلات التاريخية، كان هناك 408 مدرسة داخلية فيدرالية في 37 ولاية أمريكية، من بين هذه المدارس، توجد 21 مدرسة في ألاسكا و 7 مدارس في هاواي، حيث يتم رعاية معظم الأطفال الأصليين، وكان استعمال اللغات الأمريكية الأصلية محظورة في المدارس الداخلية الفيدرالية بأمريكا، وكانوا يرغمون أطفال السكان الأصليين على اتباع سلوك البيض.
لكن الملفت فيه أن الأطفال الأميركيين الأصليين عانوا من سوء المعاملة في المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية بين عامي 1819 و1969، وفقاً لتقرير رسمي.
وفي تقرير مؤلف من 106 صفحات تمّ الكشف أن هذا النظام "نشر منهجيات عسكرية ومغيّرة للهوية لاستيعاب الهنود الأميركيين، وسكان ألاسكا الأصليين، وسكان هاواي الأصليين-- وخاصة الأطفال-- من خلال التعليم".
وورد في النتائج أيضاً أن ذلك "أدى إلى تثبيط أو منع استخدام لغات الهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين ولغات هاواي الأصلية أو الممارسات الثقافية أو الدينية من خلال العقاب".
وكانت العقوبة الجسدية تشمل "الحبس الانفرادي ومنع الطعام والجلد والصفع والتكبيل". وفي بعض الأحيان، كان الأطفال الهنود الأكبر سناً يُجبرون على معاقبة الصغار.
وحدد البحث أيضاً مواقع دفن مميزة وغير مميزة في 53 من تلك المدارس ووجد أن "مئات الأطفال الهنود قد توفوا " في نظام المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية.
وأضاف أن "الوزارة تتوقع أن يكشف التحقيق المستمر عن وصول العدد التقريبي للأطفال الهنود الذين لقوا حتفهم في المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية إلى آلاف أو عشرات الآلاف".
وقالت وزيرة الداخلية ديب هالاند في بيان إن "التداعيات الناجمة عن سياسات المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية بما في ذلك الصدمة الناجمة عن الانفصال الأسري والقضاء على الثقافة التي لحقت بأجيال من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات مفجعة ولا يمكن إنكارها".
في وقت سابق ، أدى اكتشاف مقابر جماعية للسكان الأصليين في كندا إلى احتجاجات من قبل منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، حيث رفع النقاب عن أكثر من 1200 قبر في كندا حتى الآن هذا العام.
تقول مجموعة من الكنديين الأصليين أنه وفقًا للتحقيقات الأولية، تم اكتشاف 93 مقبرة جماعية محتملة حول موقع مدرسة داخلية تديرها الكنيسة في كولومبيا البريطانية.
تُعيدنا هذه الذكرى السوداء، الى اكتشاف المقابر الجماعية لأطفال السكان الأصليين وتذّكرنا بمرحلة مظلمة في التاريخ الكندي، فصلت خلاله الحكومة الأطفال عن عائلاتهم وأرسلتهم إلى مدارس داخلية تابعة للكنيسة الكاثوليكية.
ونشرت العديد من التقارير حول إساءة معاملة هؤلاء الأطفال، وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن الطلاب في هذه المدارس قد تعرضوا للإصابة بالحصبة والسل والإنفلونزا.
للوهلة الأولى، قد يبدو أن السلوك المناهض للعنصرية للحكومات الغربية كان مجرد حقائق تاريخية تتعلق بالماضي، ولكن نظرة على الطريقة التي تعامل بها هذه الحكومات الدول الأخرى في الوقت الحاضر تظهر أن "العنصرية" هي نتاج نوع من النهج السياسي والاجتماعي في الغرب يعتبر نفسه متفوقا على الأمم الأخرى.
فاعتماد أمريكا وكندا على جميع القدرات لإضعاف الملاك الحقيقيين للأرض التي اغتصبها المهاجرون الأوروبيون، بل وسمحوا بإساءة استخدام الكنيسة بهذه الطريقة، يُظهر أن هذا السلوك ليس نهجا سياسيا فحسب، بل له أيضا نهج فلسفي متجذّر، هذا شيء يمكن رؤيته في أذهان العديد من النخب في الغرب الحديث، مثل دوجوبينو وتشامبرلين، نهج يمكن رؤيته في حرب أوكرانيا والأسلوب الذي تعاملت به وسائل الإعلام الغربية مع المهاجرين الأوكرانيين من جهة وغير الأوكرانيين من جهة أخرى.
ورغم أن الحكومات الملطّخة أيديها بدماء السكان الاصليين بعد ان رأت أنها طوت صفحة تلك الحقبة السوداء في تاريخها، ورغم أنها تخلت عن الضغط على الأمريكيين الأصليين من خلال السيطرة الكاملة على النظام الاجتماعي وتدميره، إلا أن مواقفهم العنصرية تجاه الآسيويين والمسلمين والمهاجرين لا تزال قائمة بشكل مفضوح.
إن استخدام العقوبات أحادية الجانب وغير الإنسانية ضد الدول الأخرى، والنهج العنصرية والتمييزي، واستغلال أداة حقوق الإنسان ضد الدول الاخرى، هو جزء من السلوك الغربي العنصرية في عالم اليوم.
وما يثير الاستغراب، أن الغرب يبرر نواياه العنصرية بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، ومع ذلك، لم يتغير السلوك الغربي منذ الحقبة العنصرية ضد الأمريكيين الأصليين بشكل كبير فحسب، بل تم تسليحه أيضا بأسلحة وأدوات جديدة من قبيل "حقوق الإنسان" و"العقوبات" ضد الشعوب الاخرى.
نورنيوز-وكالات