حيث اجتاحت سحب من الغبار الأصفر قادمة من العراق على شكل عواصف ترابية هائلة حجبت ضوء الشمس، أغلب مناطق محافظة خوزستان (جنوب غرب ايران)، حيث أعلنت هيئة الرصد الجوي الايراني، ان كثافة العاصفة بلغت 27 ضعفا للحد المعتاد، ما اجبر مجلس المحافظة بتعطيل الدوام الرسمي وكذلك المدارس والجامعات.
إثر هذا الاجتياح الرملي، ونظراً لما تسبّبت به من انعدام الرؤية، علّقت ادارة مطار أهواز الدولي الاثنين المنصرم، جميع رحلاتها تحسباً من وقوع حوادث.
وسجلت مستشفيات المحافظة التي يتكوّن غالبية سكانها من عرب ايران، العشرات من حالات الاختناق إثر العاصفة.
رئيس منظمة المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن في ايران، قال موضحاً بشأن جذور الأزمة الراهنة في المناطق الصحراوية بالجمهورية الاسلامية: أظهرت التحقيقات التي أجريناها أن 30 بالمئة من العواصف الترابية التي تجتاح البلاد مصدرها من خارج البلاد، في حين ان 70 بالمئة من الرمال مصدرها داخلي.
* الرمال تبتلع العراق
وقبل أن يصل الاعصار الترابي الى خوزستان قادما من العراق، جاب هذا "الاجتياح الرملي الأصفر" معظم أنحاء العراق الأحد، وذلك للمرّة السابعة خلال شهر واحد، وحجب ضوء الشمس عن 6 محافظات عراقية هي العاصمة بغداد، والأنبار، وكركوك، والنجف الأشرف، وكربلاء، وصلاح الدين، فيما دعت السلطات السكان لعدم الخروج من منازلهم، ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم.
*تمدّد الأزمة يستدعي حلولاً مشتركة
يوضّح وكيل وزارة الزراعة ميثاق عبد الحسين أزمة بلاده في العراق، بالقول: إن "قلة التخصيصات المالية، وتأخر إقرار الموازنة، هما من أحد العوامل التي أسهمت في تأخر تنفيذ بعض الخطط الخاصة بمكافحة التصحر، بالاضافة الى شح الأمطار الذي أدى أيضا إلى جفاف وقلة الغطاء النباتي، وهي ممتدة إلى دول مجاورة أيضا، وبدأت تشكل ظاهرة مناخية حادة، مما يقتضي جهدا مشتركا مع جيراننا لمكافحتها (الظاهرة)".
في الواقع، خلّفت هذه الأزمة العديد من التبعات على العراق وشعبه من جهة، وعلى محيطه من جهة أخرى، وهو الأمر الذي يستدعي بذل جهود مشتركة وشحذ الهمم لإيجاد مبادرات وفعاليات ونشاطات بين بغداد وطهران وعواصم دول الجوار لتعزيز الغطاء النباتي ومكافحة هذه الأزمة المشتركة.
الوفاق