معرف الأخبار : 94213
تاريخ الإفراج : 4/30/2022 1:41:52 PM
أستاذ بجامعة المصطفى: الإمام الخمینی (رض) صحّح البوصلة وذکّر بالقضیة الفلسطینیة

أستاذ بجامعة المصطفى: الإمام الخمینی (رض) صحّح البوصلة وذکّر بالقضیة الفلسطینیة

بمناسبة یوم القدس العالمی الذی یصادف الجمعة الأخیرة من شهر رمضان المبارک، والذی تحتفی به الدول الاسلامیة وجمیع الاحرار فی العالم، أجرى موقع "نور نیوز" الاخباری التحلیلی حوارا مسهباً مع الدکتور حسین الیوسف الأستاذ فی جامعة المصطفى العالمیة والمدرس فی الحوزة وجامعات أخرى، تحدّث فیه عن أهمیة المبادرة التی أطلقها الامام الخمینی (رض) بإعلان الجمعة الاخیرة من شهر رمضان المبارک یوماً عالمیاً للقدس.

فیما یلی نصّ الحوار:

- کیف تقیمون الیوم أهمیة یوم القدس العالمی فی ظل التطورات الحالیة فی القضیة الفلسطینیة؟

(یوم القدس العالمی) الله ما أجمل هذا الاسم...! لقد نطق الرحمن على لسان ولی من أولیائه الصالحین عندما أطلق الإمام الخمینی (ره) هذا الاسم على آخر جمعة من شهر رمضان. لقد ذکّر الإمام الأمة الإسلامیة والعالم بقضیة کادت تصبح طی النسیان، فکان الإمام أول من تجرأ وصحح البوصلة وذکّر بالقضیة الفلسطینیة فی زمن انتشار الظلم والاستبداد عندما أشرق نور الجمهوریة الإسلامیة وسط هذا الظلام، فأضاء الإمام شمعة من قبس هذا النور بتخصیص هذا الیوم للقدس، علّها تصبح یوما شرارة تحرق الغاصبین والمحتلین، کما حصل ذلک بالفعل عندما تصدى فیلق القدس لدعم المقاومة.

-فی ضوء تسارع وتیرة عملیة التطبیع لبعض الأنظمة مع العدو الصهیونی، ما تأثیر یوم القدس وانتفاض الشعوب فی هذه المناسبة فی التصدی لمشروع التطبیع؟

للأسف فی فترة من الزمن تسارعت وتیرة التطبیع مع العدو الصهیونی من قبل بعض حکام وحکومات الأعراب المتصهینین، وتم التطبیل لذلک والترویج له إعلامیا على أمل حرف البوصلة وتزویر الحقائق، وخلق عدو وهمی آخر غیر العدو الإسرائیلی، لکنها کانت مجرد فقاعة فی هواء انتهت بتضامن الشعب الفلسطینی وقوى ومحور المقامة، وکانت معرکة سیف القدس التی أعادت الأمور إلى نصابها، وذکّرت الشعوب بالقضیة، وصححت البوصلة من جدید، ویوم القدس العالمی أیضا له دوره الریادی فی التذکیر بالقضیة، وتحجیم هذا التطبیع وإبطال آثاره، ویعلمنا أن التطبیع مع العدو خیانة وجریمة لا تُغتفر؛ بل کل حرکة وکل فعل وکل قول یمکن أن یکون له دوره فی تحجیم هذا التطبیع وآثاره، ویُعتبر خطوة إلى الأمام فی سبیل تحریر القدس. أما المطبعون فسیشهد القاصی والدانی یوما ما أنهم إلى مزبلة التاریخ.

لقد أدرکت أمریکا والصهیونیة والاستکبار العالمی خطورة الجمهوریة الإسلامیة علیهم وعلى مصالحهم فی المنطقة منذ الأیام الأولى لانتصار الثورة... خصوصا عندما اقتحم ثلة من الشبان الثوریین على وکر التجسس الأمریکی فی طهران، وتحویل السفارة الإسرائیلیة إلى السفارة الفلسطینیة، ومن ذلک أیضا یوم القدس العالمی الذی طرحه الإمام الخمینی (ره)، وأسبوع الوحدة الإسلامیة، و... خلاصة الأمر؛ لم یترک الإمام الخمینی (ره) شیئا أو فعلا أو قولا أو مناسبة إلا أظهر فیها عداءه للأمریکان والصهاینة والاستکبار العالمی وبکل جرأة وحزم وعزم، وأکد أن القضیة الفلسطینیة والقدس والمسجد الأقصى قضیتنا وبوصلتنا، وذکّر بمظلومیة الشعب الفلسطینی. وکذلک حذى حذوه ابنه البار وساعِده وعضده الإمام المفدّى الإمام الخامنئی حفظه الله، فهو ابن تلک المدرسة التی تخرج منها الإمام الخمینی (ره) لذلک لٔقب بقائد الثورة الإسلامیة، فکیف لا یتبنى القضیة الفلسطینیة وتحریر القدس والمسجد الأقصى؟! وکیف لایتبنى نصرة المستضعفین أینما کانوا؟! والواقع یشهد بذلک... ألم یکن دعم فیلق القدس _ المتمثل بالشهید قاسم سلیمانی _ اللامتناهی للقضیة الفلسطینیة تحت ظله ورعایته حفظه الله؟! ألم تکن نصرة المظلومین والمستضعفین من لبنان إلى العراق إلى سوریا إلى الیمن إلى نقاط مختلفة من العالم تحت ظله ورعایته؟! نعم کما قال سماحة السید حسن نصر الله عنه إنه (عمود الخیمة). اللهم فخذ عمری وامدد فی عمره الشریف إلى حین تسلیم الرایة إلى صاحب الأمر فی المسجد الأقصى.

- کیف تنظرون الى دور الشهید سلیمانی ورفاقه فی دعم فلسطین؟

لم یعد خافیا على أحد دور فیلق القدس المتمثل بالشهید قاسم سلیمانی فی دعم القضیة الفلسطینیة والقدس اللامتناهی، سواء على الصعید المعنوی أم على الصعید المادی واللوجستی، وذلک باعتراف العدو قبل الصدیق؛ بل العدو یعلم أکثر من الصدیق مقدار هذا الدعم، وکلنا أصبح یعلم کیف ساهم الشهید قاسم سلیمانی فی تطویر قدرات المقاومة الفلسطینیة بغض النظر عن توجهاتها الدینیة والسیاسیة، کیف کان ینقل الخبرات إلیهم، وکیف کانت الصواریخ والأسحلة تنقل إلیهم... ولم تمتد إلیه ید الغدر والخیانة إلا لدوره الفاعل فی القضیة الفلسطینیة إلى درجة أن الأمریکان والصهاینة وأعوانهم من الأعراب المتصهینین استشاطوا منه غضبا، ولم یعودوا یتحملون وجود مثل هذا الرجل الشجاع، فقتلوه غدرا وخداعا لأنهم لم یستطیعوا مواجهته وجها لوجه، فأثبتوا بذلک أنهم جبناء وضعفاء، وأن الشهید سلیمانی بما یمثل أقوى وأعلى وأشرف من أن ینالوا منه؛ بل لا یقاس غبار حذائه بأمثالهم. لذلک استحق لقب (شهید القدس) بجدارة. فالسلام على ذلک الکف الذی یذکرنا بکف العباس علیه السلام، والسلام على تلک الأشلاء التی تذکرنا بأشلاء الإمام الحسین علیه السلام، والسلام علیه یوم ولد ویوم استشهد ویوم یبعث حیا.

- ماهی رسالتکم بمناسبة یوم القدس العالمی؟

نحن الیوم وفی ظل هذه الفتن _ کقطع اللیل المظلم _ بأمسّ الحاجة للتمسک بهذا الیوم أکثر من أی یوم مضى خصوصا مع محاولة الاستکبار العالمی حرف البوصلة مجددا من خلال التطبیع مع الدول العربیة، وخلق عدو وهمی بدلا من العدو الصهیونی، وفرمتة الذاکرة العربیة والإسلامیة الضعیفة، لذلک فإن رسالتنا لهؤلاء وأمثالهم هی أننا متمسکون بهذا الیوم وبکل ما یذکّر بالقدس وفلسطین ومظلومیة الشعب الفلسطینی، وشعارنا (القدس والمسجد الأقصى بوصلتنا إلى حین تحریر آخر شبر من الأرض المحتلة).

وکما قال الإمامان الخمینی والخامنئی؛ سوف یأتی الیوم الذی نتخلص فیه من الغدة السرطانیة، ونصلی فی المسجد الأقصى صلاة الوحدة... هو وعد إلهی: (وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِینَ).


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی