معرف الأخبار : 93971
تاريخ الإفراج : 4/26/2022 12:07:39 AM
هل ستحقق مطالب بوریل انفراجة فی مفاوضات فیینا؟

خاص نورنیوز..

هل ستحقق مطالب بوریل انفراجة فی مفاوضات فیینا؟

لا یمکن ان یحقّق استئناف المفاوضات بین الجانب الایرانی وممثل الاتحاد الاوروبی أی انفراجة تذکر فی مباحثات فیینا، ما لم یحدث تغییر جوهری فی عقلیة الجانبین الأوروبی والأمریکی لاتخاذ قرارات سیاسیة والتخلی عن السیاسات غیر البناءة والمثیرة للخلافات.

نورنیوز- اعتبر مسؤول السیاسة الخارجیة بالاتحاد الأوروبی "جوزیب بوریل" خلال مباحثات أجراها مع وزیر الخارجیة الایرانی "حسین أمیر عبداللهیان" مؤخرا، أن "إطالة أمد مفاوضات فیینا" خطوة غیر بنّاءة، واقترح تعقیباً لانتقاده المذکور سلفاً استئناف المفاوضات بشکل حضوری بین انریکی مورا ممثل الاتحاد الاوروبی وعلی باقری رئیس الوفد الایرانی المفاوض.

ولکن یظلّ السؤال الذی یلحّ علینا طرحه هو "الى أی حدّ ممکن أن یحقّق معه اقتراح بوریل انفراجة فی مفاوضات فیینا؟"

للإجابة على هذا الاستفسار لابد لنا من تناول عدّة نقاط مهمة:

أولاً: أکد ایران دوما على موقفها وتمسّکت بمبدأ التفاوض، خلافًا للجانبین الأوروبی والأمریکی، لم تغادر طاولة التفاوض بتاتاً، وحتى التوقف الأخیر، وفقا لبوریل، حدث بناءً على طلب الأطراف الغربیة، وأثبتت النهج التفاعلی الذی تعتمده فی المباحثات على الرغم من تعلیقها، حیث التقى مورا بکل من علی باقری وحسین أمیر عبد اللهیان فی طهران فی 27 مارس من العام الجاری.

یشار إلى أن إیران التزمت بالاتفاق النووی، وظلّت تفی بالتزاماتها حتى بعد عام على انسحاب امریکا من الاتفاق بشکل أحادی الجانب.

ثانیا: منذ البدایة، وضعت إیران مقترحاتها وخطتها على طاولة المفاوضات، وبینما لم یتخذ الغرب أی مبادرة عملیة للجولتین السابعة والثامنة من المحادثات فی الحکومة الثالثة عشرة، فقد توصلت الجمهوریة الإسلامیة إلى أجندة واضحة وموجزة ورسمت فی النهایة خطوط حمراء سیفضی احترامها من قبل الجانب الاخر الى إحیاء الاتفاق.

وتمحورت مقترحات ایران ومبادرتها لإحیاء الاتفاق النووی، حول رفع جمیع العقوبات، والتحقق من هذا الأمر، وضمان عدم تکرار الانتهاکات الغربیة وعدم قابلیة التفاوض على القضایا الإقلیمیة والصاروخیة.

وبناءً على ذلک یمکن القول إن الغرب کان یعلم منذ البدایة ما هو محور المحادثات وما هی القضایا التی یجب مناقشتها، وبالتالی فإن استئناف المحادثات بین إیران وأطراف 4 + 1 لیس ضروریا لاختتام المحادثات، لکن الأطراف الغربیة هی التی یجب أن تتخذ قراراً سیاسیاً لکسر الجمود الذی یهیمن على طاولة المفاوضات.

ثالثاً: فی الوقت الذی یؤکد فیه بوریل على ضرورة استئناف المحادثات بین مورا وباقری، کان هو أحد أسباب تعلیق المفاوضات من قبل الجانب الاوروبی. وتجدر الإشارة إلى أن جوزیب بوریل منسق السیاسة الخارجیة بالاتحاد الأوروبی، أدلى بتصریح یبعث على التأمل فی هذا الصدد، حیث قال: "محادثات فیینا توقفت هذه المرة وبعد تجاوز العراقیل الروسیة بسبب العراقیل التی وضعتها طهران"!

والأکثر عجباً هو أن بوریل زعم أن طلب إیران رفع حرس الثورة الاسلامیة من قائمة العقوبات أمر غیر مقبول، فی حین أن الجمهوریة الإسلامیة أکدت منذ انطلاق المفاوضات على ضرورة رفع جمیع العقوبات، بما فی ذلک رفع الحظر المفروض على حرس الثورة الاسلامیة.          

فی ظل هذه الظروف، یبدو أن استئناف المفاوضات، حتى على مستوى المندوبین، لن یکون قادراً على تحسین الوضع الراهن، طالما أن أساس العمل، أی التفکیر الغربی، ما یزال قائم على الغرور الذاتی وتجاهل حقوق إیران الشرعیة المتمثّلة برفع الحظر بأکمله.

رابعاً: لو ألقینا نظرة فاحصة على مسار محادثات فیینا یتجلّى لنا أن أمریکا ماتزال تعیش فی قوقعة أوهامها السابقة، وبایدن على الرغم من شعار المفاوضات الذی رفعه لدى وصوله الى سدّة الحکم، لم یُحدث أی تحوّل عملی فی مسار أمریکا الموارب فی التفاوض.

تشمل المزاعم المتکررة بإلقاء اللوم على إیران، إلى جانب قضایا جدیدة وبعیدة المدى مثل استمرار عقوبات ترامب بعد انسحاب أمریکا من الاتفاق، وقضایا الصواریخ والقضایا الإقلیمیة، بینما تُظهر السیاسة الأمریکیة أنها تسعى إلى الحفاظ على الهیکل والإطار السابق من العقوبات، وذلک لیغدو بمثابة جسر لممارسة الضغوط والمزید من الطلبات فی قادم الایام.

وخیر دلیل على صحّة ما ذکرناه سالفاً، ما ذکره المتحدث باسم وزارة الخارجیة الامریکیة، حیث زعم مؤخرا أنه إذا أرادت إیران رفع العقوبات إلى ما بعد الاتفاق النووی، فیجب علیها معالجة مخاوف امریکا خارج نطاق القضایا النوویة.

لهذا لا یمکن ان یحقّق استئناف المفاوضات بین الجانب الایرانی وممثل الاتحاد الاوروبی أی انفراجة تذکر فی مباحثات فیینا، ما لم یحدث تغییر جوهری فی عقلیة الجانبین الأوروبی والأمریکی لاتخاذ قرارات سیاسیة والتخلی عن السیاسات غیر البناءة والمثیرة للخلافات.

ویظلّ على الغرب أن یدرک أن عصر التفاوض من أجل التفاوض الذی یهدف إلى الإبقاء على العقوبات وإلقاء اللوم على إیران قد ولّى، والتمسک بمبادئ التفاوض والتسلیم بحقوق إیران هو "الحل العملی الوحید" للوصول الى نتیجة فی المفاوضات.


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی