الحدث الثاني تمثل برمي طائرة مسيرة اوكرانية حاوية تحتوي على "امبولات" (انابيب) على احد المواقع الروسية.
الجنرال ايغور كيريلوف قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية التابعة للجيش الروسي يقول انه "كان من المخطط عند تدمير الحاوية حدوث تفاعل كيميائي من شأنه ان يتسبب بانفجار وحريق مصحوباً باطلاق مواد سامة غير مدرجة في القوائم التي تتضمنها الإتفاقيات العالمية".
ويضيف الجنرال كيريلوف ان "الانابيب في الحاوية تم ارسالها الى المختبر 27 بالمركز العلمي في وزارة الدفاع الروسية المعتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على ان تُرسل النتائج الى الأمانة الفنية للمنظمة وفقاً للإجراءات المتبعة".
منذ شهر تقريباً يتم تبادل اتهامات بين روسيا والدول الغربية حول إمكانية استخدام أسلحة كيميائية، وهو امر يمثل تحولاً خطيراً، فموسكو تؤكد انها دمرّت كامل مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وتذكّر أنه في 27 أيلول/ سبتمبر عام 2017 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستدمّر مخزون الأسلحة الكيميائية الأخير المتبقي لديها، منذ الحرب الباردة. ونقلت حينها وكالات الأنباء الروسية عن الرئيس بوتين انه "سيتم اليوم اتلاف المخزون الأخير للأسلحة الكيميائية ضمن الترسانة الروسية" في ما وصفه بانه "حدث تاريخي". وأشار إلى أن الولايات المتحدة "وللأسف لا تفي بالتزاماتها" في هذا المجال، كما أنه تمّ في الاجمال اتلاف 39967 طنا من الأٍسلحة الكيميائية.
على الإثر، أشادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بخطوة روسيا ، وقال رئيس المنظمة الدولية وقتها ، أحمد أوزومجو، إن "الانتهاء من التدمير الذي تم التحقق منه لبرنامج أسلحة روسيا الكيميائية هو خطوة هامة نحو تحقيق أهداف معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية".
من جانبها وبموجب اتفاقية تدمير الأسلحة الكيميائية حدّدت اميركا نهاية عام 2023 موعداً اخيراً لتدمير مخزونها من الأسلحة الكيميائية، ما يعني ان اميركا لا تزال تمتلك أسلحة كيميائية مقابل صفر مخزون لدى روسيا وهو ما أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
في الوقت نفسه تتصاعد الحملات الإعلامية ضد روسيا بشأن إمكانية استخدام الجيش الروسي لأسلحة كيميائية مع علم الحكومات الغربية ووسائل الإعلام فيها عدم وجود أي مخزون من هذه الأسلحة لدى روسيا .
هذه الحملة الإعلامية تذكرنا بما حصل في سورية حيث أشرفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تدمير كامل مخزون الجيش العربي السوري، والتأكد من الأمر ومع ذلك استمرت اميركا ودول الغرب بتوجيه اتهامات لسورية بانها استخدمت مرات عديدة مواد كيميائية تبين فيما بعد انها مجرد فبركات ادارتها الإستخبارات الغربية.
في أوكرانيا قد نشهد في أي لحظة امراً مماثلاً لما حصل في سورية، وقد يتخطى نطاق الفبركات ليصل الى مرحلة استخدام أسلحة كيميائية حقيقية على أي تجمع سكاني، واتهام الجيش الروسي به بالنظر الى طبيعة الإشتباك القائم ومفصليته بما يرتبط باميركا وروسيا حيث سيشكل انتصار روسيا هزيمة كبرى لأميركا والغرب، في حين تعتبر روسيا المواجهة معركة حياة او موت بالنسبة لها وهذا يعني ان الأمور قد تذهب الى تحولات خطيرة لا احد يستطيع تحديد افاقها وتداعياتها.
العهد