معرف الأخبار : 93814
تاريخ الإفراج : 4/21/2022 6:08:32 PM
أهداف المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

أهداف المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

في وقت يرى فيه المسؤولون الأوكرانيون الضربة الصاروخية الروسية على مدينة لفيف بالقرب من الحدود البولندية على أنها علامة على فشل روسيا على جبهة كييف، تظهر الدراسات أن تحرك موسكو، وهو تطور جديد في حرب أوكرانيا، يسعى لتحقيق أهداف أخرى.

نورنيوز- كشفت آخر التقارير الاخبارية الدولية التي ترصد تطورات الحرب في أوكرانيا، أن روسيا أطلقت أربعة صواريخ على مدينة لفيف الأوكرانية بالقرب من الحدود البولندية. ويقول مسؤولون محليون في أوكرانيا إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا إزاء الهجمات.

تقع مدينة لفيف على بعد 65 كم من الحدود الأوكرانية البولندية ولم تكن مسرحا للصراع منذ بداية الحرب، لهذا السبب، يمكن اعتبار الهجوم الصاروخي الروسي الأخير على هذه المدينة الحدودية بداية مرحلة جديدة في الصراع الروسي الأوكراني.

وفي التفاصيل، تحاول أوكرانيا أن تنسب الهجمات إلى فشل روسيا على جبهة كييف ومحاولتها زيادة التوترات هربًا من المزيد من الهزائم.

في حين أن المواقف الرسمية التي أعلنتها روسيا، وكذلك الأدلة الميدانية ومسار التطورات العسكرية، تظهر أن القراءة التي قدمتها كييف حول مجريات الامور لم تكن خاطئة فحسب، إنما استراتيجية موسكو لشن مثل هذه الهجمات هي تماما عكس ما تعتقده أوكرانيا.

وسبق أن حذرت موسكو الحكومات الغربية من أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا ضد روسيا قد يكون له "عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الأمن الإقليمي والدولي". كما دعت روسيا رسمياً الولايات المتحدة وحلفائها إلى وقف عمليات الامداد.

نظرًا لأن معظم المساعدات العسكرية الأمريكية الغربية يتم إرسالها عبر حدود بولندا مع أوكرانيا، يمكن اعتبار الضربة الصاروخية الروسية على مدينة لفيف خطوة من قبل موسكو في تنفيذ تهديداتها للغرب.

في السياق أيضاً، يؤكد إعلان وزارة الدفاع الروسية عن عمليتها الجديدة نية موسكو تحقيق الهدف ذاته، فبعد الهجوم الصاروخي قالت روسيا أنها دمرت مركز دعم في المدينة (لفيف) وشحنة كبيرة من الأسلحة الغربية دخلت أوكرانيا الأسبوع الماضي.

من دون أدنى شكّ، لا يخفي الغرب جهوده المستمرة لتزويد أوكرانيا بالسلاح، كما قال مسؤول في البنتاغون ليلة الثلاثاء: إن الولايات المتحدة تعمل على مدار الساعة لإيصال أسلحة إلى أوكرانيا بوتيرة "غير مسبوقة".

من جانبها، انتقدت روسيا، بشكل عام، بشدة مقاربتين لسلوك الغرب في الأزمة الأوكرانية. أولاً، إرسال الأسلحة، وثانياً، استقطاب مرتزقة أجانب من الغرب وإرسالهم إلى أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي.

وفقاً للقيادة الروسية، أرسل الغرب ما لا يقل عن 6800 مرتزق من 63 دولة إلى أوكرانيا، وتشمل هذه دولًا مثل ليبيا وأفغانستان والولايات المتحدة وكندا ورومانيا ومسلحين من بعض المناطق السورية التي تحتلها تركيا، لكن معظم هذه القوات، التي تزعم روسيا أنها تشمل 1717 مرتزق قدموا من بولندا.

يعد توسيع ساحة المعركة إلى المناطق الشرقية والحدود البولندية في المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، محاولة من قبل موسكو لإرغام بولندا والحكومات الأوروبية الأخرى على إنهاء دعمها لأوكرانيا.

في المقابل، لا تأل أمريكا جهدا لإطالة أمد الحرب وزيادة تكاليفها على روسيا من خلال توفير الأسلحة والمساعدات المالية والاستخباراتية والعسكرية لأوكرانيا، بالنسبة للغرب، فإن هذه العملية، التي تفتك بأوكرانيا يوماً بعد يوم، يمكن أن تحدّ من قوة روسيا في المنطقة وتحطيم مكانتها في النظام الدولي من خلال إشراك روسيا في حرب استنزاف.

كما أدركت موسكو أن النهج الأوروبي الأمريكي يتمثل في إضعاف روسيا على نطاق واسع، وإذا انسحبت من أوكرانيا، فستواجه تحركات غربية مكثفة لفرض عقوبات وحتى تفكيك البلاد، لهذا يحاول الجيش الروسي منع توسع مجال النفوذ العسكري الأمريكي.

لكن ما يبدو جلياً للجميع، أن الأزمة الحالية في أوكرانيا أكثر تعقيدا في طبيعتها من الصراع بين بلدين متجاورين، ولا تقتصر آثارها على جغرافيا روسيا وأوكرانيا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك