وجاء بالودان برفقة عناصر الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة، وأشعل النار بالقرآن دون أن يعير اهتماما بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدر عدده بـ 200 فرد.
وناشد الحاضرون في المكان، الشرطة بعدم السماح للعنصري بالودان بتنفيذ استفزازه؛ إلا أن الشرطة لم تستجب لندائهم.
وإثر ذلك، قطع عدد من الحاضرين طريقا بالمنطقة، ورموا الشرطة بالحجارة.
وفي تصريح، قال رئيس "حزب الألوان المختلفة" السويدي، ميكائيل يوكسال، إن بالودان العنصري المعادي للمسلمين يواصل استفزازاته بحرق القرآن بمدن سويدية مختلفة تحت حراسة شرطية مشددة.
وأشار إلى أن بالودان يختار على وجه الخصوص المناطق المكتظة بالمسلمين لتنفيذ استفزازاته، وأن الشرطة تسمح له بذلك.
وأضاف يوكسال: "يُحرق القرآن بمناطق إقامة المسلمين تحت حماية الشرطة في السويد التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الدين والضمير بأعلى صوت".
وأعرب عن استغرابه من دعوة الشرطة المسلمين إلى مشاهدة بحس سليم حرق كتابهم المقدس أمام أعينهم، قائلا: "أي نوع من خسوف العقل هذا؟".
على خلفية الحادث العنصري، استنكر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، بشدة انتهاك حرمة القرآن الكريم في السويد وحمّل الحكومة السويدية المسؤولية ازاء ذلك، داعيا اياها للرد الفوري والصريح والشديد في التصدي للعناصر المرتكبة لهذا العمل المسيء والحيلولة دون تكرار ذلك.
وادان خطيب زادة بشدة الخطوة التي اقدم عليها العنصري الدنماركي زعيم حزب ما يسمى بـ"الخط المتشدد" باحراق نسخة من القرآن الكريم بحماية من الشرطة في احدى المدن السويدية.
واعتبر خطيب زادة، التكرار المتعمد لهذا العمل المسيء في شهر رمضان المبارك بانه يجرح مشاعر المسلمين في السويد وانحاء العالم وقال: ان هذا العمل المسيء يعد مثالا بارزا لاثارة الكراهية ويناقض حرية التعبير ويجب ادانته من قبل جميع الذين يؤمنون بالتعايش والحوار بين الاديان.
واضاف: اننا اذ نحمّل الحكومة السويدية المسؤولية، نترقب ردها الفوري والشديد والصريح في التصدي للضالعين في هذه الخطوة المسيئة واتخاذ اجراءات واضحة وعملية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاعمال.
واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية: ان الخطوة التي اقدم عليها هذا الشخص المسيء وانصاره، يستدعي ضرورة المزيد من وحدة المسلمين والدول الاسلامية امام مؤامرات اعداء الاسلام.
وفي السياق ذاته، استدعت وزارة الخارجية الايرانية، القائم باعمال السويدي في طهران وابلغته احتجاجا شديد اللهجة باسم الجمهورية الاسلامية الايرانية على هذا الاجراء المسيئ للمقدسات والذي جرى للاسف الشديد بدعم الشرطة السويدية وبذريعة الدفاع عن حرية التعبير.
كما اعتبر مساعد رئيس السلطة القضائية، امين لجنة حقوق الانسان الايرانية "كاظم غريب آبادي" ان السويد تحولت الى سجن للمسلمين؛ واكد "غريب ابادي" في تغريدة له على تويتر أمس الاثنين: ان التعرض للمقدسات الدينية، امر مرفوض جملة وتفصيلا.
وأكمل محذرا: ان العصبية الدينية باتت منتشرة في ارجاء اوروبا، واليوم قد تحولت السويد بدعم الحكومة في هذا البلد، الى سجن للمسلمين؛ يبدو انهم اشتاقوا الى عهد التفتيش القروسطي عن العقيدة.
في الواقع ان مثل هذه الإساءات تشكل استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين حول العالم وتحريضاً ضدهم، وتقوض قيم التعايش والتسامح.
وعلى السويد والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، والعمل على نشر قيم التسامح والتعايش والحوار ومنع الإساءة لكافة الأديان السماوية، فلا يمكن استغلال حرية التعبير لا نتهاك حرمة ومشاعر الأديان الاخرى.
ما يمكن أن نؤكده هو أن أحداث "الكراهية والتعصب" ضد الدين الإسلامي في السويد تشكل خطراً على مبدأ التعايش، وعلى حكومة هذا البلد منع تكرار مثل هذه الاعتداءات العنصرية والحاقدة.
نورنيوز