في السياق، أكدت الجمهورية الاسلامية تعليقا على التجمع أمام سفارتها في كابول والقنصلية العامة في هرات، ان المسؤولية المؤكدة التي تقع على عاتق الهيئة الحاكمة في افغانستان في الحفاظ على أمن وحماية الأماكن الدبلوماسية.
حيث اعتبر وزير الداخلية "احمد وحيدي"، التطورات الاخيرة في هرات وكابول، انها حدثت بتوجيه العدو لبث الخلافات بين ايران وافغانستان.
وحيدي ادلى بهذا التصريح للصحافيين، عقب اجتماع مقر عمليات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا أمس الثلاثاء.
وفي معرض تعليقه على ما حدث خلال الايام الاخيرة في مدينتي هرات وكابول الافغانيتين، حذر وزير الداخلية من محاولات الاعداء ومخططاتهم الرامية للوقيعة بين البلدين الجارين ايران وافغانستان.
ومن المسلّم به أن متانة العلاقات بين طهران وكابول حتى في ظلّ حكومة طالبان، لن تهتز أو تتأثّر بفعل العناصر المغرضة للعدو ببعض الأعمال التخريبية، إلا أن شحن الاجواء التي رأيناها في إيران وأفغانستان قبل أسابيع قليلة وارتباطها بالعمليات الإرهابية يتطلب مزيدًا من الاهتمام واليقظة ضد مخططات العدو الخطيرة.
*البعثات الايرانية مستمرة في نشاطاتها
في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "سعيد خطيب زادة": ان البعثات الدبلوماسية الايرانية داخل افغانستان، مفتوحة ابوابها ومستمرة في نشاطاتها.
وكانت قد استدعت وزارة الخارجية يوم أمس، القائم بالأعمال في السفارة الافغانية لدى طهران في أعقاب الهجوم.
وقدّم المدير العام لشؤون جنوب آسيا في وزارة الخارجية احتجاجه الشديد للقائم بالأعمال الأفغاني بعد استدعائه الى مقر وزارة الخارجية، معلنا أن الأقسام القنصلية في السفارة الإيرانية في أفغانستان قد أوقفت أنشطتها حتى اشعار آخر.
وذكر المدير العام لشؤون جنوب آسيا في وزارة الخارجية، مسؤولية الحكومات في توفير أمن البعثات الدبلوماسية، داعيا القائم بالاعمال الافغاني إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المهاجمين على بعثات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واعلن الدبلوماسي الايراني ان الأقسام القنصلية في السفارة الإيرانية في أفغانستان قد أوقفت أنشطتها حتى اشعار آخر، من أجل منح الخارجية الأفغانية الضمانات اللازمة لتوفير أجواء آمنة للبعثات الايرانية.
*مخططات المتآمرين
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، قال تعليقا على التجمع أمام سفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية في كابول والقنصلية العامة في هرات: ان المسؤولية المؤكدة التي تقع على عاتق الهيئة الحاكمة في افغانستان في الحفاظ على أمن وحماية الأماكن الدبلوماسية.
واكد على ضرورة توفير الأمن الكامل لسفارات وبعثات الجمهورية الإسلامية الايرانية في هرات وسائر المدن الافغانية، محذرا من مخططات المتآمرين ومن يضمرون السوء لايران وافغانستان.
*محاولات لدقّ اسفين في العلاقات
ومنذ مدّة قريبة، شهدت العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد الايرانية، عملاً إرهابياً ضد ثلاثة علماء دين في قلب المرقد المقدّس، أدى للأسف إلى استشهاد أحدهم.
مُرتكب هذا العمل الإجرامي الذي تم اعتقاله على الفور مواطن غير إيراني مُتأثر بأفكار تكفيرية، على الرغم من عدم وجود دليل على أن هذا تم بالتخطيط المسبق والتوجيه المباشر من قبل المعادين لايران، فإن مراجعة مثل هذه الإجراءات تظهر أن هؤلاء الأفراد، المتأثرين إلى حد كبير بالدعاية المتعمّدة والمدمرة والانتقامية لأجهزة المخابرات الأجنبية، قد ارتكبوا جرائم من قبل الجريمة الحاصلة في مشهد.
ويكشف هذا السيل الهائل من الأخبار الذي اجتاح الفضاء الالكتروني على مدى الأسابيع الأخيرة محاولات لدق اسفين في العلاقات بين طهران وكابول، ويوضح حقيقة المؤامرة التي تُدبّر في مقرّ واحد للتأثير على الرأي العام المحلي، خصوصاً فيما يتعلق بالمخاطر الأخلاقية والأمنية والاقتصادية والسياسية لوجود اللاجئين الأفغان في إيران.
*تحريض مُغرض
يهدف الانتشار المتزامن لأخبار كاذبة وشائعات لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية في أفغانستان حول إساءة معاملة إيران للاجئين الأفغان إلى إثارة مشاعر مواطنيها ضد إيران، وهو اتجاه يتوافق تماما مع الإجراءات التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام الإيراني.
بالتزامن مع الانسحاب المأساوي للقوات الأمريكية والبريطانية من أفغانستان، توقع العديد من الخبراء الأمنيين أن تحاول هذه الدول، بعد سحب قواتها، بالتأكيد تفعيل أجهزتها الاستخباراتية والأمنية لخلق قدرات لمواجهة الأزمات، خاصة بين إيران وأفغانستان وتوظيف هذا الامر لإثارة الازمات في المنطقة.
الإجراءات التي تم اتخاذها في الأسابيع الأخيرة باستخدام أساليب العمليات النفسية عبر أداة شبكات التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن بين الشعبين الإيراني والأفغاني، هي استمرار لأنشطة واسعة النطاق تتزامن مع انسحاب قوات الناتو وأمريكا من أفغانستان، وبهدف إشراك إيران في أزمة سياسية وأمنية مع جارتها الشرقية.
*الحفاظ على العلاقات الودية
إن السياسة الحكيمة للجمهورية الإسلامية في إدارة العلاقات الودية بين البلدين والحفاظ عليها، والعمل المدروس في مواجهة الحقائق السياسية والأمنية بعد الانسحاب غير المسؤول للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، قضت على احتمال حدوث أي فتنة في العلاقات بين البلدين وأحبطت أهداف المعسكر الغربي في هذا الصدد.
كما أدت يقظة البلدين والجهود الدبلوماسية والميدانية المكثفة التي تبذلها إيران لاستخدام قدرات مناطق أفغانستان وجيرانها للمساهمة في السلام والاستقرار في هذا البلد إلى زيادة التفاعلات البناءة بين الجانبين وحل العديد من حالات سوء التفاهم.
ووقفت الجمهورية الاسلامية على مدى الأربعين عاما الماضية، إلى جانب الشعب الأفغاني المضطهد، واستضافتهم بشكل أخوي دون تلقي أي مساعدة دولية.
وتقع المسؤولية الكبرى على عاتق المسؤولين ووسائل الإعلام في كل من ايران وافغانستان لتدارك مثل هذه المؤامرات وتجنّب محاولات بثّ الشقاق والخلاف، والحرص على صون العلاقات القائمة على قواسم حضارية وتاريخية ممتدة لآلاف السنين.
نورنيوز/وكالات