وكان الأسرى الإداريون قد اتخذوا مطلع شهر كانون الثاني الماضي موقفاً جماعياً يتمثل بإعلان المقاطعة الشاملة والنهائية لكل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري (مراجعة قضائية، استئناف، عليا).
والاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، ودون السماح للمعتقل أو لمحاميه بمعاينة المواد الخاصة بالأدلة، في خرق واضح وصريح لبنود القانون الدولي الإنساني، لتكون إسرائيل هي الجهة الوحيدة في العالم التي تمارس هذه السياسة.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالباً ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة، ووصلت في بعض الحالات إلى سبع سنوات كما في حالة المناضل علي الجمّال.
يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ نحو 4500 أسير، بينهم 34 أسيرة، وقرابة 180 طفلاً.
إصابات في الضفة واعتقالات بالقدس
على صعيد آخر، أصيب عدد من المواطنين، امس الجمعة، في سلسلة مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد مسيرات خرجت في الضفة الغربية.
فقد اندلعت مواجهات متفرقة، في عدد من المناطق بمحافظة نابلس خلال مسيرات مناهضة للاستيطان، تخللها تصدي المواطنين لاقتحامات المستوطنين في قريوت.
ففي بيتا، تصاعدت المواجهات الأسبوعية مع قوات الاحتلال في محيط جبل صبيح جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية أن المواجهات اندلعت في محيط الجبل، أطلق خلالها جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام.وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط باليد، وعدد آخر بالاختناق بمواجهات بلدة بيتا.
وتشهد البلدة احتجاجات شبه يومية، منذ عدة شهور؛ رفضا لسيطرة الاحتلال على أراضي جبل صبيح.ومنذ بداية الأحداث على الجبل ارتقى 9 شهداء، وأصيب المئات، واعتقل العشرات في محاولة من الاحتلال لوقف الفعاليات الثورية.
وفي بيت دجن، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بعد خروج مسيرة حاشدة إلى المنطقة الشرقية للبلدة في فعاليات جمعة الوفاء للشهيد الشيخ عاطف حنايشة في الذكرى الأولى لاستشهاده.
وتشهد قرية بيت دجن مواجهات مع قوات الاحتلال في الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها، منذ عدة أشهر.
وأقام المستوطنون البؤرة الاستيطانية، في المنطقة الواقعة شمال شرق قرية بيت دجن والمطلة على الأغوار، والتي شهدت أعمال تجريف وشق طرق، من مشارف مستوطنة "الحمرا" بالأغوار الوسطى وصولاً إلى بيت دجن.
ويسعى الاحتلال لتحويل 1600 دونم في قريوت من منطقة (ب) إلى منطقة (ج)، ليتبقى 900 دونم فقط من منطقة (ب)، لدمج البؤر الاستيطانية الصغيرة بالمستوطنات الكبيرة في المنطقة وخلق تواصل جغرافي بينها، وهي "عيلي وشيفوت راحيل وشيلو".
كما اندلعت مواجهات، امس الجمعة، بين أهالي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب انطلاق مسيرة شعبية مناهضة للاستيطان في القرية.
وانطلقت مسيرة حاشدة من مسجد عمر بن الخطاب وسط كفر قدوم، بعد أداء صلاة الجمعة، وتوجهت لمدخل القرية الغربي المغلق بقرار من الاحتلال لمصلحة مستوطنيه.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين.
وذكرت مصادر محلية أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام المسيل للدموع.
نورنيوز-وكالات