وفقا لما أوردته شكدم في مدونتها سابقاً، أنها دخلت إيران بجواز سفر فرنسي، وأنها كانت متزوجة من يمني مسلم، وهي فرنسية الأصل تعمل في مجال الاعلام تبلغ من العمر 40 عاما، ذكر في مقال نُشر باسمها على مدونة "إسرائيل تايمز" أنها يهودية، بينما كان يعتقد كل من عمل معها من اعلاميين سواء كان داخل ايران او خارجها أنها مسيحية واعتنقت الاسلام فيما بعد.
الجاسوسة المزعومة كانت تربطها علاقات وثيقة بمجموعات إعلامية شيعية نشطة على الساحة الدولية، كما كانت مديرة مركز شفقنا لدراسات الشرق الأوسط، بشكل عام، كانت شخصية إعلامية نشطة للغاية في مجال مناهضة الهيمنة والكيان الصهيوني، حيث كتبت مئات المقالات ضد الكيان وأبدت آراءها ضد الكيان الصهيوني وفضحت جرائمه، في وسائل الإعلام المختلفة من برس تي في، وروسيا اليوم والجزيرة إلى بي بي سي وهافينغتون بوست والجارديان، وساهمت بشكل كبير في تدمير صورة الكيان الصهيوني أمام المشاهد الغربي.
ما يمكن البت به هو أن علاقاتها في إيران كانت محصورة بشكل عام في النطاق الإعلامي، ولم تك لها أي علاقة تربطها بمؤسسات أمنية وحساسة في البلاد.
يأتي هذا في حين زعمت بعض المواقع أنها جاسوسة "إسرائيلية" عملت في مؤسسات إعلامية إيرانية، واستدرجت 100 مسؤول إيراني إليها، وانها تمكنت من اختراق بعض المواقع لحرس الثورة الاسلامية وموقع سماحة قائد الثورة الاسلامية الاعلامي.
إذا افترضنا أن هذا الاختراق الصهيوني المزعوم قد حدث بالفعل، يبقى السؤال المحيّر هو أنه في مثل هذه المشاريع التجسسية الناجحة، هل تقوم الحكومات الراعية لهذه العمليات الحساسة بتكريم "بطلها" أمام الجميع؟ أم ان كل ما يحصل هو مجرد دعاية صهيونية جديدة لا تتعدى كونها محاولة لإثارة الاوضاع داخل البلاد، خصوصاً أن العدو الصهيوني بأمسّ الحاجة لمثل هذه المسرحيات الاستعراضية بسبب عمليات الاختراق الامنية الكبيرة التي نفذتها الجمهورية الاسلامية ضد أجهزته الحكومية.
والسؤال الثاني المحيّر فيما جرى، هو أنه إذا كانت شكدم قوة أمنية وجاسوسة كما يُزعم، لماذا كانت هوية ولديها معلنة إلى هذا الحد؟
تعتقد العديد من الجهات ان تعاون شكدم مع معهد "ويكي ستارت" الإسرائيلي"كان سبباً في تغيير وجهات نظرها.
والمعطيات المتوفرة تعزز خيار أن شكدم ليست جاسوسة تابعة لقوة امنية صهيونية، بل هي مجرد إعلامية، كانت نشطة منذ البداية، في وسائل الإعلام التابعة لجبهة المقاومة، إلاّ ان متغيرات طرأت على وجهات نظرها فيما بعد بسبب اهتمامها الشديد بصنع اسم لنفسها كمحللة وخبيرة في وسائل الإعلام.
وبصفتها جاسوسة كما يزعم الاحتلال الاسرائيلي واعلام بعض المواقع، وانتهت مهمتها قبل حوالي 4 أشهر، وكشفت عن وجهها الحقيقي للجميع، كيف لها أن تهاجم السعودية مرة أخرى قبل شهر واحد فقط، في مقال في مجلة "جورنال نئو"، دافعت فيه بشكل مبطّن عن انصار الله في اليمن؟!
تلوح في الافق عدّة فرضيات بشأن حقيقة "الجاسوسة المزعومة" أو بالأحرى "الاعلامية التائهة"، لكن إحدى أكثر النظريات رواجاً وانسجاما مع ما يقوله المنطق هو أنها "اعلامية تبحث عن الشهرة"، وتنتهز هذه المجالات والاجواء لخلق اسم لنفسها في الاوساط الدولية لاسيما الاعلامية، بتعبير أدق، يمكن لنا القول بأنها مجرد اعلامية قامت ببيع قلمها لأجل تحقيق مطامعها الشخصية.
في السياق، فنّد القسم الانكليزي في موقع Khamenei.ir هذه الشائعات والادعاءات، مؤكدا أنه لا صحّة لها.
وجاء في بيان صدر عن القسم الانكليزي لموقع سماحة القائد:
"لا صلة مباشرة لهذه الاعلامية بمكتب حفظ ونشر أعمال آية الله العظمى الامام الخامنئي، وكانت قد أرسلت القليل من المقالات في أعوام 2016-2018 بواسطة نشطاء إعلاميين من المعجبين بالثورة الاسلامية.
الوفاق