فقد اختتم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ قمة في بكين تركزت على العلاقات الثنائية والتوتر بين روسيا والغرب خاصة بسبب أوكرانيا.
وفي بيان صدر في أعقاب اللقاء -الذي عقد قبيل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية- دعا الجانبان إلى وقف توسيع الحلف الأطلسي، في إشارة إلى خطط لضم أوكرانيا ودول أخرى بأوروبا الشرقية للحلف، كما طالبا الناتو بالتراجع عما وصفاها بمقاربات الحرب البادرة.
وفي البيان نفسه، قالت الصين إنها تتفهم وتؤيد المقترحات التي قدمتها روسيا بشأن الضمانات الأمنية طويلة الأجل في أوروبا، وطالب الطرفان واشنطن بالرد الإيجابي على المبادرة الروسية، والتخلي عن خطط نشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأوروبا.
في السياق، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، مارايا زاخاروف، إلى ضرورة وقف الهستيريا الغربية ونشر المعلومات الباطلة والمزاعم حول نية روسيا بالهجوم على أوكرانيا.
وقالت في تصريحات صحفية الجمعة: "على دول الناتو وقف الهستيريا حول أوكرانيا، ووقف تزويدها بالسلاح .. يجب أن تظهر كييف استقلاليتها وأن تنتقل إلى حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك".
*أسطورة التهديد الروسي
وأضافت: "نشهد كل يوم الحملة الإعلامية والسياسية للغرب التي تهدف إلى حياكة الأسطورة عن تهديد روسي بشأن هجوم مزعوم.. الغرب يدلي بمثل هذه التصريحات حول التهديد الروسي لأوكرانيا، وهي تصريحات هراء وباطلة.. الوضع الحقيقي (أرض الواقع) والفطرة السليمة تملي بضرورة وقف الهستيريا الغربية".
كما دعت زاخاروفا رئيس الحكومة البريطانية للتوقف عن "نشر معلومات كاذبة حول التهديد بغزو روسي لأوكرانيا". قائلة: "نشر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مقطع فيديو على صفحة وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للحكومة يخبر فيه المشاهدين عن القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، ويزعم باحتمالات حقيقية جدا لغزو روسي وشيك.. توقفوا عن ترهيب الجميع، أوقفوا انتشار التهديدات المزيفة".
وأضافت زاخاروفا أن روسيا "سترد بشكل متناسب بحجج مضادة للتصريحات السخيفة والمزيفة لوزارة الخارجية البريطانية".
*روسيا تتوعّد بالردّ
وفي ضوء العقوبات التي تهدد بريطانيا بفرضها ضد روسيا، قالت زاخاروفا إن روسيا ستتخذ إجراءات انتقامية إذا فرضت بريطانيا عقوبات على وسائل الإعلام الروسية: "لم تستبعد وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، مؤخرا إمكانية فرض عقوبات على وسائل الإعلام الروسية. إذا تم اتخاذ إجراءات ضد وسائل الإعلام الروسية والصحفيين والمراسلين وفُرضت بعض العقوبات على وسائل الإعلام الروسية.. سيكون لدينا كل الأسباب للرد المستهدف".
*تحرّك عسكري روسي
وفيما يتواصل التصعيد الغربي ضد روسيا، أفاد المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الروسية بوصول فوج من منظومة "أس-400" الصاروخية الروسية إلى ميدان التدريب العسكري في ضواحي مدينة بريست البيلاروسية لإجراء التدريبات المشتركة هناك.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة: "وصل فوج من منظومة "أس-400 تريومف" الصاروخية التابعة للقوات الجوية الروسية ونظام الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الشرقية، والتي تشارك في اختبار قوات الرد للدولية الاتحادية، وصل إلى ميدان التدريب العسكري في مقاطعة بريست بجمهورية بيلاروس".
وأضاف: "قامت وحدات الدفاع الجوي بمسيرة مشتركة بطول أكثر من 9 آلاف كيلومتر من نقطة مرابطتها الدائمة التي تقع في إقليم خاباروفسك الروسي.
تقوم الوحدات العسكرية الروسية من قسم الصواريخ المضادة للطائرات بتنفيذ معدات هندسية وتمويه مواقع الإطلاق ومواقع القيادة وصيانة المعدات من أجل التحضير لدخول مهام الدفاع الجوي القتالية كجزء من نظام الدفاع الجوي الإقليمي الموحد لبيلاروسيا و روسيا.
*وصول 6 سفن روسية إلى ميناء طرطوس
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن 6 سفن إنزال كبيرة من أسطول الشمال وأسطول بحر البلطيق الروسيين وصلت إلى المركز اللوجستي للبحرية الروسية في طرطوس بسوريا.
وقال المكتب الصحفي لوزارة الدفاع في بيان، إن مجموعة الإنزال تضم 6 سفن كبيرة، وهي "بيوتر مورغونوف" و"غيورغي بوبيدونوسيتس" و"أولينيغورسكي غورنياك" و"كوروليف" و "مينسك" و "كالينينغراد".
وأضاف أن السفن وصلت عبر أوروبا إلى الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط كجزء من مناورات تجريها البحرية الروسية، تحت إشراف القائد العام للقوات البحرية، الأميرال نيكولاي إيفمينوف.
وقطعت السفن أكثر من أكثر 6000 ميل بحري. وترسو السفن حاليا في ميناء طرطوس بسواحل سوريا، حيث تقوم بالتزود بالوقود ومياه الشرب والمواد الغذائية.
*إردوغان يتهم الغرب بـ"مفاقمة" الأزمة
من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، الدول الغربية بـ"مفاقمة" الأزمة الأوكرانية، منتقدا نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه هذه القضية.
وقال أردوغان للصحفيين في رحلة العودة من أوكرانيا: "لسوء الحظ لم يقدم الغرب حتى الآن أي مساهمة في حل هذه المشكلة. يمكنني القول إنهم يزيدون الأمور سوءا"، معتبرا أنه "توجد مشكلة قيادة جدية أوروبيا لحل هذه الأزمة في الوقت الحالي".
ورأى أردوغان أن بايدن "لم يتمكن حتى الآن من إظهار مقاربة إيجابية للتعامل مع هذه الأزمة"، وأعلن الرئيس التركي أنه "في حال جرى تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي بـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، فإننا نقبل هذه المهمة، وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا".
* نية روسيا غزو أوكرانيا "هراء"
الى ذلك، قال السفير البريطاني السابق والناشط في مجال حقوق الإنسان، كريغ موراي، إن المعلومات المتداولة في الغرب عن نية روسيا غزو أوكرانيا يتعين اعتبارها "هراء" لا علاقة له بالواقع.
وكتب الدبلوماسي البريطاني السابق على حسابه في "تويتر" قائلا: "تذكرون أيها الناس ما قلت لكم؟".. "بوتين لن يهاجم أوكرانيا".
وانتقد موراي وسائل الإعلام الغربية الكبرى التي قال إنها توظف "المتملقين والكباش"، داعيا القراء إلى عزل أنفسهم عن نفايات المعلومات من أجل "تصور ما يحدث في العالم بعقل أكثر انفتاحا".
نورنيوز-وكالات