من ناحية، تتغير نظرة العين البشرية لأشياء من حولها كالأضواء، المناظر والعوامل الآخرى التّي ينظر إليها الإنسان دائما، وذلك بفعل التغيرات التّي تطرأ على هذِهِ الأشياء. ومن ناحية آخرى، تتغير نظرتنا للأشياء من حولنا بفعل عملية الرمش التّي تقوم بها العين بإستمرار، بالإضافة إلى أنّ العين والجسد هُما في حالة تحركٍ مُستمر، لذلك نجد أنّ العين تعمل بأسلوبٍ مُشابهٍ لعمل عدسة الكاميرة، حيثُ تقوم بعملية تصوير وإلتقاط المشاهد التّي نراها في اليوم. إذًا الواقع الذي نعيشه عبارة عن مشاهدٍ مُتحركة، حقيقة لا يدركها الكثير من البشر.
مُنذُ قرونٍ عدة والباحثون الجامعيون يطرحون الكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع، وهو من ضمن المواضيع الأساسية في قسم البصريات وعلوم الرؤية. في هذا الصّدد، يقول هؤلاء الجامعيون بأنّ الدماغ البشري يقوم بتجزأة وتحليل المشاهد التّي نراها كلٌ على حدة، وتستغرق عملية إدراكنا لما قد رأيناه من أحداثٍ ومشاهد، حوالي 15 ثانية. ومن خلال ذلك، تقوم العين بتجميع الأشياء وجعلها مُتشابهة بشكلٍ كبير، إذ تستطيع من خلال هذا الامر أن تخدع تصور الدماغ البشري من أنّهُ يعيش ضمن بيئةٍ مُستقرة.
وبعبارةٍ آخرى، فإنّ الدماغ البشري يعمل كآلةٍ زمنيةٍ إذ هي دائما ما تدفعُ بالإنسان نحو الماضي وأحداثه. وهذا عملٌ شبيهٌ بعمل البرامج، حيثُ تستقبلُ العين البشرية كُل 15 ثانية معلوماتٍ جديدة تقوم بجمعها كي تستطيع إدارة بطباع الأشخاص من أجل أن يكون لديهم حياةٌ جيدة.
لو أنّ الدماغ البشرية تعمل وفقُا لما يُمليه عليها المُتغيرات الحاصلة في الواقع، لشعر البشر أنّ الحياة يطفو عليها الطابع الفوضوي بفعل التقلبات المُستمرة للأضواء، الظل والحركة، ولسيطر الوهم على عقولهم، وحولهم الى مجانين.
نورنيوز