وقال لافروف الجمعة، في مقابلة موسعة أجرتها معه عدة محطات إذاعة روسية: "على خلفية الوثيقة التي تلقيناها من الناتو، يمثل الرد الأمريكي نموذجا للياقة الدبلوماسية تقريبا".
وأوضح الوزير أن ردّ الناتو على المبادرة الروسية يتسم بالطابع الأيديولوجي وفكرة "استثنائية حلف شمال الأطلسي ومهمته الخاصة"، مضيفا أنه "شعر ببعض الخجل ممن كتب هذا النص".
وأشار لافروف إلى أن مواقف الدول الغربية في هذا الشأن تخالف التزاماتها ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باحترام مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، مشددا على أن روسيا تريد من الغرب أن يتعامل معها بشكل نزيه.
وتابع: "إذا كانوا يصرون على أنهم لن يغيروا مواقفهم فإننا لن نغير مواقفنا أيضا. موقفهم مبني على براهين زائفة وتشويه الحقائق، بينما يعتمد موقفنا على ما تم التوقيع عليه من قبل الجميع، ولا أرى هناك أي مجال للتوصل إلى حل وسط مختلف عما تم الاتفاق عليه".
ولفت عميد الدبلوماسية الروسية إلى أهمية "ألا يحاول الشركاء في الولايات المتحدة والناتو التهرب من المسؤولية في هذا الصدد"، مشيرا إلى أن هذا ما يحاولون فعله حاليا.
*روسيا قلقة على أمن دبلوماسييها
كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو قد تنظر في إمكانية اتخاذ إجراءات بغية ضمان أمن دبلوماسييها في أوكرانيا، في ظل التصعيد الحالي حول هذا البلد.
وصرح لافروف، بأن الولايات المتحدة لا تهتم كثيرا بمصير أوكرانيا بل إنها تسعى إلى تأجيج التوترات حول روسيا بغية "إغلاق هذا الملف" والتركيز على مواجهة الصين، وهذا أمر يتحدث عنه محللون سياسيون أمريكيون أنفسهم.
وحذّر لافروف من أن هذا الطريق يؤدي إلى مأزق، مضيفا: "الآن بدأ الأمريكيون باستغلال أوكرانيا ضد روسيا بدرجة صارخة من الوقاحة تستدعي قلق نظام كييف نفسه، وهم (الحكومة الأوكرانية)، يقولون: لا داعي لتصعيد هذا الجدل إلى هذه الدرجة، دعونا نخفف من حدة الخطابات، لماذا تم إجلاء دبلوماسييكم؟".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن الدول التي أطلقت عمليات الإجلاء تلك من أوكرانيا هي دول أنجلوسكسونية ، وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، واستطرد قائلا: "ذلك يعني أنهم ربما يعلمون شيئا لا يعلمه الآخرون، ونحن الآن سنفكر في أنه ربما يتعين علينا تحسبا لأي استفزازات من جانبهم اتخاذ إجراءات وقائية بشأن دبلوماسيينا".
*سلوك امريكي مستغرب
وأوضح الوزير أن الحكومة الروسية "ليس لديها الحق في صرف النظر" عن هذه التطورات، لافتا إلى وجود تجربة طويلة لدى الدول الأنجلوسكسونية، لاسيما بريطانيا، في تدبير استفزازات، وأكد أن موسكو تعمل حاليا على "تحليل ما يقف وراء تصرفات الأنجلوسكسونيون".
وشدد لافروف على أنه، خلال اجتماعه الأخير في جنيف مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، لم يقل شيئا كان من شأنه أن يدفع الغرب إلى إطلاق عمليات الإجلاء من أوكرانيا.
وكشف الوزير أن بلينكن دعا، في حوار معه وجها لوجه، السلطات الروسية إلى ضمان أمن الرعايا الأمريكيين في أوكرانيا "إذا حصل شيء".
وذكر لافروف أن هذا الطلب أثار استغرابه، خاصة وأن حوارهما لم يتناول أي سيناريو تصعيد عسكري محتمل حول أوكرانيا.
*دول أوروبية ترفض التدخل في النزاع
الى ذلك، قال وزير خارجية رومانيا بوغدان أوريسكو، إن بلاده لن تتدخل في حالة حدوث نزاع بين روسيا وأوكرانيا، لكنها مستعدة لمساعدة كييف على المستوى الدبلوماسي.
وأضاف الوزير، في مقابلة مع قناة Digi 24 التلفزيونية: "لا مجال للحديث عن التدخل العسكري من جانب الناتو في حالة نشوب نزاع بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك عن تدخل رومانيا. لا يوجد مثل هذا الاحتمال".
من جانبها، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن هنغاريا لا تريد نشوب حرب باردة جديدة بين روسيا والغرب، وتؤيد إجراء المفاوضات بين الجانبين.
ووسط تقارير عن خطط الناتو لنشر قوات إضافية على الجانب الشرقي من الحلف، نقلت الصحيفة عن مصدر في الخارجية الهنغارية: "ترغب بوادبست في قيام مفاوضات مباشرة بين روسيا والغرب وليس تأجيج التوتر".
*ألمانيا لا ترغب بضم اوكرانيا الى الناتو
الى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: إن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو،غير مدرج على جدول الأعمال.
وأكدت الوزيرة بيربوك، على أن الجميع يعلم بهذا الأمر.
في ذات الوقت، أشارت وزارة الخارجية الألمانية، إلى أن برلين قررت مع الشركاء من الاتحاد الأوروبي، عدم تقليص عدد موظفي السفارة الألمانية في كييف. وقالت السفارة، إنه من المهم عدم "زعزعة استقرار" أوكرانيا.
وشدد ممثل الحكومة الألمانية، على أن "الولايات المتحدة تعتبر أهم شريك لألمانيا خارج الاتحاد الأوروبي وهي حليف هام في الناتو".
* النزاع النفطي البيلاروسي الروسي
من جهته، قال رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، إن الغرب أثار النزاع النفطي البيلاروسي الروسي في أواخر عام 2019 - أوائل عام 2020.
وذكر لوكاشينكو، في رسالته السنوية إلى الشعب والبرلمان البيلاروسي، أن الغرب أشعل هذا الخلاف بهدف إثارة نزاع بين الشعبين الشقيقين عشية الانتخابات الرئاسية في بيلاروس صيف 2020.
وأضاف لوكاشينكو: "تذكروا العدد الكبير من مختلف الزوار الذين قدموا إلينا قبل الانتخابات، وأكدوا لنا الصداقة والرغبة في المساعدة. حتى أن الولايات المتحدة وعدت بتزويدنا بنفط بنسبة 100٪ عندما وقع الخلاف بين بيلاروس وروسيا. وكل ذلك تحت ذريعة الحفاظ على بيلاروس المستقلة".
نورنيوز/وكالات