نورنيوز- لا يزال الأمريكيون يواصلون محادثات فيينا تحت غطاء كلمة رئيسية واحدة، وهي عزو الوضع الحالي إلى تصرفات دونالد ترامب تجاه إيران والاتفاق النووي.
تجلّى هذا الامر في تصريحات وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكين، حيث قال: كانت إحدى أسوأ الخطوات في السياسة الخارجية الامريكية هي الانسحاب من الاتفاق النووي، ونتيجة لذلك نحن الآن في موقف صعب للوصول إلى ما يسمى باتفاقية جديدة فيما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي بطريقة خطيرة.
كما ألقت المتحدثة باسم البيت الأبيض جينيفر ساكي باللوم على الإدارة الأمريكية السابقة في الأزمة العالقة مع إيران، قائلة إنه بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق لم يعد البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة، وهو يتطور بوتيرة متسارعة.
أيضاً كذلك، ألقى المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي مرارا وتكرارا باللوم على ترامب في الوصول الى الوضع الحالي.
تأتي هذه التصريحات للمسؤولين الامريكيين في الوقت الذي تقع فيه جملة من التطورات، من ضمن:
أولاً: على مدار العام الماضي، قام بايدن والديمقراطيون، من خلال ادعائهم بمعارضة تصرفات ترامب وأنصاره ضد الديمقراطية الأمريكية، واستمر صعود اسم ترامب في هذا النزاع الداخلي وخيّم على الوضع المتأزم للهيكلية الحاكمة في أمريكا، تحولات اعتبرها فوكوياما مؤشرا على انهيار امريكا.
ثانياً: تكشف نظرة فاحصة على سجل جو بايدن أنه خلال السنة التي قضاها في منصبه، انتهج ذات سياسة العقوبات والتهديدات التي طغت على حكم ترامب، ويمكن رؤية هذا الاتجاه بشكل جليّ ليس فقط تجاه إيران، إنما في مواقف بايدن تجاه التطورات العالمية الأخرى.
حيث أن إحكام قبضة بايدن على روسيا والصين وكوريا الشمالية والخيانات التي ارتكبها ضد حلفائه الأوروبيين، مثل التحايل على فرنسا في صفقة الغواصات النووية مع أستراليا، تشبه الى حدّ كبير سياسات سلفه ترامب.
بناءً على ماتقدّم، يمكن القول إن بايدن يخفي وجهه الحقيقي عن الرأي العام العالمي تحت ستار ترامب.
يتجلّى هذا الامر بشكل أوضح عندما يزعم بايدن أن التحديات والتصعيد الاخير بين الولايات المتحدة وروسيا والصين مرده سلوك ترامب، في حين أن الحقيقة هي أن بايدن يواصل نفس السياسة التأزيمية التي اتبعها ترامب من خلال الادعاء بتصحيح سياسات الاخير الخاطئة.
ثالثاً: يأتي تأكيد اسم ترامب على الوضع الراهن في وقت لا يحاول فيه بايدن تقديم نفسه على أنه الفرصة الأخيرة لإيران للتوصل إلى اتفاق وإرغام الاخيرة على قبول مطالبه، بل يحاول أيضا تطوير بُعد آخر من رهاب إيران من خلال تهويل برنامج ايران النووي، لتبرير العقوبات والتهديدات ضد طهران.
بتعبير أدقّ، في الوقت الذي يزعم فيه بايدن أنه يفضل نهج التفاوض، يقوم باتباع سياسة الضغوط القصوى ذاتها التي اعتمدها ترامب، باستثناء أن ترامب برر هذه السلوكيات بالانسحاب من الاتفاق النووي، فيما يستمر بايدن في إطلاق الوعود الخاوية بشأن تعويض ايران عن انسحاب ترامب من الاتفاق..
في هذه الأثناء؛ تؤكد إيران، بعيدا عن هذه الأجواء الملوثة التي خلقها الأمريكيون لمحاصرة إيران في سوء تقدير، على مبدأ عدم موثوقية هيكل الحكم الأمريكي ونفس الآراء المعادية لإيران من قبل ترامب وبايدن، وتصر على مبدأ العقلانية والتفاوض لحلّ الخلافات.
نورنيوز