نورنيوز- تتواصل الجولة الثامنة من المفاوضات بين ممثلي إيران ومجموعة 4+1 في فيينا على مستوى الخبراء دون انقطاع وبشكل مكثّف، في ظلّ لك عاد كبار المفاوضين من الدول الحاضرة في المحادثات إلى عواصمهم مؤقتًا لإجراء المزيد من المشاورات.
وبينما تحرز المفاوضات بحسب ما أكدته اطراف التفاوض تقدما جيداً، عادت رويترز الى عادتها القديمة الهدامة، حيث أعلنت يوم الخميس في تقرير لا يمت للواقع بصلة، عن حالة جمود في المحادثات وأن المفاوضات وصلت الى طريق مسدود، وهو ما يتعارض تماما مع الحقائق الجلية على طاولة المفاوضات.
تظهر التعليقات العديدة التي أدلى بها مسؤولون في مجموعة 4 + 1 خلال الأسبوع الماضي حول التقدم النسبي للمحادثات أن ادعاء رويترز كاذب.
في هذا الصدد؛ أفاد موقع "نورنيوز" بأن التقدم متوازن إلى حد ما، مع مناقشة جميع المجالات الأربعة الرئيسية للمناقشة، وهي "رفع العقوبات" و "البرنامج النووي" و"التحقق" و"الضمانات" بشكل متوازٍ.
إن عدم توقف المباحثات واستمرار التفاوض على مستوى الخبراء، إلى جانب الرحلات القصيرة لرؤساء الوفود إلى عواصمهم، تظهر دقة الأخبار المنشورة حول التقدم النسبي للمحادثات واجتيازها المراحل الأولية.
وفي وقت سابق ، توصلت أنباء لـ "نورنيوز" إلى أن عملية التفاوض وصلت إلى مرحلة تتطلب قرارا سياسيا من الغرب، خاصة من امريكا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جينيفر ساكي: دخلت المفاوضات بين إيران ومجموعة 4 + 1 منعطفا حاسما، وعلى الرغم من إحراز تقدم في المفاوضات، يجب علينا اختيار مسار مختلف إذا لم نتوصل قريبا إلى تفاهم مشترك بشأن المعاملة بالمثل.
تشير تصريحات ساكي، التي دحضت عملياً تقريرا رويترز وأكدت على تقدم المحادثات، إلى ضرورة اتخاذ قرار سياسي من قبل واشنطن، وربما استخدمت المتحدثة باسم البيت الأبيض مصطلح "الوضع الحساس" لهذا السبب.
على الجانب الآخر؛ يشير انحسار الخلافات والمباحثات الجارية بين الوفود حول كيفية التنفيذ وتسلسل الاتفاقات المحتملة إلى أن المفاوضات تدخل مرحلة حيث يناقش الأطراف قضايا أكثر صعوبة، وحتى يناقشون كيفية ترجمة المبادئ المتفق عليها إلى كلمات وعبارات موثقة في نص الاتفاق.
ويشير تشكيل وإطلاق مجموعة عمل "الإجراءات التنفيذية"، التي بدأت عملها مساء الأربعاء الماضي، إلى أن الأقواس حول مسألتي "رفع العقوبات" و "القضايا النووية" قد تم تقليصها، لكن ما تزال أقواس أكثر صعوبة مفتوحة، مما يدل على أن المفاوضات معقدة وأن القضايا مترابطة على شكل شبكة عصبية متشابكة.
نظرة فاحصة للعملية الحالية في المفاوضات تكشف عن حقيقة أنه في قضايا النزاع الأقل تعقيدا، تسارع التقدم ولكن لا تزال هناك مجالات خلاف أكثر صعوبة، ويجب على الأطراف أن تأتي إلى المحادثات بمزيد من المبادرة والتدبّر لاجتياز هذه المرحلة.
يواجه هذا المسار العديد من التحديات، ويدرك الغرب تماما مدى تعقيد الوضع، ويحاول استبدال الضغط السياسي بالضغط الإعلامي والنفسي.
إن جعل الأدبيات الإعلامية حول "السقف الزمني" وتكرار التهديد بـ "الاستفادة من الخيارات الأخرى" إذا فشلت المفاوضات هي أداة قديمة وغير فعالة، لا يزال الجانب الغربي من المفاوضات يصر على استخدامها.
لقد دخلت الجولة الثامنة من المفاوضات مرحلة حساسة وحاسمة نسبيا، ويمكن أن يكون لنتائجها تأثير كبير على نتيجة المفاوضات.
نورنيوز