نورنيوز- طغت على معظم الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية منذ بدء الجولة الثامنة من محادثات إيران مع مجموعة 4+1 (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا) في فيينا، الموضوعات الايجابية التي ترافقت بتعبيرات مشبعة بالأمل حول تقدّم المفاوضات وعودتها الى المسار الصحيح.
الأسلوب الجديد الذي تنتهجه وسائل الإعلام الغربية في الجولة الثامنة من المفاوضات يغاير تماما نهجها في الجولة السابقة من المفاوضات، ويمكن القول إنها تتبع سياسة جديدة.
في السياق، تحكي الأخبار الواصلة لـ "نور نيوز" من مصادر مقربة من الفريق المفاوض، أن مواقف المفاوضين الغربيين أيضاً، والتي كانت في الجولة السابقة تعتمد أكثر على الضغط وحتى التهديدات، قد تغيرت وخفت حدّتها إلى حدّ كبير.
يُظهر تقييم الترتيبات التفاوضية ووسائل الإعلام الغربية، قبل وبعد بدء المفاوضات، أن تبني الجانب الغربي نهجاً متذبذباً يكمن خلفه مخططاً يهدف لدفع المفاوضين الإيرانيين نحو هاوية التخبّط.
لكن مع وصول الحكومة الثالثة عشرة في ايران، تغير فريق التفاوض الإيراني وكان هذا الحدث متوقعا تماما بالنسبة للغرب.
عطفاً على ماتقدّم، حاول الجانب الغربي منذ البداية ترهيب الفريق الجديد، ومن خلال اعتماد سياسة الضغوط في الداخل والخارج بهدف استفزاز المفاوضين الإيرانيين.
من جانب، كان من المفترض أن يقوموا بتفعيل "مطرقة الضغط الاجتماعي" من خلال تكييف الأجواء الداخلية للبلاد بالمفاوضات، وإثارة الأخبار التحريضية والمكثفة، ومن ناحية أخرى بإعلان فشل المفاوضات بسبب زيادة طلبات الفريق الإيراني ونشر أخبار سلبية في ايران تهدف لتحميل الفريق الايراني المفاوض مسؤولية عرقلة المفاوضات.
كان الهدف النهائي لهذه الإجراءات هو إضعاف إرادة الفريق المفاوض في سياق كفاح حاسم من أجل استيفاء حقوق الشعب الايراني، هدف لم يثمر عن شيء حتى الآن.
إلاّ أن تحولاً في المواقف حصل مؤخراً، حيث تغير هذا النهج لأن الفريق الإيراني، الذي كان حاضرا في المفاوضات بخطة هادفة تماما، لم يفشلوا في استفزازه وتحريف مساره، بل واصل أسلوبه المدروس بدقّة، مع استمرار شرح الأجواء الحقيقية للمفاوضات وفي ظل القيادة الحكيمة.
كانت أولى الثمار الحقيقية للمقاومة وعدم تأثر المفاوضين الإيرانيين بالضغوطات والاستفزازات الغربية هي إضافة وجهات نظر إيرانية جديدة إلى نص 6 حزيران / يونيو وأساس "النص الجديد" لمواصلة المفاوضات.
بتعبير أدقّ، على الرغم من كل الضغوط والعمليات النفسية المستمرة، أدار الفريق الإيراني المفاوضات خطوة بخطوة بناءً على الأهداف المحددة وغير الوضع بطريقة أدركت الأطراف الغربية معه أنها لم تفشل فقط في استفزاز الفريق الإيراني، بل انعكست تلك المحاولات سلباً عليهم.
على هذا النحو يجب تسمية الجولة الثامنة من المحادثات بـ "الكشف عن فعالية أسلوب التفاوض الإيراني الجديد" لأنه بالإضافة إلى التقدم النسبي في المحادثات ، فإن الجانب الغربي موجود حاليًا على طاولة المفاوضات التي وضعتها إيران وأدرك إمكانية استخدام أدوات تفاوض إضافية للدخول ليس هناك ضغط على الفريق الإيراني.
إن عدم فعالية السلوكيات خارج إطار المنطق الصحيح للمفاوضات من قبل الغربيين قد وضعهم حتى الآن أمام حقيقة أن نتيجة المفاوضات لن تتحدد إلا خلف طاولة المفاوضات، ومن خلال مناقشة الحقوق والالتزامات المتبادلة للأطراف، وبالتالي لا خيار سوى تغيير السلوك المُتبع.
من دون شك، يجب على بوربوك، الذي تولى دور فرنسا في تخريب المحادثات قبل أسابيع قليلة، أن يدرك العواقب وأن يتعلم من الكارثة التي حلت بفرنسا في الرأي العام الإيراني، ستسجل مثل هذه السلوكيات بالتأكيد في الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني.
بناء على ماتقدم، يجب تسمية الجولة الثامنة من المحادثات بـ "الكشف عن فعالية أسلوب التفاوض الإيراني الجديد" لأنه بالإضافة إلى التقدم النسبي في المحادثات، فإن الجانب الغربي موجود حاليا على طاولة المفاوضات التي وضعتها إيران وأدرك إمكانية استخدام أدوات تفاوض إضافية بعيدة عن الضغط على الفريق الإيراني.
نورنيوز