نظراً لاستمرار التدخلات الأمريكية التحريضية وعدم مشاركة زعماء الكويت وعمان في قمة الرياض، فإن ادعاء إجماع المجلس وعزل إيران لاتتعدى كونها افتراءات وفبركات.
ولو القينا نظرة فاحصة على التطورات الاخيرة في الخليج الفارسي، خصوصا الجهود التي تبذل لتقليص حجم الخلافات وحل سوء التفاهم، يتجلى بوضوح أن إرادة الجيران على تعزيز التقارب اضافة الى الدبلوماسية الإيرانية النشطة كانتا قادرتان على تحقيق تقدم جدير بالثناء.
لا ريب في ان هذا التقارب يعكد مزاج أعداء المنطقة الذين تتعارض مصالحهم مع مثل هذه الخطوات، لذا فهم يسعون إلى تقويضها عبر شحن الأجواء والتحريض الاعلامي.
بالتزامن مع ذلك؛ ما يزال الغرب يتوهم انه قادر على استغلال الضغوط والتهديدات في محادثات فيينا، لذا يمكن اعتبار الهجمة الإعلامي جزءًا من اللعبة الغربية.
على الرغم من أن أعضاء هذا المجلس قد عملوا لأكثر من 4 عقود للتقارب والتوصل إلى اتفاقية مالية وعسكرية واقتصادية وسياسية، فإن التدخلات الاجنبية ومحاولات دول من قبيل امريكا لاستغلالها لأغراض إقليمية حاسمة وقيادة المجلس نحو الاتجاه المعاكس، بات الايرانيون بحسب مايزعمون سبب الخلافات والانقسامات بين أعضاء مجلس التعاون.
على هذا النحو ونظراً لاستمرار التدخلات الأمريكية المثيرة للانقسام وعدم مشاركة بعض القادة في قمة الرياض، فإن ادعاء إجماع المجلس وانزواء إيران مجرد افتراء كاذب.
على الجانب الآخر؛ إن زيارة بينيت الى الإمارات لم تعبد الطريق أمام الدول العربية للتلاقي مع الكيان الصهيوني، بل اعتبرت العديد من الدول العربية والإسلامية في المنطقة أن تحرك الإمارات خطأ في الحسابات سيفضي في نهاية المطاف إلى دفعها اثمان سياسية وأمنية باهظة.
أخذا بهذه المعطيات، يمكن ملاحظة أن ادعاء غرف الإعلام العبري الغربي حول الإجماع الإقليمي ضد إيران وعزل الجمهورية الإسلامية بعيد كل البعد عن الحقيقة.
لكن السؤال الذي يلح علينا طرحه، هو لماذا انطلقت مثل هذه الحملة الإعلامية في مثل هذا الوقت؟ وما هي الأهداف التي تكمن وراء هذه الحملة؟ واجابة هذا السؤال تتكشف من خلال استعراض آخر التطورات المنطقة على مدى الأشهر الأخيرة، واعادة قراءة الدبلوماسية النشطة للجمهورية الإسلامية تجاه دول الجوار.
إذ لو وضعنا منطقة الخليج الفارسي تحت المجهر، لتبين لنا حدوث تفاعلات ومقاربات كبيرة بين الدول العربية وإيران بهدف تقليص الخلافات وحل سوء التفاهم فيما بينها.
على صعيد متصل، قال اللواء محمد باقري خلال استقباله العميد الركن عبد العزيز بن عبد الله المنذري نائب رئيس أركان القوات المسلحة العمانية والوفد المرافق، في إشارة إلى العلاقات العميقة بين البلدين، قال: هذه سياسة ايران الراسخة.
واكمل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية: "في القضايا الإقليمية، عقدنا اجتماعات مع مسؤولين من الإمارات والسعودية، وتم حل سوء التفاهم إلى حد ما.
جملة هذه التطورات تُظهر أن إرادة دول المنطقة لتعزيز التقارب فيما بينها، علاوة على الدبلوماسية النشطة للجمهورية الإسلامية قد تمكنت من تعبيد الطريق لمسار بناء في المنطقة.
نورنيوز