نورنيوز- أصدر ممثلو الدول الأوروبية الثلاث الحاضرة في محادثات فيينا بيانًا عقب لقائهم روب مالي الممثل الأمريكي الخاص لإيران جاء فيه: لقد تواصلنا منذ ساعات وضغطت جميع الوفود على إيران لتكون أكثر منطقية، لكننا لم نتمكن حتى الآن من الدخول في مفاوضات حقيقية.
وشدد البيان على أنه بدون إحراز تقدم سريع وفي ظل التقدم المتسارع في البرنامج النووي الإيراني، فإن الاتفاق النووي سيغدو قريباً قذيفة فارغة.
بالتزامن قال ميخائيل أوليانوف، المبعوث الروسي لمحادثات فيينا، لوكالة نوفوستي: أعتقد الآن أننا سنصل إلى اتفاق أكثر من ذي قبل.
كما غرد أنه تم الكشف عن رابط مهم يؤكد تقدم المحادثات، وقال إنه لأول مرة خلال محادثات فيينا، تم تشكيل مجموعة عمل ثالثة بعنوان "جدولة تنفيذ الاتفاق".
على الجانب الايراني، شدد علي باقري، كبير المفاوضين الايرانيين، على الخلافات التي ظلت دون حل في الجولات الست السابقة من المحادثات، لكنه أكد بحذر أن المحادثات تمضي قدمًا.
النظرة المشتركة لإيران وروسيا، والتي يمكن أن تمتد إلى الصين بناءً على أدلة أخرى متاحة، في مواجهة المواقف المخيبة للآمال للأوروبيين، تذكرنا عمليا بالتناقض في الأخبار المنشورة حول المفاوضات النووية.
لكن الأوروبيين والإعلاميين الذين يمسكون بالسيف على الجبهة الغربية حاولوا في الأيام الأخيرة نشر الأخبار الكاذبة والمشتتة لشحن الاجواء في أذهان الرأي العام بأن هناك اختلافًا في الرأي بين إيران وروسيا والصين، ومن خلال هذا النهج أظهر مجموعة المفاوضين انهم ضد إيران كرأي واحد، لكن قلة من الناس يمكنهم قبول هذه الأكاذيب في ظل التواصل والتشاور المستمر بين الدول الثلاث إيران وروسيا والصين ومواقفهم المتبادلة بشأن مبادئ المفاوضات.
المحادثات التي جرت أمس بين وزيري الخارجية الإيرانية والروسية، والأنباء التي تفيد بأن الجانبين يتبادلان النهج ذاته مع طهران وموسكو بشأن القضايا الرئيسية في محادثات فيينا، تؤكد بوضوح تفنيد الأخبار الإعلامية الموجهة المتعلقة بالجانب الغربي من جولة المفاوضات الجديدة.
ولنكون اكثر دقة، بدأت الحملة الغربية النفسية ضد ايران قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات، وفي الخطوة الأولى، دافع الغربيون بقوة عن قضية ان ايران تماطل وتضيع الوقت وتحاول التملص من المفاوضات، وركزوا جهودهم على إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات. كان هدف الغرب هو خلق "فخ تفاوضي" لإيران ومتابعة "الدبلوماسية القسرية" باستخدام أدوات التهديدات العسكرية والسياسية وزيادة الضغط غير القانوني للوكالة الدولية والحرب الإعلامية من أجل إملاء طلباتها.
لكن الحضور الفاعل والمحكم إضافة الى البرنامج الإيراني المنطقي في المفاوضات أحبط هذه الحيل وعرقل اللعبة المخطط لها.
وبحسب آخر المعطيات الوافدة من فيينا، يحاول المفاوضون الأوروبيون إبقاء إيران على طاولة المفاوضات من خلال اعتماد أسلوب تفاوض استنزافي، مع دفع المحادثات إلى الأمام نسبيًا، في حين يكيلون الاتهامات لايران عبر ادواتهم الاعلامية ويحملونها مسؤولية المماطلة وتقديم مقترحات غير منطقية، لكن الدلائل الظاهرة تشير الى ان هدفهم هو تكثيف الضغوط على ايران لارغامها على قبول طلباتهم المسرفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نهج الغرب المتسق في التفكير في القضايا النووية في المفاوضات مازال مستمرا، وعوضاً عن محاولة وضع حدّ للمسبب الرئيسي للتباطؤ في الاتفاقية، ألا وهو امتناع امريكا المنتهك الاكبر للاتفاق عن رفع العقوبات، تتخذ الدول الغربية إجراءات غير بناءة.
إذا أعلنت الأطراف الغربية في بداية الاجتماع الثاني من جولة المفاوضات الجديدة أنها مستعدة لمراجعة المسودات التي تم تعديلها من قبل إيران على أساس الاتفاق النووي، فلن يكون لزاما ان تبلغ الامور هذا الحد من التعقيد.
إضاعة الوقت ليس في مصلحة أي من الطرفين إلا إذا كان الهدف هو التوصل إلى اتفاق ولكن ببساطة لمضاعفة الضغط بأداة التفاوض.
نورنيوز