نورنيوز- منذ الليلة الأولى من الجولة الجديدة من المحادثات في فيينا، عندما تفاخرت وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تيراس بموقفها المعادي لإيران، في مذكرة مشتركة نشرتها مع وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد في التلغراف، تكشّفت دلائل جلية عن دور العدو الصهيوني في إعداد تكتل غربي بهدف إفشال المفاوضات النووية بين ايران والقوى الكبرى.
زيارة رئيس الموساد ووزير الحرب الصهيوني للولايات المتحدة وخلق مساحة إعلامية كبيرة فيما يتعلق بالاتفاقات بين تل أبيب وواشنطن، لا سيما سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران تكمل حلقة هذا السيناريو إلى حد ما.
بعد الحرب النفسية على الفريق الإيراني المفاوض في فيينا، أعلن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى مساء السبت 11 كانون الأول/ديسمبر: لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد نية إسرائيل مهاجمة إيران عسكريًا، على حد قوله.
حيث تلوح في الافق تصريحات وإجراءات منسقة بين امريكا واسرائيل وبريطانيا، لا سيما عقب زيارة مسؤولين أمنيين وعسكريين صهاينة إلى واشنطن وسط محادثات وتغطية إعلامية لنية الكيان الصهيوني والولايات المتحدة إجراء تمرين يحاكي شن هجوم عسكري على المنشآت النووية والعسكرية الايرانية.
جملة هذه التصعيدات الغربية بالتزامن مع استئناف المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى، أثار استغراب كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، حيث قال مسؤول عسكري رفيع: ان هذه التحركات تشير الى وجود تنسيق شامل منظم وموجه تقوده اسرائيل.
يزعم المسؤولون في الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية أنهم ملتزمون بالمفاوضات ومحاولة التوصل إلى اتفاق، لكن الواقع يفنّد تلك المزاعم ويفضحها، حيث يصب الجانب الغربي جهوده على مايبدو لتعطيل المفاوضات، وتجلى هذا الامر بشكل واضح في التصريحات التصعيدية غير المسبوقة والتهديدات الجائرة ضد الجمهورية الإسلامية مؤخراً.
وفي ظل هذا الجو المتخم بالتهديدات والإسراف في المطالب، يتحدث المسؤولون الغربيون والصهاينة ووسائل الإعلام باستمرار عن نية إيران إطالة أمد المفاوضات وتقديم مطالب غير منطقية.
إن الترتيبات السياسية ووسائل الإعلام الجديدة في الغرب، والتي أصبحت أهدافها بالنسبة لروسيا والصين واضحة، تذكرنا بشكل أكبر بخطة الإبقاء على الضغوط الشاملة على إيران من أجل الحصول على أقصى قدر من التنازلات.
في غضون ذلك، وعلى الرغم من حسن نية الجمهورية الإسلامية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن عملية استخدام هذا الكيان اللاشرعي كأداة سياسية تتزايد وقد أضيفت إلى مكونات أخرى للضغط على إيران.
لا يخفى على أحد، الدور البارز للعدو اللدود لإيران، الكيان الصهيوني، في رص صفوف جبهة سياسية-إعلامية على الجانب الغربي صوبت حرابها بوجه مفاوضات فيينا، خصوصا أن تاريخه حافل في تنفيذ أعمال تخريب ضد المنشآت النووية واغتيال العلماء الإيرانيين.
تشير الأبعاد المختلفة للاصرار الغربي المفرط الى الدور المباشر والمشبوه للكيان الصهيوني (الذي، وفقًا لمسؤوليه، كان نتنياهو دافعًا رئيسيًا لترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي)، وتفضح دوره تل أبيب في قيادة جبهة اعلامية تضم الاطراف الغربية في المفاوضات ضد إيران.
بهذا الشكل، يمكن التأكيد على أن الهدف من إعطاء دور مباشر لليكان الصهيوني في تنفيذ برنامج الإعلام السياسي الغربي في المفاوضات لا يعني شيئًا أكثر من مصادقة أدوات غير تفاوضية لكسب نقاط على طاولة المفاوضات، ودفع المفاوضات البناءة بشكل طبيعي، لأن تحقيق صفقة جيدة سيضر بشكل خطير بالعدو الصهيوني.
نورنيوز