نورنيوز- منذ يوم امس، ورغم بطء سير المفاوضات النووية بعد استئنافها، تداولت بعض وسائل الاعلام الغربية والمحطات الناطقة بالفارسية، أنباءً قالت بأنها نقلاً عن مصادر لم تكشف عن هويتها، تتحدث عن "تعليق المحادثات" بين ايران ومجموعة 4+1.
تمحورت طبيعة هذه الأخبار غير الواقعية، والتي كان لها أيضًا تداعيات واسعة نسبيًا، على اصرار إيران بدلاً من عدم جدوى المحادثات.
في الحقيقة، كان الهدف من موجة الفبركات هذه ترسيخ فكرة في عقول الرأي العام مفادها أنه في ظل المسار الحالي للمفاوضات، لا يمكن التوصل إلى اتفاق.
لكن الواقع الحالي لما يجري خلف طاولة المفاوضات، خلافًا لما تضخه وسائل الاعلام، يشير إلى استمرار نهج الترويكا الأوروبية المكلف، لا سيما فيما يخصّ مطالب غير مدرجة في نص الاتفاق.
كما أدى إصرار المفاوضين الإيرانيين على الحوار في إطار التزامات الاتفاق النووي والجهود المبذولة لإعادة المحادثات إلى مسارها الصحيح، في حين شكلت مواقف الترويكا الأوروبية عبر اتباع مسار غير بناء عائقاً أبطأ مسار المحادثات بشأن القضايا الرئيسية.
إن محاولة الترويكا الأوروبية للضغط النفسي على إيران باستخدام أدوات خارج طاولة المفاوضات، هي في الواقع استخدام لتكتيكات المساومة التي لا يمكن بالتأكيد ارغام المفاوضين الإيرانيين عليها.
وفي الجزء الأول من جولة المحادثات الجديدة، استخدمت الترويكا الأوروبية نفس التكتيك بعد تقديم مسودة مقترحات إيران في قسمي رفع العقوبات والنووي، لكنها لم تنحاز لأي طرف.
في الواقع جاءت مواقف ممثلي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في المفاوضات وإعلان عدم قابلية التفاوض على مسودات إيران المقترحة على وجه التحديد، في إطار تكتيكات المفاوض السلبية.
لذلك، أعلن ممثلو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في مقابلات منفصلة، الإثنين والثلاثاء والأربعاء، أن المسودات التي قدمتها إيران غير قابلة للتفاوض، ما أثار موجة من التساؤلات بشأن جدوى المحادثات، حيث تداولت وسائل الاعلام الغربية انباءا تقول انه بعد وصول المفاوضات الى طريق مسدود، أرغمت ايران على التراجع عن مواقفها المبدئية.
لكن ما يثير القلق، أن دخول الترويكا الاوروبية الى طاولة المفاوضات كان قائما كما يبدو على فكرة أن ايران بحاجة احياء الاتفاق النووي، ولهذا لابد من استغلال هذا الأمر لنزع بعض المكاسب الاضافية منها.
لكن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أكدوا مرارًا وتكرارًا أن طهران تخوض المفاوضات بجدية وتصميم للتوصل إلى اتفاق جيد وعادل، وتقوم بهذه المبادرة دون ان تربط الوضع الداخلي للبلاد، خاصة الاقتصاد الوطني بالمفاوضات، وقدمت مقترحات منطقية ومنصفة من شأنها ان تعيد جسد الاتفاق الى الحياة.
نورنيوز