نورنيوز- صبّت الحملة الاعلامية التي أطلقتها أمريكا والكيان الصهيوني قبل أسابيع قليلة من استئناف المفاوضات النووية في فيينا، كامل قدراتها نحو لعبة إلقاء اللوم الفاشلة ضد ايران، متهمين الجمهورية الاسلامية بإضاعة الوقت لدفع برنامجها النووي إلى الأمام، والضغط على طاولة المفاوضات.
تستخدم هذه الهجمة الاعلامية أسلوب الحرب النفسية تحت غطاء "عناوين ملتبسة"، حرب نفسية تقوم بشنها امريكا والعدو الصهيوني ضد كل من لا يخنع لمآربهما، في حين تقف الترويكا الاوروبية موقف المتفرج السعيد بما يشاهد.
في الواقع، ان أنشطة إيران النووية تحدث بشفافية كاملة وتحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم ذلك لا تكل امريكا ولاتمل عن إثبات مزاعمها الخاوية.
فبحسب أنباء تلقاها موقع نورنيوز، فتحت إيران أيضًا صفحة جديدة من التعاون والتفاعل البناء لإنهاء القضايا العالقة بين طهران والوكالة الدولية، وستكشف الجمهورية الاسلامية عن تفاصيل الاتفاق الجديد مع الوكالة الدولية في الوقت المناسب.
على الطرف المقابل؛ أبدت إيران بحضورها الجاد في المفاوضات أنها تسعى إلى اتفاق عادل وجيد، وصاغت مقترحات قانونية بناءة للوصول إليه.
منذ انطلاقة الجولة الجديدة من المفاوضات بين ايران و4+1 في فيينا، ألغى كبير المفاوضين الإيرانيين، على الرغم من وظائفه العديدة الأخرى، جميع خطط عمله، وصبّ كامل قدراته على طاولة المفاوضات، علاوة على مباحثات مكثفة عديدة وواسعة النطاق لم يتوانى عن إجرائها مع الاطراف المؤثرة في الاتفاق النووي.
وسط كل هذه المساعي الايرانية الحثيثة في فيينا، تسلّط امريكا التي تدعي أن إيران ليست جادة في التوصل الى اتفاق وتحاول تضييع الوقت، مساعيها على تطوير برامج عملياتها النفسية والإعلامية فقط، وتسعى إلى تكثيف الضغوط على ايران خارج طاولة المفاوضات.
من القضايا المهمة التي أثارتها وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بعد أنباء إيجابية نسبياً تراودت من الوفود المفاوضة في فيينا، هو حصول تنسيق بين امريكا والكيان الصهيوني لاجراء مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط تحاكي توجيه ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية السلمية.
تصدرت الأخبار، التي نُشرت في نفس وقت زيارة وزير الحرب الصهيوني للولايات المتحدة، عناوين الصحف الغربية والعبرية في الأيام الأخيرة.
من الجدير بالذكر أن؛ روبرت مالي المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في محادثات فيينا، أرجأ رحلته إلى النمسا لضرورة بحث لقاء المسؤولين الأمريكيين بوزير الحرب الصهيوني، وتداعيات ذلك على المفاوضات في فيينا!
لم يلوح في الأفق حتى الآن أي مؤشر واعد في سلوك وخطابات المسؤولين الأمريكيين يشير بأي شكل من الاشكال الى ان واشنطن مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد في فيينا، خلافا لذلك ما تزال عناوين "التهديدات والعقوبات" تهيمن على سياسة امريكا تجاه إيران.
في حين أن الاولوية التي وضعتها ايران على رأس القائمة، هي التوصل إلى اتفاق جديد وعادل، للتحرك في إطار الأهداف الموضوعة لإعمال الحقوق القانونية للشعب الإيراني.
بإمكان امريكا والأطراف الأخرى في المفاوضات الاعتماد على حسن نية إيران وصدقها، في حال كان لديهم الصدق والإرادة الكافية للتوصل إلى اتفاق جيد.
لكن من دون شك، ان الإصرار على كتابة عناوين خاطئة سيُفضي بلا شك إلى مسارات خاطئة تنتهي بالدخول في نفق الإخفاق والفشل.
نورنيوز