نورنيوز- انعقد الاجتماع الثاني من الجولة الجديدة (السابعة) من المفاوضات بين إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا، يوم الخميس الماضي، في وقت سيفضي فيه استخدام أطراف الاتفاق النووي تكتيكات مختلفة الى شحن الأجواء بما يلبي تكثيف الضغط على إيران.
أنباء تلقاها موقع نورنيوز من فيينا، تشير إلى أن ممثلي الدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، واصلوا تحركاتهم بعد انتهاء جولة المحادثات الجديدة الأسبوع الماضي، وكثّفوا ضغوطهم لتحريف مسار المفاوضات، بغية تحقيق ثلاثة أهداف تتمثل بـ استجرار تنازلات من الصين وروسيا وأخرى من إيران، والحصول على امتيازات من الاتحاد الأوروبي.
تسبب سلوك الترويكا الأوروبية هذا، بشكل خاص إلى تعطيل مهمة رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ونائبه ومبعوثه في اللجنة المشتركة، إنريكي مورا.
في هذه الأثناء؛ كما رد المسؤولون في بعض الدول الأعضاء الرئيسية الأخرى في الاتحاد الأوروبي علنًا على سياسات الدول الثلاث، ووصفوا سلوك الترويكا بما يتماشى مع المصالح والمقترحات الأمريكية ويقوض موقف الاتحاد الأوروبي.
بالنظر إلى الأجواء السائدة في فيينا، فإن المقترحات الواضحة والعملية لفريق التفاوض الإيراني، نظرًا لقابليتها الفنية وتوثيقها، تشكل مصدر قلق كبير لأمريكا والدول الأوروبية الثلاث في المباحثات بين ايران و مجموعة 4 + 1، ونظرا لافتقارهم إلى أي حجة قانونية ضد الجمهورية الاسلامية، اتجهوا بالتشاور مع "روبرت مالي"، نحو طرح قضايا من أجل تحريف مسار المفاوضات في مواجهة جدية إيران وعزمها ودعم الصين وروسيا وممثل الاتحاد الأوروبي.
بتعبير أدقّ؛ حصرت مقترحات إيران التي تستند إلى الالتزامات المقبولة والمنطقية لجميع الأطراف في الاتفاق النووي، ومهدت الطريق لاتفاق سريع وعادل، وعلى الرغم من عدم إعجاب الترويكا بهذه المقترحات، إلاّ انه بسبب دعم الصين وروسيا وممثل الاتحاد الأوروبي، الترويكا في الزاوية، وحرمتها من ادوات تحقيق مآربها.
الجمهورية الاسلامية أكدت مرارًا وتكرارًا في الاجتماعات الثنائية لكبير المفاوضين الايراني مع ممثلي الدول الأوروبية الثلاث، انه ما لم يكن لهذه الدول إرادة مستقلة عن واشنطن فلن ينعطف جو المفاوضات نحو اتفاق جيد، وسيكون الغربيون من دون شك هم الملامين في حال عدم التوصل الى اتفاق.
لكن نظرا للتصريحات الشفافة التي أطلقها ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا في محادثات فيينا، وإصراره على رفع بعض سوء التفاهم الذي ابتلى به المفاوضين، لابد أن يبدأ الردّ العملي والبنّاء لأمريكا والترويكا الأوروبية على طاولة المفاوضات، وأن يتخطوا خطاب وسائل الإعلام الهدّام الذي سيدفع مسار التفاوض نحو متاهة المماطلة والتسويف.
نورنيوز/وكالات