في السياق، قال مساعد الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، الجمعة، قبيل رجوعه إلى طهران، أنه أعطيت الفرصة للوفود المشاركة في مفاوضات فيينا لتعود إلى عواصمها للتشاور.
وأضاف باقري كني: " أكدنا على أن مقترحات الجمهورية الإسلامية بشأن رفع العقوبات غير الشرعية والقمعية ومسألة النووي المطروحة على الطاولة، ورأت الأطراف المتنازعة ضرورة التشاور مع العواصم لتقديم إجراءات موثقة وإجابات منطقية على المقترحات.
وأضاف مساعد وزير الخارجية: بناءً على ذلك، أتيحت للأطراف الأخرى فرصة استئناف المحادثات في فيينا قريبًا الأسبوع المقبل بعد التشاور مع عواصمهم.
من جانبه، قال نائب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، في معرض وصفه عن واقع المحادثات في فيينا، أن المحادثات قد تنتهي الأسبوع المقبل.
ونقلت شبكة سكاي نيوز عن مورا قوله: نتطلع للعودة إلى الاتفاق النووي وطهران وواشنطن ملتزمتان بالشروط.
ووصف مورا المحادثات بأنها واقعية، مضيفا أنه تمت مناقشة مسودات مختلفة خلال محادثات فيينا مع إيران.
وشدد على إجراء مفاوضات مثمرة مع الفريق الإيراني المفاوض الجديد.
واختتم الجمعة، اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النوي بحضور رؤساء الوفود في فندق كوبورغ بفيينا.
وعقد الاجتماع على مستوى مساعدي وزير الخارجية والمدراء السياسيين بوزارة الخارجية الإيرانية ومجموعة1+4 برئاسة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، والمنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا انريكي مورا وترأس علي باقري كني، الذي وصل فيينا السبت الماضي الوفد الإيراني.
وانعقد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بناء على طلب الأطراف الأوروبية لأنهم كانوا يريدون دراسة النصوص الايرانية المقترحة في العواصم.
وتفيد الانباء الواصلة من مفاوضات فيينا بان الدول الغربية لم تضع اي مبادرة على طاولة المفاوضات ازاء مقترحات ايران الممهدة للسبيل وادت عمليا للابطاء في مسيرة المفاوضات.
وكشفت الأنباء انه بعد ان قدّمت ايران مقترحاتها في اطار وثيقتي رفع الحظر والانشطة النووية، اجتمع فريقا العمل "النووي" و"رفع الحظر" وتقرر بعد ذلك ان يعقد اجتماع اللجنة المشتركة لاتخاذ القرار حول مسيرة المفاوضات.
*أجواء ايجابية تخيّم على المفاوضات
في السياق، استعرض مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، صباح الجمعة، ووزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان خلال محادثة هاتفية الاجواء السائدة في مفاوضات فيينا، ووصف كلا الجانبين المفاوضات بالايجابية.
ووصف المنسق للمفاوضات في فيينا هذا الحدث الذي جرى في فيينا، وتسعى على إثره جميع الوفود المفاوضة من ألمانيا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وخاصة الجمهورية الاسلامية جاهدين للتوصل إلى الاتفاق بانه هام، وقال: "أحث على العمل بشكل بناء وفاعل مع كبير المفاوضين الإيرانيين وجميع الوفود للتوصل إلى اتفاق".
ودعا جميع الاطراف إلى المرونة في استمرار المفاوضات، وأعرب عن ارتياحه لبدء المفاوضات معلنا استعداده واستعداد زملائه في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في حل القضية.
*عملية التفاوض جيدة لكنها بطيئة
بدوره اعرب حسين أمير عبد اللهيان عن شكره لجهود منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وزملائه، ووصف عملية التفاوض بأنها جيدة ولكنها بطيئة بشكل عام، وقال: ان"الوفد الإيراني حاضر على طاولة المفاوضات بكل نشاط ولديه حسن النوايا والصلاحيات الضرورية والمبادرات التي يمكن تحقيقها .
وأكد وزير الخارجية: "في أي تفاوض فإن رفع العقوبات التي تنتهك الاتفاق النووي بشكل شامل هو هدف مشاركتنا".
وأكد على التزام الجمهورية الإسلامية بالتعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: "بالإضافة إلى مفاوضات ولقاءات السيد علي باقري فإن الخبراء الإيرانيين في لجنة رفع العقوبات واللجنة النووية هم يجرون حاليا محادثات فنية ومتخصصة مع مجموعة 4+1".
واشار امير عبداللهيان إلى بعض القضايا التي طرحت في المفاوضات الأخيرة، وقال": "على الرغم من خرق الولايات المتحدة الاتفاق النووي وتقاعس الدول الأوروبية الثلاث، فإننا حاضرون في محادثات فيينا بحسن نية" و لدى فريقنا خطط ومبادرات واضحة وملموسة وعملية في كل مرحلة. كما يجب على الغرب أن يطرح مبادرته الحقيقية في رفع العقوبات ووضع حد لتكرار الشعارات السابقة التي تنتهك حقوق ومصالح الشعب الإيراني.
*اجتناب سياسة التهديد
وأضاف: نعتقد أن التوصل الى الاتفاق الجيد ممكن، لكنه يتطلب تغييرا في نهج بعض الأطراف، كما يتطلب تجنّب سياسة التهديد والتوجه نحو التعاون والاحترام المتبادل".
كما قال وزير الخارجية "حسين امير عبداللهيان" خلال مباحثات هاتفية، أجراها الخميس، مع وزير خارجية اليابان "هاياشي يوشيماسا": ان طهران تشارك في مفاوضات فيينا بعزيمة جدية وجدول عمل واضح ومعقول؛ لكننا لسنا متفائلين بشأن ارادة ونوايا امريكا والترويكا الاوروبية.
وهنأ بانتخاب "هاياشي" وزيرا للخارجية اليابانية، كما حمّل الاخير تحيات رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى كبار المسؤولين في بلاده.
واشاد امير عبداللهيان بالمساعدات الانسانية التي قدمتها طوكيو في مجال مكافحة فيروس كورونا.
كما لفت الى وجود 4 ملايين مواطن افغاني على الاراضي الايرانية؛ معربا عن ارتياحه من ان مليونين ونصف المليون مهاجر افغاني مقيم في ايران تلقوا لحد الان اللقاحات المضادة لهذا الفيروس الوبائي.
وفي معرض الاشارة الى مفاوضات فيينا، صرح امير عبداللهيان: نرحّب بمفاوضات جدية واتفاق جيد؛ الامر الذي يلزم على الاطراف الاخرى ان تبدي حس نواياها.
ومضى يقول: ان الجمهورية الاسلامية شاركت في مفاوضات فيينا بعزيمة جادة وجدول اعمال واضح ومعقول، لكننا لسنا متفائلين بشأن ارادة ونوايا امريكا والدول الاوروبية الثلاث.
*ازدواجية أميركية
واستطرد: ان المسؤولين في واشنطن يؤكدون من جانب، على ضرورة المفاوضات والعودة الى الاتفاق النووي، لكن من الجانب الآخر يفرضون حظرا جديدا على الاشخاص والمؤسسات الايرانية.
وتابع: ان الجانب الاهم هو ان تكون (المفاوضات) قائمة على النتائج، وان يبدي الغربيون ارادة جادة وحسن النية على ارض الواقع وخلال الجلوس الى طاولة المفاوضات.
يشار الى أن مساعد وزير الخارجية علي باقري، ومساعد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، عقدا اليوم اجتماعا ثنائيا قبل الجلسة الختامية.
وبدأت الجولة الجديدة من المحادثات بين إيران ومجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) يوم الاثنين من الاسبوع المنصرم (29 ديسمبر) بهدف بحث رفع الحظر عن إيران، والتي عُقدت خلالها مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف في فيينا.
وقدّم الفريق الإيراني المفاوض، مساء الأربعاء، وثيقتين للجانب الآخر بشأن رفع الحظر والالتزامات النووية.
*رفع الحظر دفعة واحدة
وقد أعلن مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني، أن رفع الحظر يجب ان يكون دفعة واحدة وليس خطوة بخطوة، موضحا بان هنالك وثيقة ثالثة ستقدم للطرف الاخر تتضمن وجهات نظر ايران حول فترة التحقق من رفع الحظر.
وقال باقري في تصريح صحفي حول مسألة رفع الحظر هل تكون خطوة بخطوة ام يجب ان يكون دفعة واحدة: ان رفع الحظر ليس خطوة بخطوة.
واضاف: لدينا ثلاث وثائق لم يتم تسليم الوثيقة الثالثة للطرف الآخر بعد.
وقال مساعد الخارجية: ان الوثيقة الثالثة التي ستعرض على الطرف الاخر تتضمن وجهات نظر ايران حول فترة التحقق من رفع الحظر.
واكد كبير المفاوضين الايرانيين في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بفيينا، ان ايران مصممة على الحضور الفاعل والايجابي في المفاوضات.
وكتب "باقري كني" في تغريدة عقب لقائه الخميس، مع الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي": ان هذه المباحثات تناولت القضايا الثنائية.
واضاف: لقد أجريت محادثات مثمرة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بهدف مواصلة التعاون التقني بين إيران والوكالة الدولية.
*ايران تريد مفاوضات بناءة وهادفة
ويعد تقديم وثيقتي "رفع الحظر" و"الانشطة النووية" للطرف الآخر للمفاوضات من قبل الوفد الايراني وتصريح باقري بانه سيتم تقديم الوثيقة الثالثة ايضا، دليل واضح ودامغ على ان ايران لم تدخل عملية المفاوضات في فيينا بإرسال وفد خبراء كامل فحسب، بل توقعت ايضا عبر تقديم مبادرات داعية للانفراج جميع التمهيدات اللازمة لمتابعة مفاوضات بناءة وهادفة للوصول الى نتيجة.
والنقطة اللافتة المهمة هي ان الضلع الغربي لمجموعة "4+1" واتباعا لإرادة ومطلب واشنطن وحتى قبل بدء هذه الجولة من المفاوضات وبسبب عدم وجود الارادة اللازمة للوصول الى اتفاق واعتمادا على عملية حرب نفسية مكثفة قد ركزت على لعبة "البحث عن المقصر" وبذلت كل مساعيها لإلقاء التقصير على عاتق ايران في حال عدم التوصل الى اتفاق.
كما ان استعداد ايران وتقديمها سبلا واضحة وعملانية، يشير الى انها اجرت انشطة شاملة للمشاركة في هذه المفاوضات خلال الفترة الفاصلة بين نهاية الجولة السابقة في الحكومة الثانية عشرة حتى اعداد الفريق الجديد في الحكومة الثالثة عشرة.
*موقف أوروبي بارد
وبحسب موقع "نور نيوز" ان الدول الغربية الحاضرة في المفاوضات والتي اكدت قبل بدء الجولة الجديدة على ضرورة متابعة المسودات الاولية في الجولات الست السابقة، لم تضع اي مبادرة على طاولة المفاوضات وادت عمليا الى ابطاء مسيرتها.
الجدير بالذكر في هذا الصدد، انه رغم ان ايران اعلنت بانها سوف لن تضحي بالوصول الى اتفاق جيد من اجل الاسراع في المفاوضات الا ان عدم استعداد الاطراف الاوروبية قد ادى عمليا الى بطء لا داعي له في عملية المفاوضات.
بناء على ذلك ونظرا لعدم استعداد الاطراف الغربية للتقدم بمفاوضات مهنية وانفراجية وهادفة الى نتيجة، فانه يجب كما في السابق انتظار تصاعد حدة لعبة توجيه الاتهام لايران بالتقصير من قبل الغربيين.
ويمكن تقييم تصريحات وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي قال: "يمكننا في القريب العاجل الحكم بشان هل ان ايران تريد المشاركة في المفاوضات بحسن النوايا ام لا" في هذا السياق، والتي تثبت ايضا للاسف ان الدول الاوروبية الثلاث مازالت غير قادرة على اداء دور مستقل عن ارادة البيت الابيض.
*تدخلات صهيونية سافرة
من جانبه، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية "سعيد خطيب زادة"، تعليقاً على تدخلات الكيان الصهيوني الاخيرة في مفاوضات فيينا، ان الوفود المفاوضة الحاضرة في فيينا، لا تتلقى الاوامر من مقر اقامة رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
وأكمل خطيب زاده: ليس من المستغرب أن الكيان القائم على الحروب والتوترات والإغتيالات يكره الحوار على الدوام.
الى ذلك، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال على تويتر، أن اللجنة المشتركة المنبثقة عن الاتفاق النووي اتخذت قرارا بعودة الوفود إلى عواصمها للتشاور، والمؤمل استمرار المحادثات الأسبوع المقبل.
وكتب لورنس نورمان، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الموفد الى فيينا، تغريدة على تويتر: إن اللجنة المشتركة الجمعة قد وافقت على عودة الوفود إلى عواصمها، مضيفًا: إن هناك أملًا في إجراء المحادثات في وقت مبكر من الأسبوع المقبل (من الاثنين فصاعدًا).
*افتقار الأوروبيين إلى الجدية
وبحسب شائعات غير رسمية: طالبت وفود أوروبية بتأجيل المحادثات إلى وقت آخر وعودتها إلى عواصمها، ويعتبر المراقبون أن طلب الأوروبيين بمغادرة جلسة المفاوضات في وقت مبكر بعد عقد جلستي خبراء فقط، بمثابة افتقارها إلى الجدية.
نورنيوز/وكالات