في السياق، أكد المصوّر وصانع الافلام الايراني مرتضى بورصمدي، انه في حال لم تكن هنالك فعاليات كمهرجان سينما الحقيقة لتدهورت اوضاع السينما الوثائقية، وقال: هناك نوع من الجرأة والإبداع والتهور في العمل الوثائقي لم يكن موجودًا أو نادرًا جدًا في السينما الخيالية المحافظة.
وتابع بورصمدي: السينما الوثائقية هي سينما خاصة لها جمهور صغير ومهتم على الأرجح. لذلك، بسبب التخلي عن السينما الوثائقية، فإن أي حدث يمكن أن يؤدي إلى ظهور هذا النوع من السينما هو حدث إيجابي.
وأكمل: على أي حال، يوفر المهرجان فرصا جيدة لصانعي الأفلام الوثائقية لعرض أعمالهم. يتم الحكم على عملهم ورؤيته أخيرًا. كل هذه أحداث سعيدة. لأنه إذا لم تحدث مثل هذه الأشياء حقًا ، فإن هذه السينما في حالة تراجع عمليًا ولا تُرى إلا بين الناس أنفسهم ولا يوجد حديث عنها. لذلك قد لا يكون مفيدًا جدًا للجمهور.
وأردف مدير تصوير الفيلم الوثائقي “خط احمر رفيع”: بشكل عام، المهرجانات هي فرصة لجمهور كبير للتعرف على نوع معين من السينما ومن ثم المشاركة والاهتمام. بهذه الطريقة، يتم إنشاء مساحة للنقد ويتعرف الناس على الموضوعات التي قد لا تكون متاحة لهم في شكلها الطبيعي.
*ايلاء اهمية بالجانب الاقتصادي
من جانبه قال صانع الافلام الوثائقية مصطفي رزاق كريمي، بشأن اهمية مهرجان سينما الحقيقة الدولي: لابد من ايلاء اهمية كبيرة بالجانب الاقتصادي وبرامج العروض الوثائقية في من قبل المهرجان.
وبحسب الكتب الاعلامي لمركز تنمية السينما الوثائقية والتجريبية، قال مصطفى رزاق كريمي عن عدد المهرجانات في إيران: تقام العديد من المهرجانات بموضوع الأفلام الوثائقية في جميع أنحاء إيران. وعلى الرغم من انتقادات بعض الجماعات لعدد المهرجانات في إيران ، إلا أنني أعتبر إقامة هذا العدد من المهرجانات أمرا إيجابيا. المهرجانات تجلب للسينما وعشاقها. خاصة لرواد السينما في المدن الصغيرة وسكان المدن والشباب الذين يعيشون في هذه المدن.
وأكمل هذا المخرج المختص بالسينما الوثائقية: سينما الحقيقة مهرجان معتبر وله مكانة خاصة داخل ايران وعلى الساحة الدولية، ويعتبره صناع الافلام الوثائقية بصيص امل لهم. اوضاع السينما الوثائقية في كل مكان من ناحية الانتاج والعرض متدهورة، الميزانيات ضعيفة وظروف العرض تراجعت بشكل كبير، لهذا يعتبر الوثائقيين ان عرض افلامهم في سينما الحقيقة فرصة كبيرة لهم.
وأضاف: في السينما الوثائقية، لدينا صناع أفلام جيدون، يريدون أن تظهر أعمالهم في المكان المناسب. تتمتع “سينما الحقيقة” بهذه الإمكانية والمصداقية وقد ترسخ مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي.
*سينما الحقيقة يحتضن افلاما متنوعة
من جهته عرج الناقد السينمائي الايراني سيدرضا صائمي، على تنوع المواضيع والمجال الكبير الذي يتيحه مهرجان سينما الحقيقة للسينما الوثائقية، وقال: يلعب مهرجان سينما الحقيقة دورا مؤثرا في هذا التغيير والنمو النوعي والكمي للأفلام الوثائقية.
وأضاف صائمي: تساعد جميع المهرجانات في تحديد المواهب الجديدة وتقديمها. تم تحديد العديد من المخرجين الموهوبين في مهرجان الفيلم القصير، حيث أتيحت لهم الفرصة لعمل أفلام روائية طويلة. ومن الأمثلة على ذلك سعيد روستايي أو محمد كارت، اللذان بدآ عملهما أولاً بفيلم قصير ثم دخل في مجال الأفلام الروائية. تتمتع الأفلام القصيرة بجمهور أوسع نظرًا لتشابهها مع سينما الجسد والسينما الخيالية.
وتابع موضحاً: تتمتع السينما الوثائقية بجمهور أكثر تحديدًا، ولهذا السبب تقل احتمالية أن يصبح صانعو الأفلام مشهورين، ولا تُعرض أفلامهم في جميع أنحاء العالم، وليس لديهم عدد كبير من الجماهير مثل السينما الخيالية. لهذا السبب علينا أن نرى وظيفة مهرجان فيلم حقيقي في مجموعة، فمعظم الوثائقيين يعرفون بعضهم البعض، والمخرجون أو صناع السياسات مثل مركز التطوير الذين يدعمون الأفلام الوثائقية يعرفون بعضهم البعض ويمكنهم دعم الأعمال العظيمة التي يتم إنتاجها.
*التحكيم واختيار الافلام في المهرجان
الى ذلك، يرى المنتج الايراني بهروز نشان، ان مهرجان سينما الحقيقة الدولي من أكثر المهرجانات انتظاما وفعالية في إيران.
وعن اهمية انعقاد مهرجان سينما الحقيقة في ظل الظروف الراهنة، قال المنتج الايراني: مهرجان “سينما الحقيقة” هو أكبر حدث للسينما الوثائقية الإيرانية التي قدمت المواهب دائمًا للسينما الوثائقية بمرور الوقت. هذا المهرجان هو الاكثر انتظاما في إيران، يحتاج المجتمع لمشاهدة الأفلام الوثائقية التي تعرض في هذا المهرجان.
وتابع: نادرا ما نرى أي اعتراضات على أداء لجنة الاختيار والتحكيم لمهرجان “سينما الحقيقة” وآلية انعقاده، فهو واضح ومنتظم، وفعال للغاية.
وبشأن إقامة مهرجان “سينما الحقيقة” في المحافظات الايرانية الاخرى، قال المنتج الايراني: خلال إدارة سيد محمد مهدي طباطبائي نجاد، عقدنا مهرجان “سينما الحقيقة” في نفس الوقت الذي أقيمت فيه طهران في أروند والأهواز وعبادان مجانًا. المناطق التي لقيت استحسانًا كبيرًا، ويمكن إقامة هذا المهرجان، مثل بعض المهرجانات في البلاد، في مناطق أخرى، لأن الفيلم الوثائقي له جمهوره الخاص في جميع أنحاء البلاد.
* “سينما الحقيقة” يتبوّأ القمة
من ناحيته، يرى صانع الافلام الوثائقية هادي آفريده، أن مهرجان سينما الحقيقة كان بمثابة عرض جيد للسينما الوثائقية والثقافة الإيرانية.
وحول انعقاد فعاليت المهرجان عبر الانترنت، تابع المخرج آفريده: في سياق وباء كورونا الذي نتعامل معه جميعًا، كان إقامة المهرجان عبر الإنترنت هو الخيار الأفضل، وأعتقد أن رد فعل صانعي الفيلم والجمهور على هذا الموضوع كان إيجابيًا، ومع النهج الذي اتخذه المهرجان، المجهود تم عرض الأفلام في ظروف جيدة وبجودة جيدة، وبذلك استطاع أن ينال رضا نسبي.
نورنيوز