ومعظم هؤلاء النازحين من أفغانستان وسوريا على خلفية الظروف القاسية التي سببتها الصراعات والفقر في بلدانهم والتي تعود الى تدخلات الغربيين بشكل رئيسي.
ولقي بعض اللاجئين والمهاجرين حتفهم بسبب الظروف القاسية والبرد ، كما أن ظروف اللاجئين الأخرى على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا ليست جيدة.
وفي هذا السياق لم تتخذ الأمم المتحدة وغيرها من منظمات حقوق الإنسان أي إجراءات لتقديم المساعدات الانسانية لحد الآن.
ومع استمرار أوروبا في معاملتها غير الإنسانية للنازحين والمهاجرين، يجب توقع زيادة في عدد الضحايا كما سيعاني الأطفال والنساء أكثر من غيرهم في هذه الاجواء والظروف الصعبة.
وتتحمل الدول الغربية ذات الانظمة الرأسمالية الليبرالية المسؤولية الرئيسية لأنها تمارس أشد الانتهاكات لحقوق الإنسان في بلدانها ، وكذلك حقوق الشعوب الأخرى ، اذ ان تدخلاتها وتحريضاتها على الحروب في العالم هي أكبر جريمة في مجال حقوق الإنسان وهي التي تتسبب بموجات الهجرة والنزوح العالمية لاسيما في غرب آسيا.
وتعامل الانظمة الغربية البشر بطريقة تثبت أن حقوق الإنسان هي مجرد أداة للضغط على الدول والمجتمعات الأخرى ولاتكترث بالقيم الإنسانية ويجب أن يطلق عليها مجرم حرب.
وفي الوقت الحالي ، تسببت التدخلات الأميركية والأوروبية في أفغانستان وسوريا وبعض البلدان الأخرى في المنطقة بنزوح وهجرة العديد من الأشخاص من هذه البلدان.
وتعد نسبة مساهمة الغرب في النزوح والتشرد وبؤس المجتمعات مائة بالمائة ، وإذا ذهب النازحون من الدول إلى أوروبا والولايات المتحدة ، فإنهم لا يستحقون أن يعاملوا معاملة غير إنسانية.
واختار العديد من ابناء شعب أفغانستان النزوح والهجرة من بلاده منذ سنوات بسبب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأوروبا في هذا البلد.
وفي المقابل اتبعت إيران نهجًا إنسانيًا تجاه النازحين واللاجئين بسبب الحرب ، بالإضافة إلى أنها تحملت تكلفة باهظة بسبب تقصير المنظمات الدولية وعدم الوفاء بواجباتها المؤكدة في هذا المجال.
وفي هذا المضمار ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المعاملة اللاإنسانية للمهاجرين واللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية ؛ "الغرب هو المسؤول عن أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية".
وشكّلت مواقف الغربيين تجاه المهاجرين والنازحين تعارضا مع الافكار والمزاعم الإنسانية التي يبدو بحسب الظاهر أنها الأسس البنيوية في الانظمة الغربية اذ ان التناقض في سلوكياتهم تجاه حقوق الإنسان بات واضحا في قضية المهاجرين والنازحين بسبب الحرب.
وعندما يؤمن سياسي فرنسي بضرورة ترك النازحين يموتون في أجواء البرد القارس ، فإن العيش فقط في نظام غير إنساني قائم على الرأسمالية ينتج مثل ردود الافعال هذه غير الإنسانية واللاأخلاقية.
وهذا التفكير يركز على المصالح الذاتية والخاصة فقط ، ولايولي اي اهمية لحياة الأشخاص العاجزين والمشردين الذين يعيشون في ظل اوضاع صعبة بسبب سياسات الغربيين وانتهاكاتهم لحقوق الانسان.
نورنيوز-وكالات