نورنيوز- في وقت تحدث فيه رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قطع ارتباطه مع إيران في بعض المجالات التنسيقية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية أن غروسي سيتوجه إلى طهران قريبًا لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية.
منذ بضعة ايام، زعم رافائيل غروسي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتواصل مع الحكومة الإيرانية الجديدة لبحث بعض القضايا المتعلقة ببرنامج إيران النووي، ووصف هذا الموضوع بـ "المُحيّر"!
تأتي مزاعم غروسي هذه في الوقت الذي كانت فيه الاتصالات المكثفة التي تجريها الممثلية الدائمة للجمهورية الإسلامية لدى المنظمات الدولية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية قائمة على قدم وساق، وتتواصل تقلّبات مدير عام الوكالة الدولية في وقت لم تمرّ على زيارته الاخيرة الى طهران أيضًا أكثر من ثلاثة اشهر في سبتمبر، التقى خلالها محمد إسلامي نائب الرئيس الايراني رئيس منظمة الطاقة الذرية.
وكانت قد تمت تلبية طلب الوكالة الدولية وفقًا لاتفاق بين طهران وغروسي يوم الأحد 12 سبتمبر 2021 بشأن استبدال ذاكرة كاميرات المراقبة "المعدات المحددة" بحسن نية إيران، ويأتي هذا الاجراء الايراني البنّاء ليس فقط فيما يتعلق بالضمانات، إنما بغية تحقيق الأهداف الرقابية لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث نفذ مفتشو الوكالة الأنشطة المتفق عليها على 18 من الكاميرات العشرين في 22 سبتمبر 2021.
المحيّر في تصريحات غروسي الحائر دائما عندما ادعى انه لم يتواصل مع الحكومة الايرانية التي تشكلت قبل خمسة أشهر، والاستثناء الوحيد هو المحادثات الفنية التي أجراها مع الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
ولابد من استحضار بعض النقاط الهامة في هذا الشأن:
أولا: مزاعم غروسي بعدم تعاون الحكومة الايرانية الثالثة عشرة مع الوكالة افتراء، والتفاهم المتبادل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارة غروسي لطهران في أيلول/ سبتمبر الماضي، جاء مضمونهما في بيان مشترك صادر عنه وعن محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية.
ثانياً: لم يعد غروسي تحت جناح حماية ترامب وبومبيو، ليكونا على استعداد لدعمه، لذا من أجل إثبات نفسه أمام حكومة بايدن يطلق ادعاءات حول إيران، ادعاءات في الأساس هي خارج نطاق مسؤولياته وسلطته داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو الآن غير قادر على القيام بذلك وهو مستاء.
ثالثا: من الواضح أن تفاعل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يتم إلا في إطار اتفاقية الضمانات الشاملة، وتوقع غروسي أن يحصل على ما يتجاوز التوقعات غير معقول، وبالتأكيد طلباته المتكررة للقاء المسؤولين الإيرانيين بغير رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية من غير المعقول ان تتحقق، في وقت لا يبدي فيه اي حسن نية تجاه ايران.
رابعاً: نهج غروسي المعادي لإيران، والذي يشبه إلى حد كبير سيناريو معدّ مسبقًا لتكثيف الضغط على الجمهورية الاسلامية في عملية المفاوضات المستقبلية، يُظهر أن هذه المؤسسة هي أداة سياسية في أيدي الدول الغربية أكثر من كونها أداة سياسية، وبدل ان ينحصر دورها في واجباتها القانونية - الفنية نراها تحاول الضغط على الدول المستقلة.
بناءا على ما سلف ذكره، من غير الواضح ما الذي يعنيه غروسي بالضبط بعدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتمسّكه بتكرار مثل هذه التصريحات التصعيدية غير الواقعية وغير المهنية ضد الجمهورية الاسلامية لن يثمر عن شيء سوى وضع المزيد من العراقيل أمام مسار جولة المفاوضات القادمة.
نورنيوز