معرف الأخبار : 76581
تاريخ الإفراج : 11/2/2021 1:04:30 PM
أبعاد السفسطة الغربية ضد ايران في قمةّ العشرين

أبعاد السفسطة الغربية ضد ايران في قمةّ العشرين

اصطدم الغرب في الوقت الراهن بالتحدي المتمثل في عدم فعالية مؤامرة الايرانوفوبيا (الترهيب من ايران)، وفي الوقت نفسه، أصبح موضوع دعم الإرهاب موضع تساؤل عالميًا، لذا قام بمراوغة لإخفاء هذه الهزيمة على يد المناهضين لإيران في قمة العشرين بروما.

نورنيوز- عقدت قمة مجموعة العشرين في إيطاليا في وقت طغت فيه ملفات ايران والاتفاق النووي على مباحثات المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم جو بايدن وزعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا، على هامش القمّة.

جملة هذه المواقف، التي اتخذت على شكل بيان مشترك للدول الأوروبية الثلاث وأمريكا، لم تكن ذات طبيعة غير دبلوماسية فحسب، بل كانت أيضًا استمرارًا للاتهامات وتأجيج الاجواء ضد إيران.

وأكدت هذه الحفنة من أعضاء مجموعة العشرين على عودة إيران إلى فيينا وعدم فتح نافذة المفاوضات بشكل دائم، وزعمت أن إيران تشكل تهديدًا لأمن العالم، وأنه يجب إدراج قضايا إيران الدفاعية والإقليمية في جدول الأعمال التفاوضي الجديد.

وتأتي حملة التهريج والسفسطة الغربية هذه ضد ايران في الظروف الآتية:

أولا؛ عُقدت قمة مجموعة العشرين بدعوى التوافق، مع خلافات مكثفة بين الأعضاء، دون اتفاق تقريبًا بينهم. من ناحية أخرى؛ وصلت المواجهة الصينية الروسية مع أوروبا والولايات المتحدة إلى مرحلة الحرب الباردة وما بعدها. حولت الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة الاجتماع إلى ساحة معركة بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا.

ثانيا؛ في هذا الاجتماع، لم تتخذ أوروبا وأمريكا إجراءات عملية لحل أزمات العالم الكبرى مثل أزمة كورونا، وأزمات المناخ، والحرب في اليمن، والأزمات الناجمة عن الهروب غير المسؤول للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، واستمرار جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، وفضيحة تكديس لقاح كورونا وتمهيد الطريق لمجازر جماعية حول العالم قوبلت باحتكار اللقاح. لذلك، يمكن القول إن الغربيين سعوا من خلال "الحيل والمراوغة" ومعالجة القضايا الهامشية، إلى إخفاء هذه الفضائح وعدم كفاءة مجموعة العشرين في حل الأزمات العالمية.

ثالثاً؛ تشي هذه التصرفات التي تأتي في الوقت الذي حُدّد فيه موعد استئناف المفاوضات بين ايران و4+1 في أواخر الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين الثاني)، بأن الغرب يصرّ على تكرار سياسة التهديد والضغط للحصول على تنازلات وإخفاء الانتهاكات التي مارسها ضد ايران فيما يخص الاتفاق النووي.

في الواقع، ما يحاولون القيام به أي أمريكا وأذيالها الاوروبيين هو التظاهر بأن استئناف المفاوضات لا يعتمد على وجهة نظر إيران العقلانية للمفاوضات، بل على ضغوط الغرب، لتكرار ادعائها بأن إيران تنتهك الاتفاق النووي، وبأن فرض العقوبات وسياسة الضغوط فعالة ضد ايران.

هدف آخر يقف وراء سلوك الغرب بشأن ترسيخ سياسة الضغوط والترهيب كأداة فعالة لجعلها عادة عالمية لأفعاله ضد الدول المستهدفة، في حين أن الحقيقة هي أن إيران كانت دائما مصرة على المفاوضات والتزمت دائما بتعهداتها، وكانت الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق النووي وعدم وفاء أوروبا بالالتزاماتها، هم الطرف الذي أودى بالاتفاق النووي الى طريق مسدود.

رابعاً؛ بالتزامن مع المحادثات بين علي باقري مساعد وزير الخارجية وإنريكي مورا المنسق الاوروبي لمحادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي لتحديد آلية رفع العقوبات، أيدت الصين وروسيا الموقف الإيراني.

أصبح هذا الدعم مكلفًا للغاية بالنسبة للغرب، الذي كان يدعي إجماعًا عالميًا ضد إيران، لذلك مع إصدار بيان مشترك من قبل الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، سعوا إلى تقليل أهمية موقف الصين وروسيا من طهران وإظهار الإجماع العالمي المزعوم ضد إيران.

خامساً؛ أصبحت مواربات بعض الدول العربية وخدمة الصهاينة عادة متكررة سيئة لدى الغرب، وهم ينتهزون كل فرصة للقيام بذلك، كجزء من سلوكهم في روما ضد إيران، وهو ما يأتي في سياق هذه المؤامرة.

لهذا اصطدم الغرب حاليًا بحائط التحدي المتمثل في عدم كفاءة مشروع إيرانوفوبيا، من ناحية أخرى، لاقت تحركات إيران في المساعدة على إرساء السلام والأمن ومساعدة الدول، مثل عقد اجتماعات ناجحة من قبيل "دول جوار أفغانستان" في طهران ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وتحركها الأخير لإنقاذ لبنان من عقوبات الوقود، ترحيباً عالمياً.

في ذات الوقت، وبينما تكثّف طهران ودول المنطقة جهودهم لمعالجة الارث السيء للاحتلال الامريكي لأفغانستان، حمّل المجتمع الدولي الغرب مسؤولية أفعال مثل الكارثة الإنسانية والأمنية التي فرضها على أفغانستان ودعمه للإرهاب في العديد من الدول.

هزيمة الغرب النكراء امام ايران والرأي العام العالمي، دفعته لتأجيج الاجواء ضد إيران في قمة العشرين بـ روما لإخفاء هذه الفضيحة والهزيمة ولمنع توسع موقف إيران العالمي.


اخبار مرتبط









تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك