معرف الأخبار : 76031
تاريخ الإفراج : 10/12/2021 1:13:46 PM
زیارة أمیرعبداللهیان.. تأکید التحوّلات فی المنطقة لمصلحة المقاومة

زیارة أمیرعبداللهیان.. تأکید التحوّلات فی المنطقة لمصلحة المقاومة

حملت زیارة وزیر الخارجیة الإیرانیة حسین أمیر عبد اللهیان إلى کلّ من لبنان وسوریة. فی أولى زیاراته الخارجیة، بعد روسیا مباشرة، الکثیر من الدلالات، لا سیما لناحیة المواقف التی أدلى بها عبد اللهیان، والعروض التی قدّمها من ناحیة، وتوقیت زیارته المتزامن مع التحوّلات الحاصلة فی المنطقة والعالم لمصلحة حلف المقاومة من ناحیة ثانیة.
أولاً: على صعید الدلالات
1- انّ کلّ من استمع إلى حدیث عبد اللهیان، والمواقف التی أدلى بها لا بدّ له أن یخلص إلى نتیجة أساسیة وهی انّ هذا الرجل یتمیز بالمناقبیة الثوریة المتجسّدة بالتزامه مبادئ الثورة الإسلامیة التحرریة فی الدفاع عن قضایا وحقوق الأمة والمستضعفین، وفی المقدمة الدفاع عن قضیة فلسطین ونصرة شعبها ومقاومته، ورفض المساومة علیهما، وهو ما أکد علیه برفض إیران ـ الثورة، العروض الأمیرکیة بتشریع البرنامج النووی الایرانی ورفع کلّ العقوبات المفروضة على إیران، مقابل تخلیها عن قضیة فلسطین والاعتراف بـ "إسرائیل"… هذا الکلام عندما یقوله رئیس الدبلوماسیة الإیرانیة من بیروت إنما یعکس مبدئیته فی تجسید خط الثورة الإیرانیة التحرریة، وانه ابن هذه الثورة التی نشأ وترعرع فیها وتشرّب قیمها الثوریة، وانّ اختیاره لموقع وزیر الخارجیة فی حکومة الرئیس السید ابراهیم رئیسی إنما هو رسالة بالغة الدلالة موجهة إلى الولایات المتحدة و "إسرائیل"، بعدم المراهنة على حصول ای تبدّل فی موقف إیران المبدئی، وانّ إیران فی مفاوضات فیینا التی ستستأنف قریباً ستکون أکثر صلابة وتمسکاً بحقوقها وثوابث مواقفها الثوریة، وما على واشنطن سوى التسلیم بمطالب وشروط إیران اذا کانت ترید العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووی وعدم انهیاره، لأنّ إیران لیست مستعدة للبقاء بالاتفاق اذا لم یلبّ مطالبها.. وهی باتت مستعدة لکلا الاحتمالین…
2- انّ إیران لا تتخلى عن أصدقائها، قالها عبد اللهیان فی لقاءاته مع حلفاء إیران فی حلف المقاومة حتى لا یترک مجالاً لأی تساؤل، وهذا تأکید جدید بأنّ إیران الثورة ملتزمة بتعزیز تحالفاتها الاستراتیجیة مع دول وقوى المقاومة، وفی الطلیعة سوریة الأسد والمقاومة فی لبنان.
3- انّ إیران جاهزة ومستعدة لترجمة عروضها لمساعدة لبنان فی حلّ أزماته بإقامة معملین للکهرباء بقدرة 2000 میغاوات، وإقامة مترو أنفاق فی بیروت، وبیع لبنان النفط ومشتقاته باللیرة اللبنانیة إضافة إلى المواد الغذائیة والأدویة.. هذه العروض التی قدّمها عبد اللهیان أکملها باستعداد إیران لتنفیذها عبر شراکة بین رجال أعمال لبنانیین وإیرانیین لتجنیب لبنان العقوبات الأمیرکیة، على غرار الطریقة التی تمّ فیها استیراد المشتقات النفطیة.. وفی نفس الوقت فإنّ هذه العروض توفر سلاحاً مهماً للحکومة اللبنانیة لمخاطبة الدول الغربیة التی تدّعی أنها ترید مساعدة لبنان، بأنّ علیها ان تقدّم أقله عروضاً مماثلة للعروض الإیرانیة، إذا لم یکن أفضل منها، وإلا اترکونا نقبل هذه العروض واستثنونا من العقوبات کما استثنیتم العراق إلخ…
ثانیاً: على صعید التوقیت
1- انّ زیارة الوزیر عبد اللهیان جاءت فی توقیت بدأت فیه المنطقة والعالم یدخلان فی مرحلة جدیدة سمتها تقدّم حلف المقاومة بعد الانتصارات التی حققها فی مواجهة الحروب الأمیرکیة "الإسرائیلیة" المباشرة وغیر المباشرة، وتنامی قوة حلفائه الدولیین روسیا والصین مقابل تراجع الهیمنة الأمیرکیة وقوتها الاقتصادیة والعسکریة.. والذی عکسه الهروب الأمیرکی من أفغانستان بعد عشرین عاماً على احتلاله من دون النجاح فی تحقیق الأهداف الأمیرکیة… ولهذا جاءت الزیارة للتأکید على أهمیة هذه التحوّلات التی تصبّ فی مصلحة حلف المقاومة وکلّ من روسیا والصین.
2- انّ واشنطن تقف عاجزة أمام إیران التی نجحت فی إحباط کلّ الخطط الأمیرکیة لإخضاعها لشروطها.. وتمکنت من کسر الحصار الاقتصادی وتعزیز اقتصادها المنتج، وبناء قوة عسکریة رادعة للعدوانیة الأمیرکیة.. وتطویر برنامج إیران النووی.. ولهذا جاءت زیارة عبد اللهیان فی سیاق التأکید على تنامی قوة الجمهوریة الإسلامیة الذی یصبّ فی مصلحة تعزیز قوة حلف المقاومة..
3- انّ عبد اللهیان هدفَ أیضاً من خلال زیارته التأکید على تصمیم حلف المقاومة على استکمال انتصاراته وترسیخها لا سیما فی مرحلة بدأ فیها الأمیرکی یبحث عن تحدید خسائره وإیجاد المخارج لتنظیم تراجعه لحمایة نفوذه فی المنطقة من التداعیات السلبیة لتراجعه وفشل حروبه.. وفی هذا السیاق شدّد على انّ القوات الأمیرکیة ستنسحب من العراق.. وطبعاً هذه إشارة واضحة إلى قرار حلف المقاومة بإجبار قوات الاحتلال الأمیرکیة على الرحیل عن غرب آسیا، وفی المقدمة العراق وسوریة.
خلاصة القول انّ زیارة الوزیر عبد اللهیان إنما جاءت لتؤکد على استمرار الثورة الإیرانیة فی نهجها التحرری، ووفاء إیران لحلفائها والاستعداد لتقدیم ما تستطیع من إمکانیات لدعمهم ومساعدتهم على التخلص من الابتزاز الأمیرکی وکسر حصاره وکشف نفاق الغرب وزیف ادّعاءاته بمساعدة لبنان على الخروج من أزماته التی تسبّب بها ولا یزال لأجل إخضاعه لشروطه، تحت عناوین خادعة تتحدث عن ربط إقراض لبنان، ولیس مساندته، بالإصلاحات التی یشترطها صندوق النقد الدولی الذی تهیمن علیه أمیرکا وحلفاؤها فی الغرب.
بقلم: حسن حردان

اخبار مرتبط






تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی